لاشك أن قطاع الكهرباء فى مصر من أكثر القطاعات نهوضا خلال الثلاث أعوام المنصرمة و الحقيقة التى لا جدال فيها هى أن هذا القطاع برجالاته كان و مازال و سيظل من أكثر قطاعات الدولة أنضباطا والحقيقة أيضا أن أنجازات هذا القطاع خلال الاعوام السابقة قد خففت من معاناة المواطن البسيط الذى استشعر الانجاز و لمس بنفسه نمو وأستقرار وانضباط هذا القطاع الحيوى
حقا أن دعم القيادة السياسية وفخامة الرئيس شخصيا لهذا القطاع شديدة البيان للقاصى و الدانى فقد قاد السيد الرئيس بنفسه المفاوضات الشاقة واتخذ القرارات الصعبة ليس فقط فى وقت الخوف والتحدى بل فى زمن التردد ايضا ولكن لايمكن أن ينكر الا جاحد أو مغرض أن فرسان هذا القطاع تحت قيادة المايسترو ألاستاذ الدكتور محمد شاكر قد التقطوا الخيط بمهارة وبسرعة ووضعوا الخطط وشرعوا فى التنفيذ فى زمن قياسى وبمنتهى الانضباط والجدية بل والصرامة حتى يستشعر المواطن البسيط هذا الانجاز وحتى يأمن المستثمر على توفير الطاقات المطلوبة لدوران عجلات أنتاجه
ولا يعلم الا الله و المحيطين بهذا الانجاز كيف يحمل هولاء وحتى هذه اللحظة هموم التخطيط و التنفيذ و التمويل و التدريب كيف يعمل هولاء ليلا و نهارا حتى يتغلبوا ليس فقط على مصاعب التنفيذ بل ايضا على المشاكل الناجمة عن قرارات ألاصلاح الاقتصادى الجريئة التى تحملها الجميع. والحق أنه أجد من واجبى كأحد المتخصصين فى هذا القطاع أن أوضح كيف حدثت هذة النهضة؟ فبكل تأكيد لم تكن وليد صدفة بل مخطط عبقرى لتنمية هذا القطاع فقد بدأت الخطة بالنهوض بقطاع التوليد ليس فقط من خلال محطات توليد سيمنز العملاقة بل أيضا بمحطات جنوب حلوان وغرب القاهرة والوليدية وغيرها من المحطات العملاقة التى تنتشر وتتوسع فى ربوع المحروسة فأذا بمصر وخلال أربعة سنوات تضاعف قدراتها فى مجال ألانتاج الكهرباء بأستثمارات عملاقة لم يشهد القطاع مثلها فى أى زمان
ثم كانت المرحلة الثانية فاذا بأكبر خطة للنهوض بالنقل والتوزيع والتحكم ترى النور ومن المؤكد أنه باستكمال هذه الخطة الطموحة سيصبح هذا القطاع من أكبر وانجح القطاعات ليس فقط على المستوى الاقليمى بل على المستوى الدولى. وفى نفس الوقت أطلق القطاع العنان لذراعه الانتاجية المتمثل فى شركات كبرى فنمت شركات القطاع نموا مذهلا فارتفع حجم أعمال الذراع الرئيسى للقطاع المتمثل فى شركة اجيماك العملاقة ليتخطى حاجز المليار بمعدل نمو تجاوز ثلاثة أضعاف فى ثلاثة سنوات فقط. وأنطلقت شركة الماكو المتخصصة فى صناعة المحولات الى مراحل متقدمة للغاية
هذا فضلا عن خطوات جادة للغاية فى تطوير قطاع الطاقة المتجددة و أستغلال الطاقة الشمسية وطاقات الرياح التى حبى بها الله سبحانه وتعالى أرض الكنانة. ولكى يكتمل ألانجاز فأننى أتمنى على السيد الوزير القدير ألاستاذ الدكتور محمد شاكر أن يتوج أعماله الجليلة بأستكمال معامل القطاع بخطوة تاريخية بأضافة معمل تيارات القصر SHORT CIRCUIT LAB لتصبح مصر وبحق قبلة للتطور فى هذا القطاع الحيوى ومن المؤكد أن أضافة هذا المعمل سوف ينقل صناعة الكهرباء و البحث العلمى فى هذا المجال الى أفاق أخرى وستتبؤأ مصر مكانتها اللائقة فى هذا المضمار
أعلم أن هذا المطلب ليس باليسير ولكنى أحلم ان ارى فى مصر معامل العالم ألاول الذى تنتمى اليه هذه الدولة العريقة بحضارتها الضاربة فى جذور التاريخ .