






الشبكات الذكية تمثل نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية
القطاع الخاص عليه دور كبير جدا في تدعيم السوق المصري بأحدث تكنولوجيات انتاج الطاقة
وليد البهنساوي
قال الدكتور محمد موسي عمران وكيل اول وزارة الكهرباء علي هامش مشاركته في المؤتمر السنوي ABB Ability TM وهو معرض الشركة للحلول الرقمية المبتكرة في المجالات التي من شأنها أن تعزز تحقيق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاسيما قطاعات الصناعة والنفط والغاز والطاقة المتجددة ان هذا الحدث سوف يكون منصة للتعرف علي التكنولوجيات الجديدة والحلول المتكاملة اللازمة في صناعة الطاقة من خلال استخدام الشبكات الذكية وتطبيقات الانترنت والمعلومات وتكنولوجيا التشغيل الحديثة من اجل الحصول علي افضل استخدام لامكانات التحول الرقمي وكذلك تحسين الاداء والوصول الي معدلات الانتاج المثالية
وقد اشاد عمران بمجهودات شركة ABB في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة علي مستوي العالم وفي مصر
وقال ان هناك العديد من التغيرات العالمية التي من شأنها ان تؤدي بنا الي التحول في الطاقة والتي تتطلب تغيير في شكل وانتاج واستهلاك الكهرباء وتعتبر هذه التغييرات بمثابة تحديات نواجهها مثل نضوب الوقود الاحفوري ومحددات تغير المناخ خاصة بعد اتفاق باريس في مؤتمر الاطراف بالاضافة الي الطموحات الكبيرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتفعيل الاهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة
ومن اهم التغييرات اوضح عمران ان التحول من استخدام الشبكات التقليدية الي الشبكات الذكية والتحول من الربط الكهربائي الاقليمي الي الربط العالمي ومن السيارات التقليدية الي استخدام السيارات الكهربائية ومن توليد الكهرباء باستخدام الوقود الاحفوري الي الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة
وقال انه وبالرغم من التحديدات الكبيرة التي واجهتها مصر لتوفير الطاقة خلال الفترة السابقة فقد استطاعت وزارة الكهرباء علي خلفية الاستقرار السياسي اتخاذ عدد من الاجراءات والمبادرات والسياسات الاصلاحية للتحول في الطاقة من اجل تأمين الامدادات بالطاقة الكهربائية واستدامتها وتحسين كفاءة استخدامها وفتح الاسواق امام استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقات التقليدية والمتجددة والشبكات بالاضافة الي تعزيز الشفافية وتطبيق نظم الحكومة
واوضح انه من اهم ثمار هذه السياسات نجاح قطاع الكهرباء والطاقة والطاقة في اضافة حوالي 25 الف ميجا وات خلال الخمس سنوات الماضية مما ساهم في القضاء نهائيا علي ازمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتحقيق احتياطي امن من الطاقة الكهربائية
واشار الي انه في اطار الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية خاصة مصادر الطاقة المتجددة فقد تم وضع استراتيجية للطاقة في مصر حتي عام 2035 والتي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة حتي عام 2035 لتصل نسبتها الي حوالي 42%
وقال عمران ان استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة في مصر قد توافقت مع استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 والاهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة
وقد خطت مصر خطوات هامة للاستفادة من الامكانيات الهائلة من الطاقات المتجددة وفقا لعدد من الاليات اهما المشروعات الحكومية ومنتج الطاقة المستقل وطرح المناقصات التنافسية بالاضافة الي نظام تعريفة التغذية
واكد عمران علي انه تم توقيع 32 اتفاقية لشراء الطاقة من الطاقات الشمسية باجمالي قدرة 1465 ميجا وات يتم تنفيذها حاليا في بنبان بمدينة اسوان وتم توصيل حوالي 500 ميجا وات من هذه المحطة بالشبكة القومية وسيتم توصيل باقي للقدرات بالكامل خلال هذا العام
واضاف عمران انه نتيجة ماسبق اصبح جميع المستثمرين علي ثقة تامة في قطاع الطاقة المصري مما دفع العديد من المستثمرين سواء محليين او عالميين للاستثمار في مشاريع القطاع ونجح القطاع في الحصول علي عروض تنافسية بلغت 2.75 سنت دولار لكل كيلو وات ساعة للطاقة المنتجة من محطات الطاقة الشمسية و3.12 سنت دولار للكيلو وات ساعة للطاقة المنتجة من مزارع الرياح وسيقوم القطاع مستقبلا بطرح جميع المشروعات بنظام AUCTION والذي يحقق اعلي فائدة من خلال الحصول علي اقل الاسعار
وقال ان الشبكات الذكية تمثل نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي وهي تعتمد بشكل كبير علي استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحقيق الاستغلال الامثل للكهرباء وتقليل تكلفة انتاجها كما تعمل علي جعل المستهلك احد الشركاء في المنظومة الكهربائية وتتيح له خيارات عديدة لشراء الكهرباء من اكثر من مصدر
واوضح وكيل وزارة الكهرباء ان الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصري ترتكز علي التحول التدريجي للشبكة الحالية من شبكة نمطية الي شبكة ذكية تتميز بما يلي :
استخدام التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات
التعامل مع كافة مصادر توليد الكهرباء ومن بينها مصادر التوليد الموزعة ووحدات تخزين الكهرباء
المساهمة بشكل كبير في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتأمين التغذية الكهربائية وخفض الانبعاثات
وجود آلية رصد الاعطال واعادة التيار بطريقة اتوماتيكية بالكامل باستخدام نظام SCAD
ويعمل قطاع الكهرباء الان علي تدعيم وتطوير شبكات النقل والتوزيع مما يساعد علي تحسين جودة الخدمة المقدة للمواطين حيث يجري حاليا تنفيذ مشروعات لرفع كفاءة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بتكلفة اجمالية حوالي 42 مليار جنيه وتحويل الشبكة الوطنية الي شبكة ذكية تساعد علي استيعاب القدرات المولدة من الطاقات المتجددة وتقليل الفقد للشبكة
كما يعمل قطاع الكهرباء في اتجاه تحرير سوق الكهرباء وتعزيز المنافسة في مجال انتاج الكهرباء واعادة هيكلة شركة نقل الكهرباء وذلك عن طريق تحويل الشركة من شركة تابعة للشركة القابضة الي شركة مستقلة بذاتها تقوم بدور مشغل سوق كهرباء بعد تحويله الي سوق حر وتحويل الشركة الي شركة ذات استثمارات عملاقة من خلال تحرير سعر الكهرباء وفقا لاليات العرض والطلب المطروحة بالسوق بعد تحريره كليا
ويسعي قطاع الكهرباء الي التقدم نحو تحسين خدمات الطاقة وتطبيق معايير الحوكمة الالكترونية وميكنة الخدمات المقدمة للمواطن من خلال الانترنت والادارة الذكية لشبكات نقل وتوزيع الكهرباء ونركز حاليا علي تحسين وتطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم وكذلك الشبكات الذكية ويجري حاليا تنفيذ مشروع تجريبي لتركيب 250 الف عداد ذكي علاوة علي ذلك تم بالفعل تركيب حوالي 7.5 مليون عداد مسبق الدفع
وتعتمد استراتيجية القطاع علي التحول الي الشبكات الذكية والتي ستساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الكهرباء والحد من انبعاثات الكربون وكذلك تقليل الاستثمارات المطلوبة للبنية التحتية للشبكات الكهربائية
وكل هذه الجهود وكذا المجهودات القادمة الغرض منها الوصول في النهاية الي منظومة متكاملة لادارة الكشف والتحصيل علي مستوي الجمهورية وتحسين خدمات الطاقة الكهربائية المقدمة للمواطن المصري
واشارعمران في نهاية كلمته الي ان القطاع الخاص عليه دور كبير جدا في تدعيم السوق المصري باحدث تكنولوجيات انتاج الطاقة واداراتها بمعدلات فائقة تقلل نسب الفقد في الشبكات وتخفض من استهلاك الطاقةلادني حد ممكن والدولة بجميع اجهزتها تدعم وتشجع القطاع الخاص علي الاستثمار في مصر للوصول الي معدلات النمو العالمية وتوفر فرص عمل جديدة للشباب المصري