




قبل التغيير الوزارى المرتقب اشهد الله أن هذه شهادة له لا لغيره أن وزير الكهرباء المصرى الحالى الدكتور محمد شاكر أحد افضل وزراء الكهرباء الذين عاصرتهم منذ عام 89 وحتى الآن بل إن هذا الرجل نجح فى تجاوز أزمات عنيفة هزت المجتمع بأسره وكانت من أسباب السخط السياسى عام ٢٠١١ وحتى عام ٢٠١٣ ..
اروى القصة .. كان ماهر بك أباظة ابن قرية الربعماية الذى تولى حقيبة الوزارة منذ عام 81 وحتى عام 99 ابو الكهرباء فى مصر واحتضن العاملين بالقطاع كاحتضانه لابنه عثمان كما احترم الإعلام المؤيد والمعارض واتذكر فى جلسة كنا فيها أربعة من الزملاء الاجلاء المرحوم احمد هاشم الاهرام و الاستاذ احمد شفيق مندوب وكالة الشرق الأوسط وقتها والأستاذ عادل صبرى جريدة الوفد والعبد لله وكنت أمثل جريدة الشعب المعارضة وسأل هاشم الوزير ” ماذا ستفعل فى لصوص الكهرباء الذين زادوا ” وانا اتمعن فى الرد قال أباظة لا تقل لصوص المواطن المصرى ليس لصا ” هما بس متعشمين شوية فى كهربة بلدهم ” وكان يعمل معه رجل احب العاملين فاحبوه وهو الاستاذ الفاضل محمد مرسى رئيس النقابة العامة للعاملين بالمرافق ووكيل مجلس الشورى الذى اشهد الله انه لم يقدم طلبا لإباظة فيه صالح العاملين الا وقد وافق عليه
وجاء الصديق الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء فلم يمكث بالوزارة الا أشهر قليلة بسبب موقفه مع عضو مجلس الشعب عن سوهاج محمد علام الذى اعتبر أن الوزير اهانه وطرده من مكتبه وعند وصوله إلى مجلس الشعب وقف فى الجلسة العامة معلنا استقالته من المجلس بسبب إهانة الوزير له فقرر عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق أن يترجل من مكتبه إلى المجلس معلنا اعتذاره للعضو وأعضاء المجلس وكان الصعيدى الذى عاشرته ودعمنى فى حملتى انذاك منذ بداية التسعينيات ” لا لإجهاض مشروعنا النووى ” كان لا يتقبل كثيرا الرأى الآخر ولا يحب من ينتقدوه فكانت رحلته قصيرة فى الكهرباء وانتقل إلى الصناعة ليخلفه الدكتور حسن يونس …
مع حسن يونس عشرة العمر عشت اجمل ايام الصحافة منذ اغلاق الشعب فى مايو عام ٢٠٠٠ وبدات عملى فى الشرق الأوسط اللندنية ثم المصرى اليوم ثم جريدة المال .. كان الدكتور حسن يونس لا يسمح بإهانة صحفى بالوزارة وكان من أكثر الوزراء حرصا على تدعيم علاقاته بالصحفيين . عرفته منذ أن كان بالتحكم القومى وقت أطول يوم انقطاع فى تاريخ مصر إلى أن أصبح نائبا للتشغيل بهيئة كهرباء مصر ثم رئيسا للشركة القابضة ووزيرا للكهرباء .. رجل مهذب كنت افتح باب مكتبه دون استئذان وكان لا يغضب ابدا وكان يقول لمدام عنايات او مدام إكرام أو السيدة نادية السيسى .. اياكن والصحفيين .. هم من يروجون لنا أعمالنا ونشاطنا ويكشفون اخطاؤنا كى نصلحها
وفى عام ٢٠٠٨ دخل الدكتور المرحوم محمد عوض معى فى عتاب شديد أمام المهندسة فوزية ابو نعمة ” ست بالف راجل ” بسبب خبر نشر فى المصرى اليوم عن دعم الوزارة وموقف المهندس رفعت المتولى رحمه الله فى تعويض شركة خاصة بسبب تعويم الجنيه عام ٢٠٠٣ و كانت تعمل فى المحطات وكان رأى المتولى أن يتم تعويض الشركة من خلال حكم قضائى ورأيت انا أن هذا سليم مائة فى المائة ولكن هذا لم يرضى الدكتور محمد عوض الذى كان مهموما طوال الوقت وضحكته كانت تعد على الاصابع فدخل معى فى مشادة وتركته وذهبت إلى الدكتور حسن يونس وكان معه المهندس سمير حسن الرئيس التنفيذى السابق لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة واشتكيت ليونس وقلت له لن أحضر الاجتماع لان الدكتور عوض اهاننى أمام زملائه وأقسم يونس أن اجلس فى مكتبه الخاص حتى ينتهى من الاجتماع وبعد خمس دقائق بالضبط دخل الوزير وبصحبته الدكتور محمد عوض وجلس الدكتور عوض امامى والتفت إليه يونس وقال له ليس من حق أحد أن يهين صحفى بالوزارة خاصة إذا كان الصحفى يعمل لصالح الوزارة ويمارس عمله باحترافية وزاد فى كلامه قائلا ” وبعدين انا شايف اللى كتبه عادل سليم مليون بالمائة وليس به اى تجاوز وعادل بالذات مش ييجى الوزارة علشان يشرب شاى …ده كل أعضاء جسمه شغالة صحافة … وقام الدكتور عوض رحمه الله وحضننى واحتضنته بحب لانه صديق عمرى وضحك كثيرا من قلبه وضحكت أيضا فرحا لاننى نجحت فى اضحاكه “
وبعد المهندس محمود بلبع وأحمد أمام .. جاء الدكتور مهندس محمد شاكر أحد عمالقة الكهرباء فى مصر .. الرجل الذى لم يقدم خدمة لأية منشأة حكومية أو حديقة عامة أو مشروع صحى كمستشفى سرطان الاطفال الا قدمها راضيا بدون أجر وبدون مقابل وجلست معه فى مكتبه الخاص بالمجموعة وفوجئت بأنه اطلعنى على كمية شيكات باسم المجموعة من مجلس الشورى مقابل أعماله التى نفذها بعد حريق المجلس المشهور ورفض أن يصرفها وأبلغ المجلس آنذاك أنه لن يصرفها لأن ما فعله هو خدمة لوطنه لا يتقاضى عنها اجر ..
وهذا الرجل العظيم الذى تجاوز السبعين عاما كنت قد كتبت مقالا فى جريدة المال عام ٢٠١٤ وطلبت من المسؤلين أن يستعينوا به لحل إشكالية الكهرباء فى مصر .. وبعدها بأشهر قليلة جاء المهندس إبراهيم محلب واختاره وزيرا للكهرباء وكان قد تم ذكر اسمه عام ٩٩ خلفا للمهندس ماهر أباظة ولكن تم اختيار على الصعيدى وفى ثانى يوم عمل للدكتور على الصعيدى كنت اجلس معه ورن الهاتف وقالت السكرتيرة الخاصة مدام عنايات الدكتور محمد شاكر على التليفون يافندم و قدم شاكر التهنئة للصعيدى فرد الصعيدى عليه . اهلا اهلا يا دكتور وان شاء الله تتعوض الفترة الجاية …
للدكتور شاكر سجل انجازات عملاقة فى قطاع الكهرباء فى مصر ويكفى أن دراسات شبكة نقل الكهرباء والمحور الموازى الذى تم تنفيذه حاليا كان من خلال دراسة أعدها فى عام ٢٠٠٩ وليست وليدة الصدفة عن تطوير شبكة نقل الطاقة فى مصر و اتيحت له الفرصة أن ينفذها ونجح قطاع الكهرباء فى عهده فى أن يتجاوز أزمة سنين طويلة لمسناها ونشهد بها .. أيام مع الدكتور شاكر الذى احبه من القلب ولكنى اختلف معه فى رؤيته للاعلام والرأى الاخر ودعم المصنع المحلى .. وأعتقد ان الاختلاف فى الرأى لا يفسد الود قضية تابعونا غدا فى مقال جديد نستكمل فيه حواديت شاكر العملاق الذى لن يتكرر .. شاكر القيمة والقامة