إن النجاح ليس مجرد حلم يصل إليه صاحبه دون جهد يبذله ، بل هو طريق طويل ووعر يحتاج إلي عمل وسعي ليُحقّق الإنسان ما يُريد ويترجم هذا الحلم لواقعٍ يسعد به ، كما أنه سلعة غالية تحتاج إلى شخصٍ واثق بقدراته وطموحه.
وعليه فإن للنجاح أسرار سوف نبوح بها ونتلمسها كي نبلغ هدفنا، وعلي رأس هذه الأسرار الإرادة ، فهي كلمة السر التي تُنجي صاحبها من كل فشل ، فطريق النجاح ليس معبداً بالورود ويحتاج ممن يسلكه أن يتحلي بإرادة فولاذية محاولاً بكل ما أوتي من قوة وصبر وعزيمة أن يجعل من العقبات والمطبات حجر أساس يعلو به كي يصل لهدفه.
كما يجب لمن أراد النجاح أن يحف نفسه بالناجحين ومن لديهم طاقة إيجابية ، وينأي بنفسه عن المشتتات المختلفة التي تحول دون بلوغ غايته.
أما عن الإيمان بالذات فهو من أهم عوامل النجاح، فكل الناجحين يؤمنون بقدراتهم ويعرفون جيداً أنهم كانوا يستطيعون تحقيق ذلك ، ولكن مع هذا الإيمان، يجب ألا ننسي تطوير المهارات والقدرات فالنجاح يعني الإستمرارية ومواكبة المستجدات.
كما يعد التحلي بالصبر من شيم الناجحين ، فكم من شخص تعثر مراراً وصبر ولم يستسلم كانت عاقبته النجاح المبهر الذي أقسم به الجميع.
ولعلنا نتسأل لماذا نلهث دائماً وراء النجاح؟ والإجابة ببساطة لأن النجاح من شأنه أن يعلي من قيمة الإنسان ، ويجعل له تقديرًا وإحترامًا بين الناس ، فالنجاح يضع حول الشخص هالةً كبيرةً من المهابة ، خاصةً عندما يكون النجاح كبير ومدوي رغم بساطة خطواته الأولي وعلينا ألا ننسي أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
وفي الختام ، يتعين علينا ونحن في رحلة النجاح أن نرفع شعار “النجاح بشرف” دون أن نوقع الظلم علي أحد أو نعرقل أخر أو نسلب غيرنا نجاحه كي ننسبه لأنفسنا دون بذل أدني مجهود ، كما يجب أن ندرك أن النجاح أمرٌ نسبيّ يختلف من شخصٍ إلى آخر ؛ فالبعض يرى نجاحه في تحقيق درجة علمية معينة وأخر يراها في الزواج من شخصٍ يُحبّه أو امتلاك منزل فخم أو جمع الأموال، لهذا يجب ألّا يستخفّ أحدٌ بنجاح الآخر أو أن يُقلّل منه.