رغم خلافى مع بعض سياسات وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الا اننى لا أنكر أن وزارة الكهرباء ساندت الشركات المحلية خلال السنوات الثمانية الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل من دعم الرئيس السيسى اللامحدود لهذه الشركات سواء بالتشريعات أو التوجيهات المستمرة إلى احتضان الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والمهندس أسامة عسران والمهندس جابر دسوقى لهذه الشركات وفتح الباب واسعا لهم للمشاركة فى خطة بناء القطاع الذى كان قد تمزق وانهار ولم يجد من ينقذه الا السيسى ومن ينكر من هذه الشركات ذلك فهو جاحد بامتياز ..اتذكر عندما كانت الوزارة تدعونا لحفل افتتاح محطة محولات كيف كانت الشركات تستعد لهذا الحفل الكبير وكيف كنا نحن الصحفيين نرى ذلك إنجازا عظيما .. الان انا اضحك وانا ارى محطات محولات عملاقة تقام وتنفذ ويطلق عليها الجهد دون أن يشعر بها أحد وأتذكر أننا ذهبنا فى احتفالية الى الإسماعيلية عندما تم مد كابل أسفل قناة السويس من خلال أحد الشركات الوطنية التى صنعت ونفذت ذلك المشروع ذاتيا
مشاريع قطاع الكهرباء التى قامت بها الوزارة فتحت الباب أمام آلاف الشركات سواء شركات التصنيع أو التوريد أو المقاولات واستفادت هذه الشركات استفادة مالية كبيرة إضافة إلى أن هذه الشركات تمكنت بفضل الطفرة المالية التى حققتها فى ذروة المشروعات أن تطور من ادائها وتفتح الباب أمام الآلاف من شباب مصر لفرص العيش الكريم كما استطاعت أن تطور من صناعة المهمات وتنطلق بها إلى خارج البلاد لتوسع حصصها التصديرية إلى افريقيا ودول الخليج كما استطاعت هذه الشركات أن تقيم مشاريع عملاقة خارج مصر بفضل سابقة الخبرة التى حققتها فى بلدها
حدثت طفرة كبيرة فى منظومة قطاع الكهرباء سواء فى مشروعات الإنتاج والنقل والتوزيع وفى النقل بالذات اغتنت شركات كثيرة وحققت المليارات من المكاسب وتأسست شركات جديدة وتطورت شركات لم نكن نسمع عنها فى سوق مهمات الكهرباء أو المقاولات
القطاع الان يمر بظروف صعبة جدا بسبب سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأمر الذى تسبب فى زيادة أعباء القروض وخدمة الدين وكذلك ارتفاع أجور العاملين لمواجهة غلاء المعيشة وهو القطاع الوحيد الذى يعتمد على نفسه ويصرف على المشروعات من موارده الذاتية دون أى دعم مالى من الدولة إلا للمشروعات القومية فقط لكننى اعتبر أن ما قامت به وزارة الكهرباء من تحقيق طفرة فى الإنتاج وتحديث وتطوير وتوسيع الشبكة القومية لنقل الكهرباء والخطة العاجلة فى قطاع التوزيع والاحلال والتجديد المستمر للشبكة المتهالكة .. كلها كانت مشروعات قومية فتحت الباب لانطلاقة كبيرة للشركات الوطنية سواء كما ذكرت المصنعة للمهمات أو المنفذة أو الموردة
الآن كما قلت إن شركات قطاع الكهرباء تمر بأزمة مثلها مثل باقى قطاعات الدولة متأثرة بأزمة روسيا وأوكرانيا وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق مما أثر على ميزانية هذه الشركات التى حققت خسائر خلال العام المالى المنتهى الذى سيناقش خلال أيام قليلة
واقولها بأمانة الشركات التى تنكر فضل قطاع الكهرباء عليها يجب أن تراجع نفسها جيدا كيف كانت وكيف اصبحت الآن .. لذلك من الواجب على الجميع أن يسند القطاع فى فترات الضيق لان القطاع فتح باب الخير لهم وقت الازدهار ولا يجب أن يتخلوا عنه بحجة أن المشروعات تحقق خسائر .. وعندما كانت المشروعات تحقق أرباحا كبيرة وكبيرة جدا كنتم تتسابقون على باب الوزارة و لكم فى شركة نقل الكهرباء قصصا وروايات وحكايات
استقيموا يرحمكم الله واعلموا أن الانفراجة تأتى بعد الضيق ولا احد يستطيع أن ينكر دوركم او معاناتكم بسبب الاسعار العالمية التى ارتفعت بشكل خطير و نعلم ذلك لكننا فى مركب واحد و البلد لنا ونحن للبلد !