قلت له اكيد كنت تقود الدراجة وانت فى سن الشباب ضحك من قلبه كثيرا وقال نعم انا اعشق المشى وركوب الدراجات ثم توقف قائلا ” ولكن السن له احكامه” ، فضحكت وقلت له انت مازلت شابا فى بدنك وعقلك ورؤيتك وعملك وهذه حقيقة لمن يعرف الدكتور مهندس محمد شاكر أو يسمع عنه … يستيقظ مبكرا ويستمر فى عمله حتى المساء دون حتى ان يتناول حتى باكو من البسكوت الخفيف هو لدية طاقة جبارة للعمل ولديه علاقات انسانية عظيمة بمن يعمل معه .. فى مجموعته التى اسسها وتركها منذ ان تولى منصبه الوزارى علق لافتة على مدخل باب المجموعة خلف كارفور وكتب عليها بتوقيعه ” لن يتم السماح بدخول اى عامل بعد الميعاد حتى لو الدكتور شاكر نفسه ” يا نهار ابيض. !! فسألته كيف وانت صاحب المجموعة فقال يجب ان اكون قدوة للجميع وإذا لم اطبق نظام العمل على نفسى لن يلتزم به من يعملون بالمجموعة وانا لا اعمل هنا كرئيس انا بروح الفريق ويجب ان تدرك ـ يلفت انتباهى ـ ان المدير اذا جمع كل شيئ فى يده ستضيع المؤسسة اذا غاب يوما عن العمل .. المدير الناجح الذى اذا غاب شهرا عن عمله لا يتأثر العمل ثم اصطحبنى الى مكان قريب جدا من مكتبه فاذا به مسجد صمم على طراز اسلامى فريد وبه احد القاعات المزودة باجهزة الكمبيوتر المتطورة والتفت الى وقال هذه قاعة لتعليم شباب المنطقة المجاورة للمكتب فنون الانترنت و برامج الحاسوب مجانا وقد خصصت طاقم من مكتبى لهذه المهمة التى تخدم شباب المنطقة
انسان عظيم كان وسيظل الشجرة المضيئة المثمرة لبلده وانا احكى هذا اتناول الجانب الانسانى لهذا الرجل الذى عرفته عن قرب فترة طويلة من الزمن وادركت طيب اصله واخلاقه الكريمة فذات مرة قصدنى رجل فقير من ابناء بلدة مجاورة لى ومعه ابنته التى فقدت ساقيها الاثنتين اثناء عملية جراحية خاطئة وجاء الرجل الى القاهرة والى مكتبى كى ابحث له عن حل واذا بى و اشهد الله ومن غير ميعاد سابق اصطحب الفتاة الصغيرة ووالدها الى الدكتور شاكر وجلست فى القاعة الرئيسية الملحقة بمكتبه وبعد دقائق معدودة جاء الدكتور شاكر وعندما شاهد الفتاة وعلم بقصتها احتضنها واحتضن والدها و قام من مكانه وخرج إلى الحديقة المجاورة و نادى على احد المسئولين بالمجموعة وقال له افعل كل ما فى وسعك لعمل الساق الصناعى مهما تكلف الامر ثم طبطب على الفتاة وقال لها اعتبرينى مثل والدك و كتب تليفونه الخاص على ورقة واعطاها لوالدها وقال له اطلبنى فى اى وقت .. كم كانت سعادة الاسرة الصعيدية البسيطة بموقف انسان ورجل مثل الدكتور شاكر .. كم كان الاب مثأثرا بهذا الموقف النبيل …
فى عام 2005 كان المهندس احمد المغربى وزيرا للسياحة وتم دعوته من ملاك مول سيتى ستارز عبدالرحمن الشربتلى والشيخ فهد الشبكشى وتم دعوتى لتغطية الحدث واثناء تفقد الوزير للمول ومكوناته وجدت الدكتور شاكر يمشى فى الصفوف الخلفية حيث قامت مجموعته بعمل محطة محولات متطورة اسفل المبنى وقام بجميع الاعمال الكهروميكانيكية للمول التجارى بالقاهرة وكنت اسير معه وقلت له تقدم فى الصف الاول حتى تظهر فى الصورة فقال لى انا فى مكانى هذا افضل بكثير .. اعمالنا هى من تصنع قيمتنا وليست المناصب او الصور … هذه هى الحقيقة ورفض الرجل ان يتقدم الى الصف الاول
الحقيقة ان هذا الرجل ينسى فى غمار مشاغله وعمله الدؤوب صحته وكان فى رحلة الى كوريا الجنوبية اصطحب خلالها عدد من المكاتب الاستشارية وشركات الانشاءات العامة والخاصة بهدف ايجاد تحالف مشترك بين الشركات الكورية والمصرية لتنفيذ اعمال مشتركة سواء فى الشرق الاوسط او افريقيا وعندما وصل القاهرة ذهبت اليه فى مكتبه كى اعرف نتائج الزيارة ووجدت الرجل يتكأ بصعوبة على ساقه الايمن وقلت له لماذا لم تسترح قليلا فى منزلك يا دكتور قال انا اجد راحتى فى عملى فلدى 300 من العاملين هم فى رقبتى وعندما حدث ركود فى بداية الالفية لم يستغن عن واحد منهم ابدا بينما كان الوضع المالى لمكتبه فى غاية الصعوبة لم يستبعد عامل واحد ولم يقلل الاجر .. حتى من اقترضوا على المرتب اعفاهم من باقى الأقساط ..
انا هنا حاول أن أقرب الصورة إلى المواطن الذى لا يعرف شاكر .. شاكر الإنسان والخبرة الطويلة قد تكون إنسانيته تأثرت بارتفاع فواتير الكهرباء وبالمطالب العمالية التى يتصور العامل أن الرجل يتجاهلها عن قصد لكن اعتقد ان العمل فى ديوان حكومة أو وزارة يكون الحساب بالمليم والعاملون فى شركته الخاصة يشهدون بانسانيته ووقوفه معهم فى احلك ظروف مكتبه عندما كان يترأس المجموعة .. شاكر الوزير بالتأكيد لن يكون شاكر رئيس مجموعة شاكر .. الوضع هنا يختلف .. والرجل عندما جاء وزير طبق المبدأ على نفسه حيث كتب فى كل دور من أدوار الوزارة لافتة ” ممنوع التعامل مع شركة شاكر ” بل وقام بشطب كل مستحقاته لدى شركات توزيع الكهرباء نظير أعماله وقال لا اريدها
انتقل سريعا الى لفتة عالمية جعلتنى ارفع رأسى الى اعلى فأنا احب كل مصرى ينجز ولا تتخيلوا كم انا فى قمة حزنى وانا اشاهد فريق الكرة للمستعمر الانجليزى ينهار ليس حزنا على ليفربول ولكن حزنا على مكانة محمد صلاح الذى يرفع رؤوسنا عالية فى سماء العالم .. أتذكر أن وزير الطاقة الرومانى فى جلسة مباحثات عام ٢٠٠٠ مع الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء آنذاك ذكر أنه يعتز بمصر ويعتز بالكفاءات المصرية وقال يكفى أن عندكم الدكتور محمد شاكر .. لقد قدم لنا أعمالا جليلة فى رومانيا بمعايير عالمية ..فى مقال جديد ساختلف مع صديقى فى نقطتين … يضيق من الرأى الاخر ويبدو أنه يفتح الباب لشركات الأجانب على حساب مصانع البلد .. هذا اذا لم أكن على خطأ فى هذه النقطة .. شاكر الإنسان فى مقال جديد غدا .. لك منى مليون قبلة