محدثى النعمة : هو تعبير بلاغي لمن بدت عليهم النعمة في وقت وجيز بعدما حلموا بها طوال حياتهم .. ويصف البعض بأن محدثي النعمة : بمحدثي الثراء والذين منّ الله عليهم بمال ، أو منصب أو في الملابس الجديدة فيمشون بين الناس فرحين بالنعمة التي ظهرت ملامحها عليهم .. والأسباب لسرعة الوصول إلى تلك النعمة متعددة فمنهم من لعبت لهم الأقدار ، أو هم لعبوها صح كما يُقال ، فتارة بالحظ أصبح من محدثي النعمة ، وتاره بالتطبيل والنفاق أصبحوا محدثي النعمة وهو الغالب في حالاتنا التي نقصدها .
أ ) ومحدثي النعمة لم يصدًقوا أنفسهم بأنهم أصبحوا منعمون بها ، فمحدث النعمة ينتقم من أيامه العصيبة التي عاشها ، فيبطش بمن لا يحترم حداثة نعمته أو من يذكًره بها ، فهو يريد أن لا يذكر أحد ماضيه . ودائما وأبدا يُرضي غروره بأنه ليس هذا الشخص ولم يكن .. بل أنه وُلد مُنًعما ثريا ، أو وصل إلى ذلك بذكائه الخارق وشخصيته التي تتميز على الآخرين جميعا ، ويثبت للناس ولنفسه بأنه طول عمره ذو نعمة وليس حديثا بها ؛ أو أن سبب حداثته بها هو ذهنه الخارق وحصافته وبصيرته التي لاحدود لها .. عكس الحقيقة .. ولم ينته عمله المشين عند هذا الحد بل يستخدم النعمة في البشاعة والضغينة والنقمة من كل من لا يؤمن بفطنته وعبقريته الذين أوصلاه إلى هذه النعمة حين يتم إظهار تخلفه أو جهله أو حماقته أو حتى فساده وتخبطه ولو كان بدون قصد ، فيصبح في عداء نفسي معه لانهاية له ..
ب) ومن محدثي النعمة هؤلاء الذين وصلوا إلى أعلى المناصب في عدد قليل من السنوات دون كفاءة أو خبرة أو ذكاء فقد يكون بالحظ أو بالتطبيل والتزمير وهو الغالب ، فكانوا وبالا وكارثة على مناصبهم ومرؤوسيهم وعلى الشركات عامة . ولمساوئ الصدف والأقدار أن شركتنا القابضة لكهرباء مصر بها محدثي نعمة ، وشركات التوزيع بها محدثي نعمة .
جـ) ومن محدثي النعمة بعض القيادات في التوزيع (القناة) خاصة . من تنطبق عليهم محدثي نعمة الوظيفة والذين يعتقدون أنهم من الذكاء والكفاءة كانوا أحق من غيرهم وهم ليسوا كذلك .. بل أنهم في حالة من الضعف والبله والرعونة والتوهان والفساد الإداري الذي لا حدود له .
ونسوا أنهم وصلوا بالطبل والمزمار الذي أعل أيديهم رضًا ، وأوجع أفواههم نفخا … وكان ذلك على حساب الأكفاء الأذكياء المخلصين والشرفاء
د ) ومحدثي النعمة أو تلك القيادات لنقص الخبرة والكفاءة وسرعة الحصول على النعمة بشكل غير مشروع يتصرفون بشكل فوضوي أو سائب حسب الوصف العلمي وينطبق عليهم صفة القائد الترسلي أو القيادة الترسلية . وهو نمط قيادي يؤدي إلى هلاك وفساد إداري ومالي وخسارة فادحة .. فهو يعتبر نفسه مالك لتصرفاته … ومالك لقوانين العمل ملكية خاصة به ؛ بل ومالك للشركة أيضا ، ويتصرف بلا مسؤولية ؛ فهو ليس أهل لما هو فيه .
ومحدثي النعمة أو الفوضويون : يتركون مضطرون أو جهلا أعمالهم لغيرهم من المرؤوسين فيتحكمون في كل الأمور ، ويعتمد محدثوا النعمة كل ما يقرره المرؤوسين ، بل ويقرر ما يقرروه ويعتمده . فيعتمدون الفوضى في أسلوبهم كقاعدة .
هـ) كذلك أن هذه القيادة (محدثي النعمة) لاترغب في أن تتعلم أو تكتسب الخبرات .. فهي إما كان الحظ بجانبها فتنتظر منه المزيد ، أو أن الطبلة والمزمار هوايتها فتسير أمورها بالرضً والنفخ ، بالإضافة إلى علاقات تساعدها على تسهيل كل ماهو تجاوز وإنحراف .. ولا تتقن غير ذلك . وتكون النتيجة وبالا من عدم الضمير والفساد سواء من القاعدة (المرؤوسين) بترك الأمور لهم ، فيكونون جماعات ضغط صغيرة على الإدارات الأخرى أو يكونون لجانا وكلاهما فاسد بشكل فاحش ، وتتجمع هذه الجماعات الغير رسمية لتكوين لوبي ضغط على العدالة والنزاهة .. بل أنها تختار أنفسها في حالة من التسيب اللامسئول .. وكل هذا بسبب جهل قيادتها (محدثي النعمة) وعدم فهمها .. أو أنه تكميلا للصفات اللا مسىولة وعدم الأمانة التي ابتلى الله بها شركاتنا . فالمال السايب بيعلم ….
يتصف (محدثي النعمة) وهذا النمط من القيادة بالنمط الفوضي والذي يتصف بالآتي:
أولا : قيادة محدثي النعمة (الفوضوية) تركز نشاطها (حول الفرد المرؤوس) . فالقائد الفوضوي (محدثي النعمة) يقوم فقط بإخبار المرؤوسين (بالهدف المطلوب تحقيقه ، ثم يتركهم يفعلون ما يشاؤون دون تدخل ، سواء تعاونوا أم لم يتعاونوا ، يعملون أو لا يعملون ، فهذا شأن خاص بهم ). ولا يشترك القائد بموجب هذا الأسلوب في (تنظيم شؤون المرؤوسين ، أو التنسيق بينهم ، ولا يتدخل في أي أمر أو يوجه ، أو يفصل في أي شيء). مما تعطي تلك القيادة ( للمرؤوسين الحق في أداء الأعمال ، وفقا للأسلوب الذي يرونه أفضل) من وجهة نظرهم . ولهذا ينظر للقائد الفوضوي من ناحية وجوده في الشركة مثل عدم وجوده فيها….
ثانيا : ان القيادة تلك تترك للآخرين (الحبل على الغارب دون تدخل في شؤونهم ، ويتخلى القائد عن مسؤولياته ، ويعطي الحرية لكل فرد يتصرف حسب ما تمليه عليه أهواؤه وهكذا تختفي المسؤولية وتضطرب الأمور) ، وبسبب ذلك فالشركة تكون في حالة (فوضى وانعدام المسؤولية عندما يترك القائد للمرؤوسين حرية تصريف الأمور).
ثالثا : ان القيادة التي تستخدم هذا الأسلوب لا تؤدي في حقيقة الأمر أي عمل يذكر، ويغلب على هذا النوع من القيادة (عمومية التعليمات وعدم الاستقرار، وإهمال معظم جوانب النشاط ، اضافة إلى إضاعة الكثير من الوقت وازدواج الجهد وأيضا تضارب في الأعمال).
رابعا : هذه القيادة هي أسوأ أنواع الانماط القيادية ، لأنها تؤدي في الكثير من الأحوال الى عدم تحقيق الأهداف المراد تحقيقها ، وتدفع العاملين للتسيب الوظيفي مما يؤدي للأتكالية في العمل والتخبط وعدم القدرة على ايجاد التنسيق بين الاقسام المختلفة والنتيجة النهائية فشل أي شركة يعتمد مديرها على هذا النمط القيادي.
خامسا : حتى ان تلك القيادة ( تجدها مختلطة لا تعرف لها وضوح ولا هدف أو غاية ، لا تعرف طبيعة المهمة المنوطة بها ، أو الواجب الملقى على عاتقها ، عندها غبش واختلاط في الرؤية ، عندها تستوي الأمور، ليس عندها مهم وأهم ولا تعرف شيئا اسمه ضروري وغير ضروري ).
سادسا : هذا النمط يبرز عندما يتولى القيادة من ليس أهلا لها ، او من سمحت لهم الصدف أو التطبيل والزمر ان يكونو قادة .
سابعا وأخيرا : أن نداءنا لقيادتنا العليا والتي تعرفهم ونحن على ثقة ويقين من ذلك بأن يضعوا أيديهم على هكذا أمراض ..ولا علاج يدوم لهم إلا في بترهم وهذا علاج الأمراض المستعصية .. فعلاج الإستعصاء البتر والتعجيل بذلك ، فإذا لا قدر الله استكان وبقي على حاله فتأثيرة سيمتد إلى جميع أركان العمل لأنه معدي .. ونأمل الإسراع بالعلاج ، وتوفير الدواء والتأكد من الشفاء الكامل والتام وحتى يلج الجمل في سم الخياط ..
وفق الله قادتنا . وحمى الله مصر قيادة وشعبا .