عادل البهنساوى
تبدأ شركة “شيفرون” الأميركية في تنمية حقل “نرجس” للغاز الطبيعي بمياه البحر المتوسط في مصرخلال النصف الأول من العام المقبل باستثمارات مبدئية تقدر بنحو 3 مليارات دولار، بحسب مسؤول حكومي مطلع على الملف تحدث مع “اقتصاد الشرق”.
يقع الحقل بمنطقة “نرجس” البحرية، البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، شرق البحر الأبيض المتوسط. وتمتلك “شيفرون هولدينغز” الأميركية، و”آي إي أو سي بروداكشن” التابعة لشركة “إيني” الإيطالية، حصة 45% لكل منهما في الامتياز، فيما تمتلك شركة “ثروة للبترول المصرية” حصة 10%.
تأتي تنمية حقل “نرجس”، أحد أكبر حقول الغاز المكتشفة في مصر بعد حقل “ظُهر”، في وقت تسعى مصر لزيادة احتياطياتها وإنتاجها من الغاز الذي تنامى الطلب عليه مؤخراً في السوقين المحلية والدولية. تمتلك مصر محطتين لإسالة الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية إجمالية 2.1 مليار قدم مكعب يومياً، بهدف تصديره إلى الخارج، وتعتمد الصادرات على فائض الإنتاج لديها وعلى الغاز الوارد من دول الجوار.
تتوقع مصر أن تبلغ احتياطيات الغاز في حقل “نرجس” ما بين تريليونين و2.5 تريليون قدم مكعب، وفقاً لوزير البترول طارق الملا في مقابلة سابقة مع “اقتصاد الشرق” في فبراير الماضي، مع الإشارة إلى أن “شيفرون” بصدد إنجاز عملية البحث بهدف الحصول على صورة أوضح عن حجم الاحتياطيات.
وكان موقع باور نيوز قد انفراد في مايو الماضي باستعداد شيفرون لتنمية حقل نرجس وطرح العديد من المناقصات
وحسب معلومات موقع باور نيوز فإن شيفرون تستعد حاليا لطرح عدد من المناقصات منها المعدات طويلة الأجل وجهاز الحفر والتركيبات البحرية لحفر وربط حوالي 3 ابار باستثمارات تتخطي 2 مليار دولار.
.
ويقع الكشف الجديد على بعد حوالى 60 كم شمال شبه جزيرة سيناء حيث تم حفر البئر نرجس -1 بواسطة جهاز الحفر ستينا فورث فى عمق مياه 309 متراً ، وتم العثور على سمك خزان حوالى 61 متراً صافياً من بين 140 مترا من الحجر الرملى بخصائص جيدة فى العصر الميوسين السفلى وعصر الأوليجوسين على عمق كلى للبئر تجاوز 5000 متر فى منطقة الامتياز التى تعمل بها كلا من شركة شيفرون ( القائم بالعمليات ) بحصة 45% ، إينى بنسبة 45% ، فى حين أن شركة ثروة المصرية للبترول تمتلك 10% من حصة المقاول الممثلة من نسبة النصف المقابلة للنصف الآخر من نصيب إيجاس ويعد هذا الكشف الأول لشركة شيفرون فى مصر منذ دخولها للعمل بالاستكشاف فى منطقة البحر المتوسط وحصولها على ثلاث مناطق فى عام 2020 وهم مناطق شمال سيدي براني وشمال الضبعة بغرب المتوسط والقطاع رقم 1 بالبحر الأحمر ونرجس البحرية بالإضافة إلي منطقتين تستثمر فيهما شيفرون بصفتها شريكا لشركة شل العالمية في غرب المتوسط وهما شمال كليوباترا وشمال مارينا بعد استحواذ شيفرون علي شركة نوبل انرجي الامريكية.
وتهدف إيجاس إلى العمل مع شركة شيفرون والشركاء للإسراع بوضع الاكتشاف الجديد على الإنتاج فى أسرع وقت ممكن وذلك باستخدام خطة حفر وتنمية سريعة تعتمد على الأفكار الغير تقليدية للتنمية باستخدام التسهيلات الحالية وذلك فى إطار الخطة الاستراتيجية لوزارة البترول والثروة المعدنية لإضافة احتياطيات غازية بمناطق البحر المتوسط ودلتا النيل بالتعاون مع شركاء قطاع البترول .
وكان المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية قد عقد جلسة مباحثات مع وفد من شركة شيفرون العالمية برئاسة كلاى نيف رئيس شركة شيفرون للاستكشاف والإنتاج في أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وتم التأكيد خلال اللقاء على التنسيق المشترك للإسراع بتنمية الكشف الجديد للغاز الطبيعي الجار تقييمه في منطقة امتياز نرجس البحرية بالبحر المتوسط ووضعه على خريطة الإنتاج بالتعاون مع شركات إينى الإيطالية وإيجاس وثروة .
وأكد نيف اهتمام شيفرون بزيادة حجم أعمالها فى نشاط البحث والاستكشاف عن الغاز الطبيعى ، والذى يمثل نشاطاً جديداً لها بمصر والتى تعمل بها منذ فترة طويلة فى تسويق المنتجات البترولية وانضمت مؤخراً للشركاء العالميين العاملين بها نظراً لما لدى مصر من فرص واعدة بمجال البحث والاستكشاف وتنمية الحقول، مضيفاً أن منطقة غرب المتوسط أحد المناطق المهمة والتى تخطط الشركة للتوسع فى العمل بها ، لافتاً لانتهائها من أعمال البحث السيزمى بمنطقة امتيازها بالبحر الأحمر التى تعد أحد المناطق البكر بمصر.
وأكد الملا أن تكثيف شيفرون لجهودها فى مناطق امتيازها بمصر يوضح مدى جديتها ورغبتها فى تحقيق قصص نجاح ضمن ما يحققه قطاع البترول المصرى من نجاحات ، وهو ما ندعمه بقوة ، لافتاً إلى أن اتفاق الجانبين على دراسة تشكيل فريق عمل يدعم جهود الإسراع بتنمية الاكتشافات ويمثل إضافة جديدة تزيد من تسهيل وتقدم الأعمال .
وتناول اللقاء استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بمنطقة شرق المتوسط ، فى ظل تطور وزيادة التعاون بين الجانبين فى هذا المجال ، لا سيما وأن مصر تخطو خطوات جيدة كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز.