






وليد البهنساوي
تستقطب منصة هيئة كهرباء ومياه دبي في المعرض المصاحب للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2020 في العاصمة أبوظبي، العديد من المسئولين الإماراتيين والعالميين للاطلاع على أبرز مشروعات ومبادرات الهيئة في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة والاستدامة. ومن أبرز المسؤولين الذين زاروا منصة الهيئة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي؛ وفخامة أولافور راغنار غريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا ورئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة؛ ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة؛ ومعالي ماساجوس ذو الكفلي، وزير البيئة ومصادر المياه في سنغافورة؛ والشيخ خالد بن أحمد آل حامد، رائد الأعمال الإماراتي؛ وعدد كبير من الزائرين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
استمع زوار المنصة من مسؤولي الهيئة إلى آخر التطورات في تنفيذ مراحل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً. ويعد المجمع أحد أهم مشروعات الهيئة لدعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى جعل إمارة دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي لتصل إلى 75% بحلول 2050.
وقد تم تشغيل المرحلة الأولى من المجمع بقدرة 13 ميجاوات باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية، في عام 2013. وتم افتتاح المرحلة الثانية لإنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء بتقنية الألواح الكهروضوئية في مارس 2017. ويجري تنفيذ المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تستخدم نظام التتبع الشمسي أحادي المحور لزيادة إنتاجية الطاقة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% مقارنة بالتركيبات الثابتة. وسيتم الانتهاء من جميع مشروعات المرحلة الثالثة خلال العام الجاري. وتعد المرحلة الرابعة من المجمع بقدرة 950 ميجاوات، أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل باستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم، وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات، وسيضم المشروع أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 260 متراً، ويستخدم 70,000 من المرايا العاكسة(heliostats) التي تتبع حركة الشمس، كما يتميز المشروع بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة. وسيتم تشغيل المرحلة الخامسة من المجمع، بقدرة إنتاجية قدرها 900 ميجاوات، بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، على مراحل بدءاً من الربع الثاني من عام 2021. وقد حققت الهيئة إنجازاً عالمياً بحصولها على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 1.6953 سنت أمريكي للكيلووات ساعة لهذه المرحلة.
كما اطلّع الزوار على نموذج لمشروع “الهيدروجين الأخضر” لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، ويجري تطويره بالتعاون بين كل من هيئة كهرباء ومياه دبي ومكتب “إكسبو 2020 دبي” وشركة “سيمنس” الألمانية، وذلك في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي. ويضاف هذا المشروع التجريبي، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جهود الهيئة في البحوث والتطوير في مجالات تخزين الطاقة، إضافة إلى الاستدامة التي تعد أحد موضوعات إكسبو 2020 دبي. كما يدعم المشروع جهود الهيئة للإسهام في استضافة أحد أكثر المعارض استدامة في تاريخ إكسبو، انسجاماً مع دور الهيئة بصفتها شريك الطاقة المستدامة الرسمي لإكسبو 2020 دبي. وسيسهم هذا المشروع الرائد في تطوير مفهوم الاقتصاد الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة واستكشاف الإمكانات التي توفرها تقنية إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث سيتم تخزين الهيدروجين لاستخدامه في مجالات متعددة.
واطلع الزوار كذلك على نموذج للمبنى الجديد للهيئة الذي يجري إنشاؤه في منطقة الجداف في دبي، ويحمل اسم “الشراع”، وسيكون أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومي صفري الطاقة في العالم، حيث سيساوي أو يقل إجمالي استهلاك الطاقة في المبنى عن الطاقة التي ينتجها على مدار العام. وتزيد مساحة المبنى عن مليوني قدم مربع، وسيضم 15 طابقاً إضافة إلى سرداب و4 طوابق للمواقف، بطاقة استيعابية تصل إلى 5,000 شخص، كما سيضم قاعة للمؤتمرات تسع أكثر من 500 شخص، وقاعات تدريب، ومركزاً للابتكار وقاعة للمعارض، وحضانة لأطفال الموظفات، وصالة رياضية وغير ذلك من مرافق. وسيتم تركيب ألواح شمسية كهروضوئية على سطح المبنى على مساحة تزيد عن 20,000 متر مربع، لإنتاج أكثر من 4,000 كيلووات. كما سيتضمن المبنى أكثر من 1,000 متر مربع من الألواح الكهروضوئية المدمجة. ويبلغ إجمالي الطاقة المتجددة التي سينتجها المبنى أكثر من 6,500 ميجاوات/ساعة سنوياً. ومن المتوقع أن يقل استهلاك المياه في المبنى بنسبة 50% عن المباني التقليدية، كما سيتم ربط مبنى الشراع مباشرة بمحطة مترو الجداف لتشجيع استخدام وسائل النقل العامة وتقليل الازدحام المروري والمساهمة في تقليل البصمة الكربونية. كما سيتيح المبنى استخدام تقنيات انترنت الأشياء، وتقنيات البيانات الكبيرة والمفتوحة والذكاء الاصطناعي، وأحدث وسائل إدارة المباني الذكية.
يشار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي “شريك الكفاءة” للدورة الثالثة عشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، إحدى الفعاليات الرئيسة ضمن “أسبوع أبوظبي للاستدامة وتستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في الفترة من 13 إلى 16 يناير الجاري في العاصمة أبوظبي. وتعرض الهيئة عبر منصتها (رقم 5130) في قاعة الطاقة (القاعة 5) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، أبرز مشروعاتها ومبادراتها المبتكرة في الطاقة المتجددة والنظيفة والاستدامة، إضافة إلى مشروعات قطاع الابتكار والمستقبل في الهيئة. كما يشارك ضمن منصة الهيئة المجلس الأعلى للطاقة في دبي وشركاء الهيئة والشركات التابعة لها.