فى حياة كل انسان منا محطات حزن وآلم ومحطات سعادة وبهجة واليوم محطة مؤلمة قاسية على قلب المهندس محمد مؤنس شحات وقلوب كل من احبوا هذا الرجل ولمسوا سمو اخلاقه فقد شاهدت الرجل فى مستشفى الهرم وهو ينتظر اجراءات تصريح الدفن متماسكاً ومكسوراً يخفى دموعه على فراق ابنه احمد ولكن كيف للرجل ان يحبسها وقد فقد اعز ما يملك فى الدنيا الفانية والعزاء الوحيد فى هذه الفاجعة ان الرجل مؤمن بقضاء الله وقدره ويؤمن ان مصيرنا الى زوال هم السابقون ونحن اللاحقون و إن لم يدركنا الموت اليوم فحتما سيدركنا غداً هذه هى الحقيقة المطلقة التى لا مفر منها ، وإن كنا لم نجرب الموت فقد تجرعنا مرارته بموت الاحبة والاعزاء علي قلوبنا ونحن نُذكر وليس الهدف إثارة الحسرة في قلوب أذابها الحزن لكن نذكر أنه ليس في هذا الوجود إنسان لم يذق آلم الموت و إن لم نجربه، صحيح أن سكرات الموت أكثر ألماً لكن لا نستطيع أن ننكر أن آلم الحزن على ميت مؤلمٌ أيضاً و الموت هو أحد الاشياء المشتركة بيننا و إن أختلف الظرف والزمان والمكان ولقد قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام عند موت ابنه إبراهيم ” إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون ” فما أعظمه من أجر … أجر الصابرين … المحتسبين … ولقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز :
” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون “
رحم الله فقيد الشباب احمد مؤنس شحات والهم الاسرة الصبر والسلوان والبقاء لله دائما.. ولنأخذ من هذه الدنيا العبر فنحن غرباء فيها فاللهم احسن الخاتمة .. امين يارب العالمين ..