






قبل أن يجيئ موعدنا مع الرئيس السيسى المناضل وفى اوائل التسعينات كانت هناك حالة احباط شديدة لدى علماء الطاقة النووية فى مصر من جراء توقف المشروع النووى ومحطة الضبعة النووية وللتاريخ ومنذ أن بدأت عملى فى مجال الصحافة كان من حسن حظى أن أختار مساندة هذا المشروع الوطنى العظيم وقد ساعدنى فى هذا للأمانة التاريخية العديد من العلماء الاجلاء اتذكرهم المرحوم الدكتور فوزى حماد رئيس هيئة الطاقة الذرية والدكتور هشام فؤاد والدكتور عزت عبدالعزيز والدكتور على الصعيدى عندما كان رئيسا لهيئة المحطات النووية
وكانت الهيئة بيتى الاول بوزارة الكهرباء والدكتور حافظ حجى والدكتور سيد بهى الدين والدكتور ياسين ابراهيم والدكتور اكثم ابو العلا والدكتور إبراهيم العسيري مفتش الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى رحل عن عالمنا منذ يومين رحمه الله واسكنه فسيح جناته والعديد من العلماء الاجلاء وقد كلفنى رئيس تحرير جريدة الشعب آنذاك المرحوم الكاتب الصحفى الكبير عادل حسين أن أبدأ حملة ضد وقف المشروع بعنوان ” لا لإجهاض مشروعنا النووى السلمى ” وكان الاستاذ عادل حسين قد طلب ذلك منى بعد أن أدلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك بتصريحات على هامش افتتاحه محطة كهرباء غرب القاهرة أو شبرا الخيمة فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى حيث سألته مذيعة لماذا توقف المشروع النووى ؟ فرد مبارك أن تكلفة المشروع ضخمة جدا وان ما حدث فى محطة تشيرنوبيل بأوكرانيا فى أبريل عام ٨٦ كان كارثة استدعت وقف اجراءات السير فى المشروع
وزاد الطين بلة ما قام به حزب الوفد من حملة شعواء ضد المشروع قادها النائب علوى حافظ ضد مشروع الضبعة للاسف و جاءت حملة الوفد مع تصريحات مباركة لتكسر ظهر المشروع الكبير الذى كان توقفه بمثابة كارثة حيث هاجر علماء مصر إلى فرنسا وامريكا وكندا وألمانيا وكانوا هم من يعملون بالمحطات النووية هناك ووللاسف الشديد استند الرئيس مبارك فى معلوماته عن تشيرنوبيل لمصادر غير أمينة لأن هذه الحادثة بالذات ثبت بعد أن شكلت وكالة الطاقة الذرية لجنة للوقوف على أسباب الانفجار أن هذا المفاعل كان يفتقد لأدنى درجات الامان وهو الغطاء الخرسانى حول المفاعل كما حدث أخطاء تشغيلية من القائمين على التشغيل فى وقتها وعممت الوكالة الدولية نتائج هذا التحقيق إلى كافة أعضاءها
وكنت ازور قيادات هيئة المحطات النووية و أرى الحزن فى وجوههم فنحن بدأنا مع الهند فى الخمسينات هذا المشوار ولكنها سبقتنا ومصر لها علاقة تاريخية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقعت على كافة المعاهدات الدولية كما أن طموحها يتوافق مع نص المادة الخامسة من معاهدة منع الانتشار بضرورة مساندة الدول التى تريد أن تبنى برنامجا سلميا سواء للطاقة أو الزراعة أو الصناعة والطب وهذا هو هدف مصر الوحيد هو أن تنهض مثلما نهضت دول كثيرة فى هذا المجال السلمى الحيوى .. وجاء السيسى رمز الكرامة والوطنية ليحيا الامل فى النفوس ونشهد تنفيذ المشروع على الأرض …
المقال القادم نتحدث عن لقاء مع أمين شاكر وكيل شركة موتور كولومبس ليحدثنا عن موقف البنك الدولى آنذاك من المشروع والمعلومات المغلوطة التى ساقها فى تقريره وكيف ردت عليه هيئة المحطات النووية عبر خطاب بتوقيع الدكتور على الصعيدى الرئيسى التنفيذى آنذاك ..