






الدكتور شاكر قال لى حكمة ” انجح وشوف النجاح فى عيون اهلك افضل بكتير من انك تنجح ومتشوفش ثمرة نجاحك فى عيون الناس اللى اتربيت معاهم “
كسرنا احتكار الاجانب فى التصميمات الهندسية والادارة والاعمال الفنية بفضل المهندسين المصريين وصدق النوايا
رئيس جامعة الازهر يكرم مدكور وعميد الاعلام يقول ” رحلة وسيرة مدكور تعيدنا الى زمن طلعت حرب وهو امتداد لمسيرة رجال الاعمال والاقتصاد الوطنيين
لا اؤيد سفر الشباب بعد التخرج الي الخارج .. انا عمرى ما فكرت انى اشتغل بره بلدى .. افيد بلدى اولاً واخيراً لانها هى صاحبة الفضل
باور نيوز شهاب الدين احمد واسماء مؤمن
تصوير كريم عريف
نظمت كلية الإعلام بجامعة الأزهر ندوة بعنوان “انجح في بلدك.. تنهض ببلدك”، ظهر امس الاحد بحضور الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر والدكتور مصطفي أمين مدكور رئيس مجلس إدارة مجموعة مدكور للمشروعات الهندسية المتكاملة
و قد استهل الدكتور مصطفي أمين مدكور، جولته بالجامعة بتفقد الاستوديو الخاص بكلية الإعلام جامعة الأزهر، يرافقه الدكتور غانم السعيد عميد الكلية، والدكتور محمود الصاوي وكيل الكلية.
وقال الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام أن سيرة ومسيرة الدكتور مصطفى مدكور تعيدنا إلي الزمن الجميل زمن طلعت حرب رجل الاقتصاد الوطني وهو موجود اليوم امتداد لرجال الأعمال والاقتصاد الوطنيين الذين بنوا مستقبلهم وحياتهم ومؤسساتهم الاقتصادية من خلال جهدهم وكفاحهم وطموحهم
وأِشار السعيد الى ان الدكتور مصطفى مدكور يقوم بدور بارز في تطوير الكثير من كليات الجامعة والدفع بها نحو التقدم والتحديث لذلك نجلس معه اليوم للاستفادة من تجاربه البناءة ليعرف ابنائنا أنه ليس هناك مستحيل وأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
وجاءت كلمة الدكتور مصطفى مدكور والتى بدأها بالترحيب بالحضور الكريم حيث وجه الشكر للاستاذ الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الازهر على دعوته الكريمة للتحدث مع الطلبة الاعزاء مشيرا الى ان فكرة الندوة جاءت من جانب الدكتور المحرصاوى وهو الذى وجد انه من المفيد عرض تجربتي ورحلتى التى يمكن ان يكون بها بعض الدروس المستفادة والملهمة والتوجهات واعرب عن امنيته ان تلاقى تجربته افادة للطلبة والطالبات.
وأضاف مدكور اود ان اوصل رسالة بدلا من عرض رحلة مررت بها واود ان اوجه رسالة اساها انجح بلدك .. تنهض بلدك وذلك بهدف النهوض بالمجتمع المصرى.
و قال مدكور ان النجاح الحقيقى هو انك تنجح فى بلدك حتى تنهض بالمجتمع .
واكد على بعض المفاهيم التى أثرت تأثير جوهرى فى حياته ومثلت قواعد يؤمن بها .
المفهوم الاول هو الانتماء للوطن ومن هذا المنطلق اضاف : ” انا واحد من الناس لا اؤيد سفر الشباب بعد التخرج لانه من المهم جدا العمل داخل مصر لانه للاسف أصبح حلم الطالب الآن بعد التخرج هو إيجاد فرصة سفر .. تابع صاحب الخبرة الطويلة قائلا ” انا عمرى ما فكرت انى اشتغل بره بلدى ليس لقلة فرص العمل ولكن بالفعل عندما كنت أدرس الدكتوراة فى أمريكا قدموا عرضا للعمل معهم لكننى رفضت لاننى لم احبذ ذلك تاركا هذا خلفى وقررت العمل فى مصر وهذا لم يكن يرجع الى كثرة الفرص المتاحة فى مصر لكننى اشعر بان طاقتى وقدرتى لا بد ان افيد بها بلدى اولا واخيرا لانها هى صاحبة الفضل
واكد مدكور على ان الانتماء ليس قرين بالسعادة ولا مرتبطا بها ولا معنى كونى اواجه صعابا ان اكون غير منتمى لهذا الوطن وكثيرا ما كنت اتساءل ماذا لو ان الناس لا يملكون انتماءاً كيف يستطيعون العيش وممارسة حياتهم بصورة طبيعية.
وأردف مدكور .. الشاب المصرى لدية القدرة ان يبذل أقصى جهد فى العمل خارج مصر بينما لا يحب العمل داخل مصر الا فى العمل الذى يتوافق مع هواه.
اما المفهوم الثانى تمثل فى كون الشباب المصرى لدية طاقة هائلة وله جذور تاريخية وثقافية اثرت فيه بالتأكيد فالامر ليس مجرد حكاوى او كلام يعاد لكنها الحقيقة فلدينا قدرة بشرية هائلة نستطيع تحويلها الى نهضة حقيقية كما اننى اؤمن ان الشباب المصرى اذا توافرت له البيئة الملائمة سنخرج منه طاقات هائلة.
وأسرد مدكور جانبا من مولده ونشأته حيث قال ولدت بقرية مجريا التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية وكنت اعمل مع والدى بالزراعة وكذلك كنت اعمل فى الاجازات اثناء دراستى الجامعية حتى استطيع الحصول على مصاريف الدراسة وكان لدى هوايات مفضلة واهمها كرة القدم ولم اكن مكرس حياتى بالكامل للدراسة لكننى كنت اهتم بالدراسة وكنت متفوقا لاننى كنت امتلك الطموح منذ الصغر وهذا شيئا هاما.
ففى الصغر راودنى حلم وانا من الارياف ان ازور حديقة الحيوانات وعندما كنت ازورها كنت انظر الى قبة جامعة القاهرة بدهشة واعجاب متلازمين وحلمت كثيرا ان ادرس فى هذه الجامعة وعندما كنت فى المرحلة الثانوية كبر الحلم معى واحببت دراسة الرياضيات واحببت كلية الهندسة فأصبح الطموح ان أدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة ليس غيرها وعندما كان يسألنى احد “هتجيب مجموع كام”؟ كنت ارد دون تفكير هجيب المجموع اللى هيدخلنى كلية الهندسة جامعة القاهرة وقد كان .. الا ان التوزيع الجغرافى ابى هذه المرة ودخلت هندسة طنطا قضيت عاما فيها بتقدير امتياز وتم قبول تحويلى الى جامعة القاهرة.
واضاف هذا الحلم اهلنى ان اكون استاذا جامعيا لكن عندما تخرجت لم يقع على الاختيار للتعيين فى الكلية فقدمت فى جامعة طنطا وتم قبولى معيدا بكلية الهندسة جامعة طنطا وليس معنى هذا ان الحلم لا بد ان يتحقق لكن من المستحيل ان تصل الى شئ لم تكن تحلم به.
وأود هنا ان اذكر اننى عملت فى مكتب شاكر للاستشارات منذ عام 1987 الى 2003 وكنت اعمل 15 ساعة يوميا وكان بالكاد المرتب يكفينى مع اننى كنت اواجه صعوبات واعانى من ظروف الحياة القاسية ولم اكن امتلك سيارة طيلة هذا الوقت واقطن فى حي شعبى واعانى من المواصلات أشد المعاناة وكنت مجتهدا وكنت راضً تماما ولم افكر وقتها الاعارة او الانتداب الى ان جاءتنى فرصة السفر للحصول على شهادة الدكتوراة فسافرت عامين وفكرت اننى عندما تفرغ لمدة عامين ان استطيع جمع المادة العلمية وعملت فى اكبر مركز ابحاث فى العالم بأمريكا فى مركز ابحاث جنرال اليكتريك وحاليا اعمل معهم هنا.
وقال مدكور عرض على التكفل بمصاريف الجامعة والانتقال انا واسرتى الى امريكا على اساس ان اعود الى مصر بعد الدكتوراة واعود اليهم لكن هذا الحلم لم يرادونى وقد نصحنى الدكتور محمد شاكر استاذى وهو احد المقربين الى قلبى وقال لى جملة ظلت عالقة فى أُذنى حتى يومنا هذا “انك تنجح وتشوف النجاح فى عيون اهلك افضل بكثير من انك تنجح ومتشوفش النجاح فى عيون الناس اللى انت اتربيت وسطيهم”.
وأضاف بعد ذلك بدأت من بعد تاريخ 2003 تأسيس شركتى وكانت وجهة نظرى من تأسيس الشركة ليست قائمة على الربحية فقط كحال اغلب المستثمرين لكن بعد 17 عاما من العمل الهندسى وجدت ان المشروعات الضخمة فى مصر تنفذها شركات عالمية وعندما تنفذها تعطى بعض الشركات المصرية اعمال الإنشاءات لكن اعمال التصميمات الهندسية واعمال الإدارة والاعمال الفنية تتم خارج مصر وأسست شركتى لكى اقدم نفسى للشركات العالمية فعندما تنشئ محطة توليد عملاقة كل التصميمات والاشراف على تركيب المعدات والاختبارات تتم خارج مصر فأسست شركة بغرض ان اقوم بالاعمال التى يقوم بها الخبراء الاجانب من خلال مهندسين مصريين وعلى اقتناع تام ان المهندسين المصريين اذا توافرت لهم القدرات يستطيعون انجاز مثل تلك الاعمال وتوفير العملة الصعبة التى تحصل عليها الشركات العالمية من خلال مهندسين اجانب وبدأنا العمل وحققنا نجاحا منقطع النظير ولد ثقة فى الشباب المصرى فى اسواق الكهرباء من خلال تدريب مهندسين مصريين يحاكوا فى كفاءتهم نظرائهم من الشركات الكبرى المتخصصة وضرب مثلا على ذلك بمحطة كهرباء النوبارية والتى تنتج 3500 ميجاوات وهذا انتاج ضخم جدا من الكهرباء وكان بالمحطة نظام التحكم يمثل عقل المحطة وكان هذا النظام يتبع شركة الستوم الفرنسية … لقد تواصلت مع شركة الستوم لإرسال مهندسين مصريين ليتم تدريبهم مقابل ان يعملوا معهم فى مصر فور تدريبهم بمبالغ اقل كثيرا من تلك التى كان يتقاضاها الاجانب وبالنسبة للجميع كان عرضا جيدا للغاية وفى البداية لم يكونوا على اقتناع لكن بعد إرسال 3 مهندسين شباب واحد من الثلاثة كان قد انهى خدمته العسكرية للتو وكنت اذكرهم بالحفاظ على صورة مصر فى الخارج وكان الاتفاق بينى وبين الستوم ان يتم ارسالهم لمدة شهر لكنهم ظلوا لمدة عام فقد تمسكت بهم الشركة فى مشروعات فرنسية ووصل العدد الى 12 مهندسا واصبحت الستوم تعتمد على مصريين فى إدارة مشروعاتها فى فرنسا .. وما جعلنى اقول ذلك الان ان الشباب حين توفرت له الفرصة نجح وابهر وتفوق وصنع الحلم
وقال مدكور تذكرون جميعا عام 2014 او ما يسمى عام الاظلام التام والازمة الطاحنة فى قطاع الكهرباء ولولا الخطة العاجلة لظلت مصر مظلمة فى 2015 اظلاما تاما والفضل يرجع للإرادة السياسية التى كان لها الدور الفعال فى حل هذه المشكلة وكوننا رجال اعمال كان دورنا تحقيق هذه الإرادة والخطة العاجلة بمعايير الهندسة العادية شيئا مستحيلا وذلك لان الشركات العالمية رفضت توقيع العقود مع الحكومة المصرية والدولة فى هذا التوقيت منحتنا الفرصة وكان دور الشركات العالمية توريد المعدات وحصلنا على الفرصة ونتيجة لوجود مهندسين اكفاء وتم فى 2015/5/29 وهذا يوم عالمى وتاريخى لانه ولاول مرة تم انشاء محطة كهرباء فى 6 شهور وارجع مدكور ذلك الاعجاز الى الاخلاص فى العمل وصدق النوايا. وفى نهاية الندوة قام الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الازهر بتكريم الدكتور مصطفى مدكور والتقاط الصور التذكارية معه وحظيت الزيارة بقبول كبير من شباب الجامعة كما حظى الدكتور مدكور باحترام وفخر كل قيادات جامعة الازهر الشريف
وفى نهاية الندوة قام الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الازهر بتكريم الدكتور مصطفى مدكور والتقاط الصور التذكارية معه.