فاجعنى صديقى اللواء هانى عمر عندما ابلغنى بوفاة رجل من رجالات مصر وهو المهندس شريف اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية رئيس مجلس الوزراء السابق حيث املك فى قلبى قدر كبير من الحب والاحترام .. لقد جمعتنى واياه عشرة طويلة منذ عام 1999 عندما كان متحدثا رسميا لوزارة البترول ثم وكيل اول الوزارة لشئون الغاز ثم رئيسا لايجاس وجنوب الوادى قبل ان يصبح وزيرا .. اشهد ان هذا الرجل الامين المخلص لوطنه لم يتوان لحظة ولم يتقاعس عن مهمة وطنية الا وقام بها على الوجه الاكمل وكان متحدثا رسميا لشهور احتوى كل الاعلاميين والصحفيين ولم يغضب منه احد وكان يداوى جروح كبيرة وكان هذا الرجل شعلة نور مع زميله المهندس المحترم شامل حمدى الرجل الطيب ذو الاخلاق الكريمة ..
اسماعيل دفع العمل دفعة كبيرة بشركة ايجاس وشجع شركات التوصيل على انجاز خطة كبيرة كى ينعم المواطنون بنعمة الغاز الطبيعى كما تم تكليفه من الدولة بالتفاوض مع الشركاء الاجانب لتعديل اسعار الغاز وقتها بسبب الحملة التى قامت ضد وزير البترول آنذاك ونجح فى مفاوضاته مع الشركاء من ناحية ومع الاردن واسرائيل من ناحية اخرى
وكنت وانا اعمل بجريدة المصرى اليوم منذ عام 2006 و حتى 2011 قد كتبت عن ان حقل البركة التابع لشركة جنوب ينتج 15 برميل زيت يوميا لا تساوى حتى ثمن السولار المشغل للمضخات التى تنتجه ونشر الخبر فى اليوم الذى كانت تعقد فيه جمعية جنوب الوادى القابضة لاعتماد الميزانية ووجدت الرجل يهاتفنى شخصيا غير غاضب ويقول لى لا تقلق يا عادل هناك خطط تنمية ولا يجب ان نهون من قيمة انشاء شركة لتنمية الصعيد بسبب بدايات الانتاج من الحقل .. كان الرجل مهموما على زملائه الذين اودعوا السجن بسبب تصدير الغاز الى اسرائيل وقال لم يجرؤ احد ان يفعل هذا الا بناء على التعليمات وكنا نعتبر التصدير بالنسبة لنا مهم جدا لاننا كنا فى حاجة الى دخل نغطى به التزاماتنا.
كدت ان ابكى عندما وجدت الرئيس السيسى يحييه اجمل تحية وقال عنه ” الرجل المحترم .. ” نعم هو رجل من رجال مصر الشرفاء الذى اعتز بصداقته وعشرته الطويلة .
وانا اكتب هذا المقال ابكيك .. ابكى فيك القيم والأخلاق التى افتقدناها .. ابكى الاخلاص للوطن والرجولة والأصالة .. رحمك الله وجعل كل ما قدمته من اجل وطنك فى ميزان حسناتك يا صديقى الكبير والقدير …وداعا والى لقاء.