






ذات مرة ومنذ أكثر من عشرين عاما كنت امزح مع رئيس شركة إنتاج كهرباء وقلت له ” يمكن تبقى وزير فى يوم من الايام ” فوجئت به يقول ” لا يا عم ده منصب عامل زى اللى قاعد على كرسى حلاقين شوية وهيقوم وييجى غيره ” وانا اكتب هذه اللقطة من الذاكرة الطيبة لعصر طيب عشناه فى بيتنا الثانى وزارة الكهرباء والطاقة حيث كان الجميع يقدر مكانة كل اعلامى وصحفى.. أتعجب من وضع مسئولى الكهرباء حاليا الذين تنزل عليهم لعنة كلمة (التغيير) كالصاعقة عندما تتردد فى الأروقة .. مش عارف بجد افسرها ازاى اصل هى مش عزبة ولا عمرها هتكون دى وزارة الدولة والشعب والمفروض ان اى مسئول مهما بلغ شأنه هيمشى فى يوم من الايام .. طالت أو قصرت مش هتدوم لا لوزير ولا رئيس قابضة ولا اى مسئول أو رئيس شركة أو رئيس نقابة ولا حتى سفير ولا غفير .. كل واحد عليه الدور هيروح بيته لان دى سنة الحياة والدوام لله وحده ودوام الحال من المحال .. كل شيى مؤقت له أجل وعمر افتراضي
وبعدين الصراحة يعنى ومش عايز حد يزعل ..معلش احنا بنتكلم .. هو احنا ليه صنعنا من التغيير قصة وحكاية ماسخة واربكنا الناس فى الشركات وخلقنا جو شائعات ومكلمة و لت وعجن فى المكاتب وخبص ولبص من الخبثاء وغير الخبثاء اللى قاعدين يتكتكوا للشائعات ويرددها الناس .. فلان رايح اسكندرية وفلان رايح جنوب القاهرة وفلانة هتتنقل لشركة مش عارف ايه وفلان رايح القابضة وعلان مشى من القابضة ولم ورقه وتيجى تسال علان أو فلان ينفى ويقسم بكل غالى ونفيس أنه شائعات و تلاقى كل يوم ناس تبعت على الواتس تقولك القرارات طالعة النهاردة ..
لأ القرارات اتوقعت والوزير هيطلعها بكرة ..
لا مفيش قرارات والوزير مش بيفكر فى الموضوع ده نهائى اصل كان فيه ضغوط على الوزير من كل ناحية علشان يبعد عن فلان وينقل فلان ..
قصص غير لطيفة وغريبة وانا كمراقب لا يعنيني أن يقوم الوزير بالتغيير أو لا يقوم فهذا شأنه وهذا قراره وليس لنا أن نتدخل فى شغله وتفكيره وكما قالى لى سابقا ” الناس ملهاش دعوة اغير أو مغيرش الناس ليها دعوة بالاداء وسير العمل ” صحيح لكن كان من الممكن سيادة الوزير أنك تخلص من الصداع ده بعقد اجتماع مع كل رؤساء الشركات وتناقش معاهم الأداء وتعلنها رسمى كده أنه مفيش تغيير لغاية مثلا انتهاء العام المالى الحالى أو مفيش حتى تغيير اصلا و اعتقد متحدثك الاعلامى كان كفيل أنه يوصل الرسالة من خلال بيان اعلامى رسمى وكنت هتخلص من الوش اللى مش عايز يخلص فى كل الشركات وكان كل واحد يمارس شغله بشكل طبيعى ويا دار مدخلك شر ولا تغيير
لكن اقولك الصراحة يا صديقى وانا أسأل .. ليه رئيس شركة يقعد فى مكانه 11سنة .. 11 سنة أو ليه مسئول مستمر فى منصبه وهو تجاوز السبعين سنة … يا نهار ابيض هو مفيش قيادات ولا صف تانى وكفاءات مفيش ناس بتحلم واخدت شهادات ودورات اعداد قادة وكورسات ودكتوراة واتلطمت على ألابواب علشان تاخد فرصتها ونجدد الدم فى العروق ونزرع الامل فى نفوس الناس دى .. ليه بنحبطهم ونسد الابواب فى وشهم ويطلع اى كلام عن تصعيد القيادات الشابة أو قيادات الصف التانى فنكوش ملوش أساس فى الواقع ” ويا نقعد كلنا يا نمشى كلنا ” وعجبى
و الخضة اللى أصابت بعض المسئولين لما انفردنا بخير تعيين المهندس جابر دسوقى لوظيفة رئيس مجلس إدارة شركة بجسكو خلت ناس كتير دماغها ساحت و فيه لوبى أصيب بسكتة دماغية بسبب الخبر .. وكأن يوم القيامة قرب وكأنهم بيقولوا .. الكبير طار واحنا كده وراه .. مش مصدقين ولما نشر الخبر فى مواقع الزملاء وكتب كلمة ” بجانب عمله ” الكل بلع ريقه واتنهد تنهيدة الروقان وكأن لسان حالهم بيقول ” اعوذ بالله .. اعوذ بالله من الكابوس ده .. غور يا شطان ” .. وانا باستغراب ليه إن شاء المولى ..هو رئيس القابضة بسلامته هيقعد على الكرسى مدى الحياة وكمان رايح ياخد منصب تانى جمب منصبه القديم .. ابدا والله طالت و لا قصرت هييجى يوم والراجل يمشى زى كل الناس اللى وصلت محطاتها وغادروا مناصبهم مش معناه أنه وحش أو سيئ فى الأداء لا والله اشهد أن هذا الرجل مارس عمله وانجز المشاريع بشكل مميز .. لكن دى سنة الحياة ومتتخضوش كده علشان صحتكم وللاسف انا لا أملك دواء لمرضى المناصب الا الدعاء لهم دائما بالشفاء من هذا المرض اللعين وعندما يكون الشخص اكبر من المنصب تجده متواضع ومنتج ويشجع روح الفريق أما العكس فصاحبه يصبح مغرورا وظالم واحمق و فى يوم من الايام كل مسئول حالى سيلقب بالمسئول السابق لا محالة
اقترح الاتى إذا كان لدى المسئولين بوزارة الكهرباء النية لوضع نظام وسيستم للترقيات والتغييرات
أن يعلن الوزير عن وظيفة مساعد أو معاون الوزير للشئون الادارية وتطوير الأداء ويكون تابع مباشرة لوزير الكهرباء والطاقة ومهمته اصدار كافة اختبارات و تعيينات القيادات من درجة مدير عام و حتى رئيس قطاع ورئيس قطاعات بكافة شركات الكهرباء التابعة للقابضة لكهرباء مصر وهيئات الوزارة بضوابط و لجان تدار بمعرفة لجنة دائمة يشكلها الوزير وتصدر القرارات بعد اعتماد اللجنة والوزير و تصدر حركة تنقلات سنوية اول يناير من كل عام وتوضع ضوابط اولها عدم الاستمرار فى شغل الوظيفة فى نفس الموقع اكثر من 3 سنوات و كذلك يحظر أن يكون للمرشح سابقة خدمة بذات الموقع
لتعزيز الإمكانات المالية الهائلة لوزارة الكهرباء يجب فصل النشاط التجارى عن النشاط الفنى بشركات توزيع الكهرباء و ذلك بإنشاء شركة تابعة واحدة على مستوى الشركة القابضة تحت مسمى شركة ” كهروتريد للخدمات التجارية الكهربائية ” و يكون لها منطقة خدمات او اكثر حسب الاحوال على مستوى كافة محافظات الجمهورية و ينتقل اليها كافة العاملين بالادارات و القطاعات التجارية على مستوى الجمهورية
استبدال كافة السيارات الملاكى كمرحلة اولى عاجلة بكافة الشركات و الهيئات و الجهات التابعة لوزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة و التى تعمل بالوقود الإحفورى *( البنزين ، غيره ) بسيارات اخرى محلية الصنع تعمل بالكهرباء او هجين
يجب الا يكون فى جعبة اى مسئول سوى سيارة واحدة فقط أما الخناقات المستمرة علشان المسئول الفلتة كان عايز سيارتين بسواقين يكونوا حارسين سيادته علشان مزاجه بس ميتعكرش ويغير كل يوم او يبعت واحدة للبيت والعيال علشان النادى و الفسح و الشوبنح وغيره .. ده أمر مرفوض فى الجمهورية الجديدة … هذا رأيى أقوله لوجه الله وفى النهاية المسئول الأول هو صاحب القرار ونحن له ناصحون

عادل البهنساوى رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير باور نيوز