الدكتور حامد ميرة : مصر أصبحت قادرة علي خلق كيانات صناعية ذات مردود اقتصادى بفضل البحث العلمي
العائد الاقتصادي للمشروع يقارب 6 مليار دولار بمشروع البرلس فقط
ميرة : توجيهات الرئيس السيسي ساعدتنا ان نبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص مابها من مخزون
وليد البهنساوى
ينفرد موقع باور نيوز بنشر كلمة الاستاذ الدكتور حامد ميرة رئيس هيئة المواد النووية والتى ألقاها اليوم أمام الرئيس السيسى وجمع من رجال الدولة على هامش افتتاح مصنع فصل معادن الرمال السوداء بمنطقة البرلس وخلال الكمة حيا الرئيس السيسى الدكتور شاكر وزير الكهرباء والدكتور حامد رئيس الهيىة واليكم نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد/ رئيس الجمهورية
الحضور الكريم
أقف أمام سيادتكم فى هذه اللحظه يملؤنى الفخر والإعتزاز اذ نشهد مع سيادتكم إحدى الثمار التى إعتادت مصر جنيها منذ توليكم أمانة قيادة مصرنا العزيزة.
سيادة الرئيس ان مانحن بصدده اليوم ليجسد نموذجا طالما ناديتم به سيادتكم أن يعظم دور البحث العلمى بمصر بحيث يصبح قادرا على تخليق كيانات صناعية ذات مردود اقتصادى يحمل معه أمال سيادتكم ومساعيكم الصادقة نحو حاضر أفضل وغد مشرق باذن الله.
سيادة الرئيس….. لقد ظل هذا المشروع حُلماً يراودنا عقودا عديدة منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراساتها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها الاقتصادية بدءا من المستوى البحثى ووصولا الى المستوى النصف صناعى وانتهاء باعدادها دراسات جدوى استغلال الخام والتى روجعت وقيمت من كبريات الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال مما أسفر عن توافر قاعده علميه وطنية ذات خبره تطبيقيه مميزه بهيئة المواد النوويه أمكن وبكفاءه عاليه البناء عليها بالتنسيق والتعاون التام مع الشركه المصريه للرمال السوداء وتحت رعاية كاملة من قلعتنا الوطنية العملاقة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمتابعة الدقيقة والدعم الكامل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
سيادة الرئيس….أقولها وبكل يقين لولا رؤية سيادتكم بعد توفيق الله عز وجل نحو إدارةٍ أفضل لثروات مصر التعدينيه وتأكيد سيادتكم على ضرورة أن يكون النشاط التعدينى أحد أهم الدعائم الرئيسيه للتنميه فى مصر ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور ولظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج ولظلت حبات هذة الرمال تلاطمها الأمواج.
كما كانت توجيهاتكم الدائمه فخامة الرئيس بالعمل على تحقيق مبدأ “تعظيم القيمه المُضافه” للخامات المصريه وألايقتصر العائد الإقتصادى من مشروع الرمال السوداء على انتاج وتسويق المعادن وحسب ولكن ناديتم سيادتكم بأن تبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص مابها من مخزون العناصر الاقتصادية والاستراتيجية والتى أصبحت اليوم محوراً لصراع الأقطاب العالميه التى تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
فالى جانب ماتزخر به الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيوم والتى تمتلك طيفا واسعا من التطبيقات الصناعية الدقيقة تأتى العناصر الأرضية النادرة أحد المكونات الرئيسيه لمعدن المونازيت لتتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى حيث تمثل هذة العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والالكترونية المتقدمة بالاضافة الى مجالات الذكاء الاصطناعى وتقدر عوائد مشروعات القيمة المضافة بمايقارب الستة مليار دولار بمشروع البرلس فقط. وهنا يجب أن نستحضر توجيه سيادتكم فى رؤية غير مسبوقة بضرورة العمل على توطين الصناعات التكنولوجيه فى مصر وعلى رأسها الرقائق الالكترونية والخلايا الكهروضوئية انطلاقا من الخامات المصرية الطبيعية لتكتب سيادتكم لمصر فصلا جديدا من الريادة يتسق وطموحات الجمهورية الجديدة.. وقد كان لهيئة المواد النووية شرف تكليفها ضمن مجموعة العمل المشاركة فى هذا الملف القومى الهام.
سيادة الرئيس الى جانب البعد الاقتصادى يمثل مشروع استغلال الرمال السوداء قيمه بيئيه كونه يُعزز من خفض إحتمالات التعرض الإشعاعى للبيئه الساحليه المصريه وقاطنيها فضلا عن انعدام تام للانبعاثات الكربونية، مما يمهد الطريق لإقامة المشروعات السياحيه والإقتصاديه بالمنطقة.
ويكمن البُعد الإجتماعى للمشروع فيما يوفره من ألاف من فرص العمل لأهالى مناطق تواجد الخام، والتى ستتضاعف مع إستكمال مُخطط تعظيم القيمه المضافه لهذة المعادن مما يُعزز من تحسين البيئه المُجتمعيه، هذا إلى جانب ما ساهم به المشروع من إعداد بنيه تحتيه من خطوط الكهرباء والمياه وتمهيد الطُرق بالاضافة الى ما تم تقديمه من قبل الشركة المصرية للرمال السوداء من بعض الخدمات المجتمعية العينية بمناطق المشروع…. وهو ما يُعد تطبيقاً عملياً للمبادره الرئاسيه “مبادرة حياه كريمه”….
سيادة الرئيس ان الأبعاد الثلاث من مظاهر التنمية الإقتصاديه والبيئيه والمجتمعيه لتضع مشروع الرمال السوداء فى مصاف مشروعات الإقتصاد الأخضر.
إن ما ترونه سيادتكم الآن يعكس الكفاءه الوطنيه فى الإنجاز والتنفيذ… فبإستثناء توريد المُعدات فإن كافة الأعمال كانت بآيادى مصريه خالصه من خلال الشركه المصريه للرمال السوداء وهيئة المواد النوويه بالاضافة الى الشركات الوطنية العاملة فى مراحل الانشاء حيث بلغ المكون المحلى مايزيد عن ستون بالمائة من اجمالى المشروع.
أما عن حرصكم الدائم فخامة الرئيس على حظوظ الأجيال القادمة من هذة المقدرات فاسمحوا لى سيادتكم أن أبشركم بأن مصر تملك احتياطيات مؤكدة هائلة تصل الى خمسة مليارات من الأطنان من الرمال السوداء الحاملة للمعادن الاقتصادية تنتشر على ساحلى البحر المتوسط والبحر الأحمر ومازالت هناك العديد من المناطق لم تنتهى أعمال تقييمها بعد ومعها ستتضاعف احتياطيات الخام وحجم الاستثمارات بما يضمن لمصرنا العزيزة والأجيال القادمه من أبنائها مردوداً إقتصادياً مُستداماً ومزيداً من الصناعات القائمه على هذه المعادن.
سيادة الرئيس يحمل المشروع على عاتقه المساهمة فى استراتيجية الدولة تجاه تنمية شمال سيناء فى ظل ما كشفت عنه دراسات هيئة المواد النووية عن تواجد واحدة من أكبر احتياطيات هائلة من الرمال السوداء بمصر والتي تصل الى تسعمائة وثلاثون مليون طن بمحتوى من المعادن الاقتصادية يصل الى ثلاثة عشر مليون طن وذلك على مساحة ثلاثون كم2 فقط من امتداد الخام ويتبقى مايقرب من مائتي كم2 لم يتم تقييمها بعد ممايعنى المزيد والمزيد من احتياطيات الخام.
وبعيدا وليس ببعيد عن الرمال السوداء تستعد هيئة المواد النووية للاعلان عن إحتياطيات جديدة لخامات ذات صلة تضفي بعدا اقتصاديا جديدا فى مسار التنمية التعدينية ليؤكد على اشارات الخير التى أجراها الله عز وجل على أيديكم سيادة الرئيس.
السيد الرئيس— ان مايشيد على أرض مصر يوما بعد الأخر من انجازات قومية تغطى مناحى الحياة يجعلنا موقنين بفضل الله أولا ثم بقيادتكم الحكيمة وجهدكم المتواصل بأن مصر ستكون فى طليعة الدول التى تجتاز موجات الأزمات الاقتصادية التى تجتاح العالم أجمع وكلنا عليها شهود.
وأخيراً أساًل الله عز وجل أن يحفظ مصر تحت قيادتكم وأن يزيدكم عزماً على عزمكم وقوةً إلي قوتكم لتحقيق طموحاتكم نحو دفع الوطن العزيز لمكانته التى تليق بتاريخه وعظمته.
حفظكم الله لمصر وحفظ بكم شعبهاً وجيشهاً ورجال أمنها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.