عند عودته إلى القاهرة بسلامة الله علي السيد وزير البترول أن يفكر قليلا أن خطة نواب البرلمان فى احراجه داخل الجلسة العامة نجحت بامتياز واصبحوا بين يوم وليلة أحبابا ورفقاء مشاريع وشركاء افتتاحات وهذا لا يعنينا فى شيئ بل أننى أرى أن العلاقة الطيبة مع مجلس النواب ستنعكس على مصالح الوزارة والمصلحة العامة بشكل إيجابي وعلي مصالح الناس الذين يمثلهم هؤلاء النواب …
لكن طالما نجحت خطة النواب فلماذا لا تراجع ايضا نظرتك للصحافة والصحفيين والإعلام؟ وارى أن الملا عليه أن يصحح مسيرته مع الإعلام فالرجل منذ فترة طويلة ترك الزميل والاخ حمدى عبدالعزيز وحده هو من يتعامل وابتعد هو تماما بل إنه يتعمد فى الأساس إهانة الصحفيين بكافة الاساليب وانا على المستوى الشخصى ووفقا لسياسة الموقع نقدر الجهد والانجاز بقطاع البترول حق تقديره ونعطى الوزير أكثر من حقه وإذا وجب التصحيح لأى منشور نفعلها بدون تردد فى إطار التزامنا بمعايير العمل الصحفى وتقديرنا لدور الرجل فى النهوض بهذا القطاع وهذه حقيقة لا ينكرها الا كل سيئ وغير منصف وفاشل …
وعلى المستوى الشخصى أنا لى مواقف مع وزراء البترول ربما مدرسة وزراء البترول الواحدة التى لا تتغير مع الزمن لا تتقبل فكرة النقد حتى البناء منه ولا تعير اى صحفى محترم و له مواقف تقدر على مدى تاريخ الصحافة أية بوادر اهتمام .. الوزير سامح فهمى لم يكن يطيق العبد لله وكان يتصل بالمهندس صلاح دياب كى يوقف كتاباتى داخل جريدة المصرى اليوم ومنعى من الكتابة عن تقارير الجهات الرقابية عندما كنت اعمل بها وهى أسوأ فترة قضيتها فى الصحافة لاننى رأيت من وجهة نظرى انه ليس شرفا لى أن اتعامل مع جريدة أمريكية التوجه و كانت أول معركة لى مع هذا القطاع عام 94 عندما كان فكرى مصطفى مديرا لمكتب المرحوم حمدى البنبى وزير البترول عندما كلفتنى جريدة الشعب المعارضة وقتها بتغطية اخبار الوزارة و عندما حطت قدماي عند باب مكتب مصطفى فى مبنى الوزارة القديم فإذا بى أرى وزيرا وليس سكرتيرا يتعامل بعجرفة و عندما طلبت منه الدخول للدكتور حمدى البنبى رفض بشدة وقال لن تدخل الا بميعاد وكان الوزير يجلس فى مكتبه بمفرده ولا توجد حركة داخل الوزارة ولكنى انا الصحفى العنيد لا اقبل الهزيمة ابدا و قلت له سادخل … كل ما عليك أن تبلغ الوزير بوجودى ودخلت الاستراحة المجاورة ونظر إلى ” سمير” الساعى نظرة تجاهل لانه سمع ما دار بينى وبين فكرى مصطفى وبعد 5 دقائق بالتمام و الكمال جاء مصطفى مسرعا إلى ووجهه يطل من البهجة حيث كنت اجلس وقال لى بالحرف ” عادل بيه .. اشرب قهوتك وهتدخل للوزير ” وفجأة وجدت الساعى سمير والإبتسامة تكسو وجه _ سبحان مغير الاحوال _ يلح عليا فى شرب القهوة ودخلت للوزير و احتسيت أكثر من كوبا للعصير .. وقلت للدكتور حمدى البنبى العظيم رحمة الله عليه يقال إن فكرى مصطفى وزيرا داخل الوزارة فاحمر وجه الوزير وقال لى من يرددون هذه الاكاذيب قيادات اعرفها جيدا من هيئة البترول ولعلمك انا لا اغضب من أية صحيفة تنتقدنى والذى يغضب هى زوجتى _ رحمها الله _ فغادرت مكتبه بعد ثلث ساعة وابتسم لى السيد السكرتير وهو يودعنى وانا ايضا ابتسمت على قدر احساسى . هذه الواقعة يشهد عليٌ زميلى الاستاذ احمد شفيق وكان مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط آنذاك
وجاء عبدالله غراب وزيرا للبترول وهذا الرجل عندما كان رئيسا للمكتب الفنى بالوزارة كان صديقا وعندما جاء وزيرا بالصدفة لأن المهندس هانى ضاحى هو الذى رفض الوزارة بعد مقابلته عصام شرف رئيس الوزراء آنذاك حيث الح عليه شرف ولكن ضاحى قال له بالحرف ” انا اتحمل المسئولية ولكن لا استطيع تحمل الإهانة ” فى إشارة إلى الانفلات الأخلاقي الذى ظهر عقب أحداث 25 يناير .. فوزير الصدفة هذا لم أقابله مرة فى مكتبه لسبب بسيط أن دياب مارس نفس الضغط وأنه استمع لكلامه جيدا وعدت اسال ما سر قوة دياب على قطاع البترول ؟!
أن الدائرة تدور وانت فى مكانك اليوم لا تنتظر ولا تحلم أن تجلس على نفس الكرسى غدا فاترك بصمة يتذكرك الناس بها حينما يجدونك تمشى فى الشارع بجوارهم زى اى انسان عادى .. وسيأتى هذا اليوم لامحالة وربما قريبا !