أكد المهندس محمد المصرى رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية” ايجاس” علي أهمية الدور الذى تلعبه الشركة في تنظيم جميع أنشطة الغاز الطبيعى في مصر بدءا من عمليات البحث والاستكشاف وانتهاءً بتوصيل الغاز الطبيعى وقال المصرى خلال جلسة امس على هامش مؤتمر ايجبس 2017 أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة فى إنتاج الغاز وصلت الي ستة مليارات قدم مكعب يوميا وذلك بعد أن عانت البلاد لفترة من تراجع معدلات الإنتاج إلا أنه بعزم وجهد رجال قطاع البترول وفى ظل الاستقرار السياسى والأمني عادت الأمور إلى طبيعتها مما شجع الشركاء الأجانب مثل أينى وبي بي واديسون علي ضخ المزيد من الاستثمارات في سوق الغاز والبترول المصرى ويسعى قطاع البترول الي تحقيق الاكتفاء الذاتى بنهاية 2018 بعد دخول 6 مشروعات كبرى علي خريطة الإنتاج منها حقول ظهر واتول وشمال الإسكندرية مشيرا أن تطبيق أحدث تقنيات البحث السيزمى ثلاثى الأبعاد أدت إلى الوصول لنتائج إيجابية وهو ما حدث بحقل شمال نوروس التابع لشركة اينى والذى وصل إنتاجه الي 870 مليون متر مكعب لافتا أن مرونة قطاع البترول في تعديل شروط الاتفاقيات وعمليات إعادة تسعير الغاز ساهمت في تحقيق اكتشافات جديدة خاصة في مناطق المياه العميقة مثل منطقة غرب دلتا النيل التى أضافت 6 مليارات متر مكعب إلى خطة الانتاج.مؤكدا أن موقع مصر المتميز و الانتعاشة في مجال إنتاج البترول والغاز فضلا عن وجود بنية تحتية هائلة عوامل تساهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي للدولة بأكملها وهو تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة.
جاء ذلك فى الحلقة نقاشية لقادة صناعة البترول و الغاز بعنوان “شمال أفريقيا تتطلع لتصبح مركزا اقليميا لعمليات الاستكشاف والإنتاج في المستقبل ” بحضور المهندس محمد المصرى رئيس ايجاس وجيمس هاوس نائب رئيس شركة اباتشى و زامرى جوسه نائب رئيس شركة بتروناس الماليزية و جان كاهزوك رئيس شركة سب سي حول كيفية خلق بيئة عمل اكثر ملائمة تعمل على تحرير سوق الطاقة فى المنطقة وتأمين امدادات الطاقة لتتماشى مع معدلات التنمية وتعزيز سبل التعاون وجذب المزيد من الاستثمارات لمواجهة التحديات التى تواجه صناعة البترول و الغاز فضلا عن كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من امكانيات المنطقة فى مجال البحث و الاستكشاف و الانتاج بهدف احداث طفرة هائلة لإرساء قواعد صناعة بترولية فى منطقة شمال افريقيا وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الحوكمة و تأمين امدادات الطاقة فى محاولة للإسراع بعمليات الإنتاج فى الحقول الموجودة فعليا وتحفيز الاستكشاف والتطوير فى الحقول الجديدة من خلال طرح المزيد من المزايدات و اعادة هيكلة منظومة الدعم وسداد المستحقات المالية وتعديل آليات السداد كما يتم تسليط الضوء على عقود الطاقة و سياسات التغيير و تعديل شروط الاتفاقيات
وفى حلقة نقاشية تالية لقادة صناعة البترول و الغاز كاتت تحت عنوان ” السعي لتحقيق التنمية المستدامة في شمال أفريقيا من خلال تنمية الحقول و صناعات التكرير و البتروكيماويات و تسويق وتوزيع المنتجات البتروليه المكررة” بحضور المهندس محمد سعفان رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات و مومار ناجور مدير التسويق بشركة توتال و باسيل الباز رئيس شركة كاربون هولدنج و نبيل بوريسيلى مدير تسويق شركة الكويت للبترول واستعرضت كيفية وصول انتاج البترول و الغاز فى افريقيا للمعدلات العالمية فضلا عن زيادة قدرات معامل التكرير لتتمكن من سد احتياجات السوق المحلية بل والاستعداد لمتطلبات التصدير الدولية في المستقبل والتأكد من مطابقة معامل التكرير فى مصر مع مواصفات ومعايير المنتجات الوقود الدولية وتطبيق الاستراتيجيات العالمية لشراكة الشركات الاجنبية و الوطنية فى مجال تنمية الحقول من خلال التكامل فى مشروعات بترولية هائلة بدءا من الاستثمار المبدئى و طرح افضل نماذج التعاون انتهاءا بالطرق الاستراتيجية لتسويق توزيع المنتجات البترولية على مستوى عالمى فى اطار دمج سلسلة القيمة المضافة بالتوازى مع تطوير وتجديد مصانع البتروكيماويات بهدف زيادة القيمة مضافة للعمليات من المواد الخام.
و شهد المؤتمر امس لقاء فنى على مستوى خبراء الاقتصاد فى صناعة البترول و الغاز بحضور سبنسر دال كبير الاقتصاديين بشركة بى بى وويم توماس مستشار الطاقة بشركة شل حول “توقعات اسعار البترول والغاز وسيناريوهات مستقبل الطاقة” وفى هذا اللقاء استعرض الحضور التوقعات العالمية لسوق البترول و الغاز من حيث امدادات الطاقة والتأثيرات الجيولوجية و السياسية فضلا عن قواعد العرض والطلب وكيف ساهمت تطورات منظمة الاوبك فى تدعيم هذا السوق مؤخرا إلى جانب توجهات الصناعة فى الاقتصاد الكلى واستراتيجيات الاستثمار فى ظل اسعار البترول الحالية مع توضيح بإعادة التعريف بصناعة البترول و الغاز وتوقعات بحدوث تغييرات فى قواعدها في 5-10 سنوات القادمة واعطى المستشارين اهمية قصوى للتكنولوجيا والقيادة والتفكير الابتكارى لمواجهة التحديات المستقبلية والاستفادة من الفرص الواعدة فى ظل الحاجة إلى التكيف المستمر واعتماد استراتيجيات تلائم الواقع الجديد .
وفى حلقة نقاشية فنية بعنوان “التطلع إلى زيادة التكامل فى صناعة البترول حضرها الجيولوجى محمد الشيخ نائب رئيس ايجاس للاتفاقيات والاستكشاف وفريدريكو جاستيس مدير العمليات بشركة ويذرفورد و كاثرين ماكريجر رئيس وصف الخزانات الارضية بشركة شلمبرجير وايريك كار نائب رئيس شركة هاليبرتون لمناقشة سبل التعاون فى الابحاث وتكنولوجيا الصناعة ومتطلبات التكامل الصناعى. كما تم استعراض الانشطة والتوجهات التى تزيد من معدلات التنمية فى 2017 و كيف يتمكن رجال الصناعة من استخدام ادوات البحث والابتكار والتكنولوجيا الحديثة كعناصر هامة تندمج فى فلسفة الادارة و ثقافة الشركات كما يتم مناقشة احدث التكنولوجيات المستخدمة فى مجال البترول و الغاز خلال الخمس او العشر سنوات القادمة مع التعرض للتحديات التى تواجه الصناعة خلال عشر او عشرون عاما من الان.
ومن جانبه أكد الجيولوجي محمد الشيخ نائب رئيس شركة ايجاس للاتفاقيات والاستكشاف على أهمية انعقاد مؤتمر ايجبس 2017 في مصر في هذا التوقيت مما يساهم في تبادل الآراء والرؤى وتحقيق التكامل بين الشركات العاملة في مجال البترول والغاز ونظرا لأهمية الطاقة كعنصر هام من عناصر تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإن تنمية موارد مصر من البترول والغاز يعد من أولويات أستراتيجية تحقيق التنمية المستدامة فبالرغم من الظروف والتحديات التى شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية فقد نجحت مصر في تحقيق أكبر كشف غاز بمنطقة شرق البحر المتوسط “حقل ظهر ” والذى سيبدأ إنتاجه أواخر 2017 مؤكدا استمرار قطاع البترول فى تنفيذ برنامج عمل طموح يهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات خلال السنوات القادمة وذلك من خلال تكثيف طرح المزايدات العالمية وزيادة عدد الاتفاقيات البترولية والتى تعد حجر الأساس فى تحقيق اكتشافات جديدة ودعم احتياطات وإنتاج مصر من البترول والغاز لافتا أن استراتيجية ايجاس خلال الخمس أعوام القادمة تهدف إلى تكثيف عمليات البحث بمنطقة البحر المتوسط حيث تغطى الاتفاقيات التى أبرمتها ايجاس حوالى 6000 كم مربع والتى تمثل 30% من اجمالي مناطق الامتياز
.
بينما تناولت حلقة نقاشية اخيرة تحت عنوان ” مشروع تحديث و تطوير قطاع البترول ” فكره المشروع ومراحل تطويره الفرص الذى يوفرها للمستثمرين والشركات العالمية التي تتطلع إلى القيام بإستثمارات طويلة الأجل في مصر فمن جانبه اكد المهندس طارق الملا وزير البترول أن قطاع البترول يظل من أهم قطاعات الدوله لما يوفره من امدادات الطاقة للسوق المصرى والمشروعات التنموية العملاقة التى تعد دعما رئيسيا للاقتصاد الوطنى وخطط التنمية وهو ما يتطلب ضرورة تطويره وتحديثه باستمرار ومن هنا بدأت فكره مشروع تحديث وتطوير قطاع البترول وفق رؤية مستقبلية طموح ترتبط ارتباطا وثيقا بالتوجه الحالي لتنمية مصر لافتا أن هذا المشروع محدد الآليات والمسؤوليات وبرامج التنفيذ فهو يتضمن 6 محاور رئيسية تهدف لزيادة الإنتاج من البترول والغاز الطبيعى وجذب الاستثمارات الجديدة لاكتشاف المزيد من مكامن الثروات الطبيعية وإعادة هيكلة القطاع وزيادة نشاط التكرير والبتروكيماويات والتحول لمركز إقليمي للطاقة ورفع كفاءة العاملين من خلال تحسين منظومة إدارة الموارد البشرية لافتا أن هذا المشروع موجه لكل العاملين بالقطاع وخاصة الشباب فلابد من مشاركتهم البناءة برؤاهم وأفكارهم ومقترحاتهم لأنه يصب في النهاية في رفعة قطاع البترول ليستمر القطاع كداعم لمصر