






قبيل كتابة المقال هذا قال لى المهندس سامح فهمى الذى تولى مسئولية قطاع البترول منذ عام 1999 وحتى عام 2011 فى اتصال تليفونى أنه سعيد جدا وفخور بما تحقق فى إنشاء وحدتى الأسالة وقال إنه يتمنى الخير لمصر دائما خاصة بعد أن استمع الى اقوال أعضاء منتدى دول غاز شرق المتوسط وكلام مسئولة الاتحاد الاوربى عن قوة البنية التحتية للغاز فى مصر بعد إنشاء وحدتى الأسالة فى دمياط وادكو
وللتاريخ فاننى أقول إن كاتب هذا المقال اول من انتقد الوزير الأسبق سامح فهمى فى موضوعات مختلفة ومحاور متنوعة على أساس المصلحة العامة أبرزها الارقام غير السليمة لاحتياطيات البترول والغاز التى كانت تعد شهريا عن طريق لجنة يترأسها المهندس المهندس حسن عقل وان كانت وجهة نظر نسبية تقبل صحة كلامى من عدمه وذات مرة طلبت من الاستاذ محمد ابو زيد مدير مكتب الوزير فهمى لقاءا عاجلا مع الوزير لأننى حصلت على تقرير رسمى موقع من المهندس طارق الحديدى نائب رئيس هيئة البترول الأسبق يؤكد أن احتياطى الغاز كان 40 تريليون قدم مكعب غاز وليس 60 تريليونا فى البيانات الرسمية . و بالصدفة البحتة كان وزير البترول عندما قابلنى كان قادما للتو من مجلس الشورى وبرفقته المهندس طارق الحديدى والمهندس عبدالله غراب رئيس المكتب الفنى للوزارة وزير بترول الصدفة اللاحق وبعد أن شاهد الوزير التقرير نظر إلى الحديدى نظرة غضب ولسان حاله يقول كيف خرج هذا التقرير . المهم أن الوزير اقنعنى بتقرير كان قد وصله للتو من لجنة الثروة البترولية عن الارقام ومدها صحتها واقنعنى وخرجت .
كانت فترة المهندس سامح فهمى ومنذ أن اقترح تصدير الغاز وانشاء محطتى اسالة بادكو ودمياط مثار انتقاد كبير لأن السوق المحلى بدأ يعانى من نقص الغاز وبدأت محطات الطاقة ومصانع الأسمدة تتأثر وبدأ الكلام يثار عن انخفاض سعر الغاز المباع سواء لمحطات الأسالة أو إلى الجانب الإسرائيلى وقام المهندس شريف إسماعيل رئيس الشركة المصرية للغازات الطبيعية إيجاس وقتها بإجراء تفاوض مع جميع الأطراف لرفع الأسعار وقد نجح فى ذلك . وأتذكر ساعتها أننا كنا نتباهى بأن مصر احتلت رقم 5 فى تصدير الغاز الى الخارج بينما محطات وشبكة الكهرباء بدأت تتأثر بالسلب
ورغم الهجوم الذى تعرض له سامح فهمى من حركات سياسية معينة ولوبى ضغط كان له اغراض أبرزها الضغط السياسى على النظام الحاكم وقتها إلا أن المتابع الان لأزمة العالم مع الغاز و كيف انعم الله علينا باكتشافات كبيرة أبرزها حقل ظهر والاكتشافات المتتالية فى عمد الوزير الملا وكيف أصبحت اوربا ترى فى مصر المنقذ لها ولكبار السن الذين سيموتون من نقص التدفئة بسبب إمدادات الغاز المتأثرة بحرب روسيا وأوكرانيا يرى أن سامح فهمى لم يكن على خطأ عندما أقام وحدتى الأسالة بارخص الاسعار بل إنه كان يمتلك نظرة ثاقبة للمستقبل بسند من الله اولا وقد تحمل ما لا يمكن تحمله بدخوله السجن بل ونال السجن من رجل عظيم هو المهندس المرحوم اسماعيل كرارة الذى لم يتحمل مرارة الايام فمات قهرا رحمه الله
وعندما تولي المهندس سامح فهمي وزارة البترول عام 1999 أعلن وقتها عن إقامة مشروعات لإسالة الغاز وتصديره للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكلف المهندسين ابراهيم طويلة وهانى سليمان بوضع الخطة موضع التنفيذ وللعلم ان فهمى كان شجاعا لأن المرحوم الدكتور حمدى البنبى عندما فكر فى التصدير وقدم مذكرة للدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء عام 96 ألقاها فى وجهه وقال له ” حوش بلاويك عنى “
و دخل على الخط فى تلك الفترة رجل اعمال هو يحيي الكومي كان صديقا لعاطف عبيد و كان له استثمارات بقطاع البترول ويتمتع بعلاقات واسعة قدم للحكومة المصرية برئاسة عاطف عبيد آنذاك شركة «يونيون فينوسا» الإسبانية ومشروعها لإقامة مصنع لإسالة الغاز الطبيعي لتصديره للسوق الإسبانية الإيطالية لتوليد الكهرباء، و شركة «يونيون فينوسا» من أكبر شركات توليد الكهرباء بإسبانيا، وكانت بحاجة للغاز في ذلك الوقت لتنفيذ خططها التوسعية بالسوق الأوروبية، فتم عرض المشروع الذي كان يملك فيه المهندس يحيي الكومي 40% مع الشركة الإسبانية، إلا أنه مع تحديد الخطوط الرئيسية للمشروع، وقبل توقيع الاتفاق تخارج الكومي من المشروع معلنا ذلك دون أسباب لتوزع حصص المساهمة إلي 80% لشركة «يونيون فينوسا» و20% للحكومة ممثلة في الهيئة العامة للبترول والشركة القابضة للغاز الطبيعي «إيجاس».
تكلف مشروع دمياط 1.3 مليار دولار وتكلف مشروع وحدة اسالة ادكو نحو 1.2 مليار دولار
ولو قامت مصر الان بالتفكير فى إنشاء وحدة ثالثة فعليها تدبير 15مليار دولار وهذا يكفى أن نقدم من أجله الشكر للمهندس سامح فهمى الذى عمل فى ظروف سيئة انتهت بالإطاحة به عقب أحداث 25 يناير 2011 ولكننى من هنا أقول له شكرا على هذا الانجاز العظيم . كما أحيى رجل من رجالات مصر المخلصين الذى نقل مصر نقلة نوعية من مرحلة عجز الطاقة إلى الاكتفاء الذاتى والتصدير وجعل من مصر مركزا إقليميا لتداول الطاقة عبر خطة نفذها باحترافية وهو المهندس طارق الملا الوزير الذى يعمل على كافة المحاور ويتابع بدقة كل مشروع ويزور كل موقع وأستطيع أن أقول بكل ثقة أن الملا محظوظ بوجود رئيس مثل الرئيس السيسى وفر له كافة الدعم المالى والسياسى .. ودام عزك يا وطن