تم أمس الافتتاح الفعلي لسد يوليوس نيريري في تنزانيا ببدء الملء الأول. هذا السد الذي بُني بالتعاون بين جمهورية تنزانيا وجمهورية مصر العربية في هدوء الحكماء وبرضاء الطرفين وجيرانهم إذ أن نهر روفيچي كان يتسبب في إغراق مساحات كبيرة من محمية “سيلوس” – أكبر محمية طبيعية في العالم مساحتها ٥٠ ألف كم٢ – وأضرار جمة بالسكان والحياة البرية في المحمية.
بعد حساب الجدوى والأثر البيئي، الذي تبين منه أن بحيرة السد ستشغل ٢٪ من مساحة المحمية (أي تعادل الفرق بين موسمي الجفاف والأمطار تقريبا) قررت حكومة تنزانيا عرض المشروع في مناقصة عالمية فاز بها تحالف “المقاولون العرب” و “السويدي إليكتريك” ومن شروط التعاقد، بعد تسلّم الموقع في فبراير ٢٠١٩ الانتهاء من بناء السد في ٢٠٢٢ وتمكن التحالف المصري رغم مضايقات جائحة كوفيد-١٩ من الانتهاء في الموعد المحدد بدليل بدء الملء اليوم.
وقد رفض البنك الدولي تمويل المشروع وطبعا تبعته باقي مؤسسات التمويل الدولية فقررت دولة تنزانيا التمويل من ميزانية الدولة بالجهود الذاتية (ويبدوا أن هذا هو سبب نجاح المشروع).
تم حفر نفق تحويل النهر وحفر الأساسات بعمق ٥٠ متر ثم بناء جسم السد الهلالي بارتفاع ١٣٤م وطول ١٠٢٥م وعرض ٧٠٠م وتمكنت شركة “دونجفانج إليكتريك” الصينية من توريد التربينات التسع من طراز “فرانسيس” الرأسي بقدرة كلية ٢١١٥ م.و في موعدها ويشمل التعاقد مد خطي كهرباء بالجهد الفائق ٤٠٠ ك.ف. بأطوال ١٠٠ و ١٧٠ كم لتغذية مدن مجاورة
الاحتفال اليوم ببدء ملء بحيرة التخزين التي ستمتد حوالي ١٠٠كم بسعة ٣٤مليار م٣ من مياه النهر يثبت مقدرة الشعوب الافريقية على القيام بمشروعات التنمية العملاقة دون الاستعانة بالخواجات بينما وزارة الكهرباء في مصر مازالت تستعين بهم.
يظهر في التقارير المختلفة عن هذا المشروع الغيظ الذي على وشك الانفجار من الخواجات والذي ينعكس في تصريحاتهم بتوقع الفشل، مع أن الجدول الزمني المحدد بثلاث سنوات ونصف (وهذا زمن قياسي) قد نفذ رغم تأخر توريد بعض مواد البناء التي تشمل ٦٤ ألف طن حديد و٢,٦ مليون م٣ خرسانة بجانب إزالة ٤ ملايين م٣ من الأحجار
هذا السد سيمنح تنزانيا طاقة ٥٩٢٠ جيجاوات ساعة سنويا تعادل خمسة أضعاف انتاج الكهرباء الحالي ولذلك يمكن اعتباره مرادفا لمخطط خميسة المصري:
*عندهم طاقة المياه وعندنا طاقة الشمس*
ملحوظة
في أحد الأفلام الامريكية (١٩٥١) تمكنت سفينة التموين الصغيرة “ملكة إفريقيا” African Queen- بطولة هامفري بوجارت وكاترين هبورن – من إغراق الطراد الألماني Königsberg في مصب نهر روفيچي المليء بشجيرات المانجروفا في بداية نشوب الحرب العالمية الأولى حيث كانت هذه المنطقة مستعمرة ألمانية.
والحقيقة الوحيدة في قصة الفيلم هي أن هذا الطراد غرق فعلا في هذه المنطقة
الأحداث كما ذكرها ويكيبيديا، هي أن الطراد حاول الاختفاء وسط شجيرات المانجروفا ولكنه أهمل إنزال صاري الاتصالات فرأته سفن البحرية البريطانية التي استقدمت خصيصا وبها مدافع بعيدة المدى أصابته في مواقع شتى، وعند نضوب ذخيرته أغرقه طاقمه في هذه المنطقة ولكن بعد أن أتلف عددا كبيرا من السفن البريطانية التي استعانت بعشر طائرات تحطم منهم ست طائرات.
https://de.wikipedia.org/wiki/SMS_K%C3%B6nigsberg_(1905)