أحيانا يسألني أحدهم كيف لفلان أو علانه ان يلتحق بدورة اعداد القادة، مع مافيها من تشدد في المعايير، ابتسم بهدوء، واقول كما يحدث ان يتسرب احدهم لمنصب وهو غير اهل، وغير مؤهل..
في الحقيقة لقد انتبهت الي إننا نخصص وقتاً طويلا لتعليم القادة ما يجب عليهم ان يفعلوه، نعلمهم مهارات عديدة، ونطور من قدارتهم.. لكننا لا نخصص (وقتاً كافيا) لتعليمهم ما الذي يجب عليهم أن يتوقفوا عن فعله. إن اكثر من نصف القادة الذين قابلتهم ليسوا بحاجة إلى أن يتعلموا ما يجب عليهم فعله ، وإنما هم بحاجة فقط إلى أن يتعلموا ما الذي يجب أن لا يفعلوه”.
فما لا ينبغي فعله، بنفس أهمية ما ينبغي فعله.. ان لم يكن يفوقه أهمية. وهي مقولة صادقة مئة بالمئة..
في باقي المقال سأبين ( بعض ما لا يجب ان يفعله القائد).. وهي ألامور التي قد تخفي علي البعض، فالامور الكبيرة واضحه للجميع..
1_ عزيزي القائد توقف عن المبالغة.
لاتبالغ ابدا في ردة فعلك، فغلطة واحده، او اكثر لن تدمر المؤسسة.. فقط إعمل علي اصلاحها، واحرص علي عدم تكرارها.. ركز في السبب وليس من المخطئ..الامر يتعلق بالثقة،اذرع مناخ من الثقة، فتنمو المهارات، والقدرات، ويذدهر الابتكار والابداع.. وهذا لن يحدث الا بالاخطاء.. انا لا ادعو ابدا، لترك الحبل علي الغارب لارتكاب الاخطاء، او عدم محاسبة المخطئ.. فقط انادي بالتعقل والحكمة في معالجتها.
2 _ توقف عن توجيه تعليقات ساخرة.
إن التعليقات الساخرة هي تلك الملاحظات الضاحكة، والمتهكمة.. التي يتم إطلاق الكثير منها يومياً بقصد أو دون قصد، وهي لا تحقق أي هدف سوى الحط من شأن الآخرين،فيتناقل الجميع كلماتك عن احدهم وقد تلتصق به باقي عمره الوظيفي.. هل تعرف ان تعليقاتك تلك قد تدمر مستقبل مرووس؟؟؟ ..فأخبرني كيف يعمل احدهم، وهو خائف من ان يخطئ، او تبدر منه كلمة.. قد نغفر لقادتنا، بل ونمتن لهم اذا عاتبونا في جلسة خاصة حتي لو اغلظوا لنا القول.. ولكن الاهانة والسخرية، والحط من قدر الشخص امام الجميع لها حسابات اخري.. لااحد ينساها، وقد يتمرد عليك المرؤوس، وقد يرد لك الصاع صاعين ولا يبالي..سوف اخبرك بشئ غريب.. الامر مرتبط بالتحفيز، وليس بانجاز العمل.. فلكي يظل مناخ التحفيز مستمرا.. ينبغي ان يسود الامان.. فكيف تبقي علي مناخ التحفيز في ادارتك، والجميع يخشي ان يخطئ، فتلسعه بكلماتك..
قبل ان تلقي بالتعليق الذي يشغل بالك، وتوجه كلماتك نحو المرؤوس .. اسئل نفسك تلك الاسئلة..
هل سيساعد هذا التعليق في حل الامور؟
هل سيساعد في نمو المكان ؟
هل سيساعد الشخص الذي أوجه حديثي إليه؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فعليك ألا تتحدث.. اصمت وابتسم، واكمل طريقك..
3 _ العند.
ارجوك، ثم ارجوك، ثم ارجوك.. لا تكن مهزوزا.. فالايدي المرتعشة لا توقع قرارات..يظن البعض ان التشبث بالرأي، والعند دليل قوة.. ولكنهم لا يعلمون انه مؤشر ضعف واي ضعف.. فهو يدل علي تفكير يتسم بالغباء،فالعند هو الصفة الوحيدة التي لا تعيش وحدها.. فالعند والغباء قرينان.. كالسمك والماء.. عندما اسمع احدهم يقول انه لا يرجع في قراره ابدا، اعرف فورا، اني امام شخصية ضعيفة، مهزوزة.. غبية..كل الصفات الانسانية يمكن تنميتها، وتغييرها، أوتركها ان شئت.. لاشئ يلتصق بالانسان مدي عمره ابدا..ولكن في حال رغب هو بذلك..
فكما قلت العند والغباء قرينان.. فاذا تخليت عن العند، واصبحت لديك الرغبة في الاستماع للرأي الاخر.. وان تتنازل عن قرارك لصالح العمل.. فهذا قمة الذكاء والشجاعة..
واخيرا عليك دائما يا عزيزي القائد أن تتذكر أن القيادة الفاعلة أمر لا يتعلق في النهاية بشخصك، وإنما بما يعتقده الآخرون فيك.. فمهما كان اعتقادك في قرارة نفسك،ومهما كنت تشعر انك قائد عظيم، ومُلهَم.. وحتي لو حققت انجازات عظيمة بالفعل.. فليس هذا دليل علي انك قائد حقيقي ما لم يشهد لك الاخرون بذلك..لانك اخر الامر تقود بشر.. فما نفع الانتصار العظيم لقائد ما.. اذا تم علي حساب الاف الجثث..