






- ” الجائحة ” .. هو مصطلح يستخدم عادة فى نطاق واسع لوصف أى مشكلة خرجت فى نطاق السيطرة … وقد يعرف فى بعض المراجع على أنه تفشى مرض معين فى منطقة جعرافية واسعة ويؤثر على نسبة عالية من البشرية .
- وإن وما يمر به العالم الآن على أقل تقدير له هو جائحة من الدرجة الأولى لأن مع ظهور فيروس كورونا … تحول العالم كله إلى حجر صحى …. يغشى كلا منا التعامل مع الآخر .
- وترك وما زال يترك أثر سلبى ليس فقط على الإقتصاد العالمى بل على شتى مناحى الحياة …
- فلم يتمكن العالم من فهم حجر التغير الذى ستتركه جائحة كورونا على تاريخ البشرية إلا بعد أن تنقضى بسلام .
فإيقاف الإقتصاد العالمى سوف يؤثر بصفة مباشرة وغير مباشرة على الأمن الغذائى الذى يعد هو الدرع الأساسى لإستمرار الحياة …
- والجدير بالذكر أن المجتمع العربى هو الأكثر تأثراً بتحديات الأمن الغذائى …
وذلك لعدة أسباب أبرزها أن معظم المواد الغذائية فى المجتمعات العربية تعتمد على الإستيراد من الدول الغربية … والتى يكاد أن يكون إقتصادها الحالى منهار نسبياً … والتى تسعى إليه الدول الأوروبية الآن أن تتعافى من هذه الوعكة الإقتصادية وينهض الإقتصاد فى أسرع وقت متخذ شكل ( V )
- ولكن المجتمعات العربية التى وصل فيها حد الفقر إلى ما يقرب إلى 25 % من عدد السكان
فطبقاً لأحدث الإحصائيات فإن حوالى 50 مليون مواطن عربى قبل جائحة كورونا يعانى من الفقر ومن المتوقع بعد إنتهاء هذه الجائحة أن يصل العدد إلى 101 مليون مواطن عربى تحت خط الفقر ويعد هذا الرقم مؤشر خطير … يدق ناقوس الخطر لأنه يترتب عليه إرتفاع معدلات الجريمة والسرقة والإنحراف … والتى تؤثر تباعاً على أخلاقيات المجتمع وتماسكه
- ومن هنا وجب علينا أن نتكاتف سوياً ونعمل من الآن وليس بعد أن يسبق السيف العزل أن نبدأ فى الإعتماد على أنفسنا فى تطوير البنية التحتية والبحث عن بدائل والعمل يداً بيد على إيجاد الحلول البديلة لتوفير متطلبات الغذاء وترشيد الإستهلاك اليومى لأنه طبقاً لأحدث الإحصائيات معدل إهدار الطعام للفرد فى المجتمع العربى سنوياً يتراوح ما بين 120 : 450 كيلو جرام للفرد / سنوياً أى 60 مليار طن طعام سنوياً يهدر دون فائدة .
- وفى حالة الترشيد والبدء فى دفع عجلة العمل من الآن والإستمرار فى مواكبة كل ما هو جديد من أجل إستمرار مسيرة الحياة …
فسوف تمر بنا هذه الجائحة تاركة لنا دروس مستفادة … أبرزها أنه إذا تكاتف العلم مع العمل … تستمر منظومة الحياة …
- فيجب علينا جميعاً التكاتف سوياً والحد من الإستهلاك العشوائى وشراء الإحتاجات الضرورية فقط لإستمرار الحياة … حتى لا نتعرض إلى ما يسمى ” أزمة الأمن الغذائى ” …!
- قراءة وتحليل
م / عمرو عباس رضوان