الدبابات الألمانية و ما لها وما عليها
https://www.bundeswehr.de/de/organisation/heer/auftrag/vjtf-2023/kampfpanzer-leopard-2-a7v
بعد أسبوعين من التردد يسمع الشعب الألماني اليوم 25 يناير أن مستشاره “شولتس” قرر أن يرسل لأوكرانيا 14 وحدة مما يسموه “أحدث” دبابة طراز LEOPARD 2 A6 وأن الرئيس الأمريكي سيرسل دبابات “أبرامز”.
بالأمس عدد الإعلام الألماني أسباب استبعاد “أبرامز”، وكان المستشار الألماني قد إشترط أن تورد أمريكا هذا الطراز لكي يسمح بتوريد “ليوبارد 2″، وكانت أهم هذه الأسباب أن وزن “أبرامز” ثقيل جدا – أنه يستخدم وقودا مخصوصا غير متاح في أوكرانيا وهذا الوقود يستهلكه بشراهة – ويحتاج لقطع غيار غير متاحة في مكان قريب من أوكرانيا.
كل هذه الأسباب مجتمعة، إذا صحّت، تحتم استحالة استخدام “أبرامز” في أوروبا. ولكن ما مدى صحة هذه المعلومات والوضع الحالي في أوروبا يمكن وصفه، بدون مبالغة، بالحرب وفي الحرب تنشر المعلومات المضللة.
(كما جلس بعض الجنود المصريين صباح يوم 6 أكتوبر 1973 على شاطئ القناة وهم يتظاهرون بصيد السمك)
وزن “ليو2” 62 طن بينما وزن “أبرامز” 61.3 طن
أبرامز استخدم في أفغانستان وهي أبعد من أوكرانيا
كل منهما يستعمل مدفع ألماني 120 مم ميزته أنه يصوّب على الهدف ويستطيع السير مع احتفاظ فوهة المدفع بالتصويب على الهدف رغم المطبات.
كل منهما يستعمل “الدروع المركّبة” وهي تتكون من عدة طبقات من الفولاذ بينها مواد أخرى. وهذه الدروع تقاوم أسلحة اختراق الدروع بفاعلية أكبر. ولكن …
دبابات “ليو 2” استعملتها تركيا التي تملك 500 قطعة منها في شمال سوريا ومُنيت بخسائر فادحة هناك.
الدبابة Leopard 2 A7V والحرفين الأخيرين يرمزان إلى أنها الطراز الأحدث ثم “مطورة” بدأ توريدها للجيش الألماني منذ أكثر من سنة.
والعمل جاري في انتاج Leopard 3 وهي دبابة تحمل مدفعا 130 مم وبها دروع “فعّالة” وهذه تتكون من بلاطات منفصلة عن بعضها البعض ويتحكم فيها جهاز رادار يرصد القذيفة الموجهة إلى الدبابة فيفجّر البلاطة التي في مواجهة القذيفة قبيل وصول هذه فيدمرها أو يغيّر مسارها.
ولكن القاذفات المضادة للدبابات تطورت أيضا فهي تطلق قذيفتين متتاليتين على نفس المسار … وعند إفساد الأولي تتبعها الثانية وتخترق الدبابة.
هذه المعلومات متاحة في ويكيبيديا باللغة الألمانية، فما معنى وصف “ليو 2” بأحدث دبابة قتال؟
في 1990 كان لدي ألمانيا حوالي 2200 دبابة “ليو 2”. وعندما تفكك الاتحاد السوفييتي أوصى حلف الناتو أعضاءه بتخفيض مصاريف التسليح فأصبح الآن عند ألمانيا حوالي 320 دبابة من هذا الطراز. لذلك نفهم ارتفاع صوت قادة الناتو الحاليين فهم لا يملكون إلا الصراخ بعد أن كانوا يدْعون أوكرانيا للانضمام للناتو، وعند تقدمها بطلب الانضمام رفضوا طلبها.
في السنة الماضية سمعنا إشاعات أن بعض الأسلحة التي ورّدها الغرب لأوكرانيا صارت تباع في السوق السوداء – طبعا شائعات فقط – ولكن في هذا الأسبوع كشفت واقعتي فساد في صفوف الحكومة الأوكرانية إحداهما في الجيش بخصوص شراء وجبات الجنود بمبالغ مُبالغ فيها والثانية في وزارة المحليات بخصوص توريد مولدات الكهرباء (حدث هذا وأوكرانيا في حالة حياة أو موت وتدعي أنها تدافع عن أوروبا كلها، فانكشف زيف ادعاءات رئيسهم بالوطنية) – فهل تخشى حكومات الغرب أن تجد دباباتها تباع في السوق السوداء لذلك تتصرف “بسخاء” في القديم منها. أم هي تجربة الأسلحة لاختبار فعاليتها دون المجازفة بمواطنيهم.
في كلا الحالتين هذا تصعيد يطيل من زمن الحرب ودمارها، هذا الدمار الذي يصيب الآخرين مثل دول إفريقيا خاصة التي تتطلع للتنمية مثل مصر.
هانئ محمود النقراشي
