تعد ثورة 30 يونيو من أهم الثورات في تاريخ مصر إذ أنها قضت على المؤامرات الخارجية التي كانت تسعى إلى خراب و تدمير مصر من خلال الفتن و المؤامرات التي كان يتم إشعالها بين فئات الشعب المصري و من خلال تدعيم العناصر الإرهابية و العناصر التخريبية من اجل القيام بعمليات إرهابية تقضي على الأمن و الأمان في مصر مما يضرب عجلة التنمية و يؤثر بالسلب على حركة السياحة و يجعل الاقتصاد المصري يتراجع بشكل ملحوظ و بالتالي يمكن لهذه الدول التدخل في شؤون مصر و التحكم فيها و فرض سيادتهم عليها كما حدث في العديد من الدول المحيطة و لكن ثورة 30 يونيو قضت على كل هذه المؤامرات .
بعد ثمانية سنوات من ثورة 30 يونيو التي قام بها الشعب فى 2013، لإنقاذ الوطن من براثن الجماعات التخريبية، فقد تعددت المكاسب التي حققها المصريين على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكن ما حصدته المرأة، وبعض الفئات المنسية إضافة للمكاسب الكبيرة من عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية وطفرة الإنجازات غير المسبوقة داخليًا وخارجيًا تعد الحديث الأبرز لوسائل الإعلام العالمية في الذكرى الثامنة للثورة الشعبية.
فبعد أن سطرت المرأة المصرية التاريخ في 30 يونيو 2013، بدأت عهد الحصاد، حيث لا سقف للطموحات بفضل قيادة سياسية داعمة ومساندة ومؤمنة بقضايا المرأة و تحققت طفرة غير مسبوقة في مجال دعم وتمكين المرأة خلال السنوات الأخيرة فقد تضمن دستور جمهورية مصر العربية الصادر عام 2014 أكثر من 20 مادة لضمان حقــوق المرأة في شـــتى مناحى الحيــاة.
أيضا شهد ملف المرأة المصرية تقدما هائلا وغير مسبوق عبر العديد من الامتيازات التى كانت فى تعداد المستحيلات قبل (30يونيو) فقد فتحت للمرأة افاق جديدة لم تتاح لها من قبل جعلها من اولويات الخارطة السياسية فتم تمكينها من الطريق لمشاركة واسعة النطاق في كافة القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، مثل حصولها على أكثر من 25 % من مقاعد مجلس النواب و 8 حقائب وزارية هى التخطيط والسياحة والاستثمار والتضامن والصحة والبيئة والثقافة والهجرة، إضافة لتعيين الدكتورة منال عوض محافظا لدمياط
وحققت المرأة العديد من المكاسب الاجتماعيه والثقافية إضافة لدعم المرأة المعيلة على جانبيه الاقتصادى و الصحى من خلال إطلاق القيادة السياسية العديد من المبادرات، إلى جانب توفير كل أوجه الرعاية والحماية الصحية لها فكانت سلسلة من المبادرات الصحية التى تدعم المرأة بهدف الارتقاء بها ورفع مستوى جودة الحياة لها إدراكاً وإيماناً بجدارتها وقدرتها على خوض معترك الحياة والقيادة والريادة على أعلى مستوى، والدور الكبير والمؤثر الذى لعبته فى الأحداث التاريخية والسياسية والوطنية الهامة وما قدمته من تضحيات، فضلاً عن كونها لاعباً أساسيا فى عمليات التنمية المستدامة.
وعلى الرغم من أن 30 يونيو 2013 أنقذت مصر من مخططات داخلية وخارجية اشتركت على إفشال الدوله المصرية العريقة عبر آليات أكثرها التخلف الاقتصادي والإنقسام الإجتماعي ثم الفشل السياسي لكن عناية الله أنقذت هذا الشعب العظيم عبر قيادة سياسية أدركت أن الملف الاقتصادي هو القاطرة الحقيقية لجر عربات القوة الشاملة للدولة المصرية فكان الحرص على إقامة علاقات متوازنة اقتصاديا مع جميع القوى الفاعلة لاسيما دول المشرق كالصين وسنغافوره وروسيا والتوجه نحو مد وعودة جسور الصداقة والمصير المشترك مع دول القاره الأفريقية والإيمان بأن نهضة أفريقيا في ضمانة حقيقية لنهضة مصر، فكان العمل على تدشين مشروعات مصرية عملاقة لجذب القوة الاقتصادية الكبرى نحو أفريقيا عبر البوابة المصرية فكان مشروع محور تنميه قناة السويس عبر القناة الجديدة والمناطق الصناعية الدولية ومشروع تنمية سيناء وربط سيناء بالوطن الأم والتركيز على أن هذا المشروع هو عاصمة مصر الاقتصادية ثم ربط هذه العاصمة الاقتصادية بالعاصمة السياسية الجديده للبلاد بتوطين أكثر من 6 ملايين مواطن تضمن خلخلة التركيبة السكانية الرهيبة في الوادي والدلتا نحو رحاب مصر الواسعة خاصة الجهة الشرقية للبلاد كمصدر من مصادر تحقيق الأمن القومي المصري والتأكيد على مواصلة تدشين الجسر البري بين القاهرة و كيب تاون بطول أكثر من 10000 كيلو يربط بين أكثر من عشر دول أفريقية كأساس حقيقي من لانصهار التكتلات الاقتصادية الثمانية الكبار في القارة الأفريقية نحو أفريقيا الموحدة.
بلا شك ستظل ثورة 30 يونيوالمجيد ة علامة فارقة في تاريخ مصر الحديثة، يتوقف عندها المؤرخون لعظمة ما أنجزته فقد أنقذت وطناً كان علي حافة الهاوية وقاب قوسين أو أدني في طريق اللا عودة بين مجتمع منقسم وبلد مفككة ممن انقضوا عليها في غفلة من الزمن رأوا في أنفسهم أنهم آيه الله في هذا البلد وأنهم طريق الهدي الذي لا يضل.
إن الرئيس السيسي أعاد بناء الوطن من جديد ووحد الجبهة الداخلية وواجه التحديات الصعبة وحماية الحدود من الأخطار ومواجهةالإرهاب في سيناء، فقد اتخذ قرارات إصلاح اقتصادي صعبة في نوفمبر 2015 وكانت كالدواء المر ، لكن الشعب المصر تحمل لثقته في هذا القائد الذي تحمل أمانة البلاد في ظروف قاسية ، وأعاد هيكلة الاقتصاد المصري.
مهما تحدثنا عن هذا الحدث الرئيسي في حياة الشعب المصري فإننا لن نستطيع أن نقوم بذكر جميع الأحداث و التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع الهام للغاية ، وذلك لأن ثورة 30 يونيو تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر بل في تاريخ المنطقة و العالم بشكل كامل و ذلك لأن العالم يتأثر بكل ما يحدث في مصر.
و فى النهاية نخلص بأهم الدروس من ثورة 30 يونيو أن الوحدة هى مصدر القوة و التي لا تسمح بأي تدخل خارجي أو خيانة من الداخل ، و أن على الشعب أن يستمر في المطالبة بحقوقه و مطالبه المشروعة بشكل سلمي حتى يحقق ما يسعى إليه بما فيه الصلاح للوطن بأكمله .
