لا اشك لحظة فى ان مزاج السيد وزير البترول هذه الايام ليس على ما يرام او قل ان الرجل يشعر بمرارة بالغة من سوء تصرف نال منه هو شخصيا فى ملف سيدبك فالرجل وبحسن نية طلب من اللجنة التى شكلها ان تقدم له تقريرا عن الكارثة خلال 24 ساعة وبعدها اتخذ عدة قرارات انفعالية اعتقد من وجهة نظرى ان معاونيه لم يوفقوا فى عرضها بل انها تصل الى حد خداع وزير يترأس وزارة تعمل بمعيار رئيسى فى كل المواقع وهى السلامة اولا .. فكان من نتيجة سوء التصرف والخداع ان اتخذ قرارات لاتتناسب وبشاعة الحدث والمأساة
حتى الزيارة التى قام بها الى الاسكندرية بعد الحادث مباشرة لزيارة المصابين تم ترتيبها بشكل غير نزيه لتظهر الصور الوزير وهو يزور المصابين وكأنهم يعانون من نوبة برد او دور كحة و من رتبوا للزيارة حجبوا عنه تفقد الحالات الحرجة و التى فقدنا منهم 4 حتى الان مع الدعاء الحار بان يمن المولى بالشفاء العاجل الذى لا يغادر سقما على من تبقى منهم من الاحياء الموجوعين المكلومين
فلماذا اذا شكل الوزير اللجنة الطبية برئاسة رئيس الكوميسيون الطبى بالوزارة وبعضوية عدد كبير من الاطباء من عدة مستشفيات لمتابعة مصابى سيدبك لان الرجل شعر بخطورة حالات المصابين بعد الزيارة وليس قبلها ومع سقوط اول متوف فكان هذا هو التضليل بعينه خاصة ان معظم الحالات تم نقلها الى مستشفى خاص لا تضاهى امكانياتها امكانات مستشفى جامعة الاسكندرية فى اسعاف الحالات الحرجة حيث تمتلك المستشفى وحدة حروق على اعلى مستوى
تقديرات الموقف – سامحنى معاليك – لم تكن من نصيبك هذه المرة وارجو ان تصحح الامور على وجه السرعة لان الكارثة ليست فى قدر الخسائر المالية …الكارثة الانسانية هى الاخطر و سمعة سيدبك عالميا لن تسترد بسهولة وعندما اقول تقديرات الموقف لاننى وبحسب ما يقع بين يدى من قدر من المعلومات البسيطة الموثقة اقول انها كانت عمرة لـ وابور جاز وليس مجمع ايثيلين .. فهل من المعقول ان يترك البلف للهواة يلعبون بيه هكذا وهل من المقبول ان الفلنشة الحاملة للبلف مربوطة باربع مسامير فقط وهل من المقبول ان الخواجة الالمانى الذى كان يقوم بمهمة قريبة من موقع الحادث يستشعر جهازه الخاص تسرب الغاز فينسحب على وجه السرعة ويخلى الموقع هو وطاقمه الفنى قبل الحادث بثوان معدودة ومن يقومون بالعمرة هذه لم يشعروا بالمصيبة الا بعد ان وقعت الواقعة فاين الاجهزة التى تحس بقرب الخطر فى عملية بها مخاطر جسيمة
لقد انتهت اللجنة التى امرت بتشكيلها بعد ان تيقنت سيادتك ان قرارك لم يكن فى محله .. انتهت من التحقيقات وكان اخر عملها اليوم بالتحقيق مع مسئولين كبار من مساعدى سيدبك ويتمنى الجميع الا يفلت كل مسئول من العقاب فقد شاهدنا ونشاهد وزراء ومسئولين فى بلاد اخرى يقدمون على الاستقالة بل والانتحار احيانا عندما يشعرون بمسئوليتهم عن زهق ارواح او كارثة اضرت بالمصلحة العامة .. المجاملة على حساب مصالح البلد وارواح الناس زمن ولى وانتهى ونتمنى الا يعود وهذه لحظة تاريخية لا يجب فيها المهادنة مع سرطان الاهمال او غول الفساد …