الطاقة النووية سلاح ذو حدين فهي ممكن استخدامها كسلاح مدمر يقضي علي الاخضر واليابس او استخدامها في الاغراض السلمية كانتاج الكهرباء وتحلية المياه وإنتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج المرضي وايضاوالوقود النووي المستخدم في بعض انواع الغواصات والسفن الضخمة ايضا.
وفي مجال الزراعة مثل القضاء علي الحشرات الضارة ولكل هذه الاسباب السابقة اهتمت الدولة المصرية بالدخول بكل قوة عصر الطاقة النووية وكانت البداية عام 1955 حيث قام الزعيم جمال عبد الناصر بتشكيل لجنة الطاقة الذرية وكان دور هذه اللجنة اتخاذ الاليات وكل الوسائل المتاحة لبناء مفاعل نووي مصري.
وفي نفس العام تم توقيع اتفاق ثنائي مع الاتحاد السوفيتي للتعاون في مجال الطاقة النووية.
وفي عام 1957 انضمت مصر كعضو مؤسس في الوكالة الدولية للطاقة النوويه وهو وكاله تابعه للامم المتحدة وتقوم بمساعدة الدول في تعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وفي عام 1958 تم توريد مفاعل نووي من الاتحاد السوفييتي وتم تركيبه بمدينة انشاص بمحافظة الشرقية وكان مخصص للاغراض البحثية والتعليمية ويعتبر اول مفاعل نووي في مصر وافريقيا والشرق الأوسط وقامت الدوله المصرية باتخاذ عدد من الاجراءات نحو إنشاء مفاعل نووي في مصر
إنشاء قسم للهندسه النووية بكليه الهندسة جامعه الاسكندرية وذلك لتخريج مهندسين ليكونوا نواه للعمل بالمفاعل النووي المصري .
في عام 1964 تم اتخاذ كافة الاجراءات والمتطلبات اللازمة لانشاء مفاعل نووي بسيدي كرير بالساحل الشمالي وتم طرح مناقصة عالميه للبدء في المشروع ولكن تاتي حرب 1967 ولظروف الحرب وتفرغ جميع اجهزة الدوله لاستعادة سيناء وازالة اثار النكسة توقف المشروع تماما.
وبعد انتصار حرب اكتوبر 1973 تم اعادة التفكير في انشاء مفاعل الطاقة النووية وتم الاتفاق مع الولايات المتحدة لبناء المفاعل النووي المصري ولكن كان يوجد شروط مجحفة تنتقص من السيادة المصرية فتوقف المشروع للمره الثانية.
ومع تولي الرئيس محمد حسني مبارك الحكم تم تجديد كافه الدراسات والاشتراطات اللازمة لانشاء المفاعل النووي وتم عمل مناقصة لانشاء المفاعل النووي وكان المخطط بدء التنفيذ عام 1986 ولكن جاءت حادثة تشرنوبيل وحدوث تسرب اشعاعي ادي الي وفاة ما لا يقل عن عشره الاف شخص بالاضافة الي الاثار السلبية علي صحة المواطنين علي المدي الطويل ونتيجه لهذا كله اصبح الرأى العام غير متقبل تماما فكره انشاء المفاعل النووي وتوقف المشروع للمرة الثالثة وفي عام 1998 وبحضور الرئيس محمد حسني مبارك و الرئيس الارجنتيني كارلوس منعم افتتاح المفاعل النووي الثاني بانشاص وهو مفاعل مخصص للابحاث السلمية في الطاقة النوويهدة وايضا انتاج النظائر المشعة.
وفي عام 2006 اصدر الرئيس محمد حسني مبارك قرارا بانشاء المفاعل النووي المصري وبعد صراع وشد وحذب مع بعض رجال الاعمال الغير وطنيين الراغبين في استغلال ارض الضبعة لاقامة منتجعات سياحية واخيرا تم طرح مناقصة انشاء المفاعل النووي وكان من المنتظر بدايه العمل يناير 2011 وجاءت أحداث يناير ليتوقف المشروع للمرة الرابعة.
ومع تولي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم 2014 اخذ علي عاتقه دخول مصر عصر الطاقة النووية و بناء المفاعل النووي المصري بمنتهي الجدية و القوة والحزم وقام باتخاذ عدد من الخطوات منها
تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحه المصرية لاعاده تاهيل ارض الضبعة وبناء سور جديد بعد هدم السور واقتحام العناصر الاجرامية لموقع المحطة وهدم جميع المباني والاستيلاء علي جميع الاجهزة الخاصة بالمعامل و الارصاد الجوية وشبكه الزلازل وذلك خلال فتره الانفلات الامني عام 2011
إنشاء مدينة الضبعة السكنية لتعويض قاطني المساكن التي اقيمت علي ارض المفاعل خلال فتره الانفلات الامني . عمل حوار مجتمعي مع اهالي مرسي مطروح لبيان اهمية المفاعل النووي وليس له اي خطوره عليهم وانه سيكون فاتحة خير علي مصر وكمان توفير فرص عمل لابناء مرسي مطروح
إنشاء مدرسة الضبعة النووية عام 2016 لتخريج كوادر فنية مؤهلة للعمل بالمفاعل النووي وتقوم بقبول الطلاب الحاصلين علي الشهادة الاعدادية ومدة الدراسه خمس سنوات
تقوم الدولة بايفاد مهندسين الي روسيا للتدريب علي نفس المفاعل النووي الذي يتم انشائه في مصر.
إنشاء ميناء الضبعة لاستقبال السفن القادمة من روسيا تحمل اجزاء المفاعل النووي.
ويعتبر يوم التاسع عشر من نوفمبر عام 2015 يوم تاريخي في حياه المصريين وفي حضور سياده الرئيس عبد الفتاح السيسي توقيع عقد انشاء المفاعل النووي بالضبعة مع شركه روس اتوم الروسية واطلاق اشاره البدء في تنفيذ المشروع وتم اعتبار يوم 19 نوفمبر هو عيد سنوي للطاقة النووية في مصر.
وتعهدت روسيا بتقديم كافة التسهيلات المالية اللازمة لانشاء المشروع بتقديم قرض مالي ميسر جدا ولا يتم بدء سداد القرض الا بعد الانتهاء من بناء المفاعل ودخوله الخدمة ويتم السداد علي مدار عشرين عاما.
وفي زيارة تاريخية لمصر قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفي موتمر صحفي عالمي يوم الاثنين الموافق 11 ديسمبر 2017 وبحضور سياده الرئيس عبد الفتاح السيسي تم التوقيع علي اتفاق بين الرئيسين المصري والروسي لبدء العمل في المفاعل النووي
وفي عام 2019 تم اصدار اذن قبول اختيار موقع الضبعة وصلاحيته لاقامة مفاعل نووي من قبل هيئه الرقابة النووية والاشعاعية المصرية كما تم منح اذن انشاء المفاعل النووي الاول.
مواصفات المفاعل النووي المصري بالضبعة
وفي نوفمبر 2017 اقامت شركه روس اتوم ROS ATOM وهي الشركه المكلفة ببناء المفاعل النووي المصري اسبوع الطاقة النوويه بكلية الهندسه جامعة الاسكندرية و في لقاء جمعني بالسيد الكسندر فورنوكوف مدير عام شركة روس اتوم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحدث فيه عن مواصفات المفاعل النووي المصري محطه الطاقة النوويه بالضبعة تتكون من اربع مفاعلات نووية قدره كل محول 1200 ميجاوات بقدره اجمالية 4800 ميجاوات المفاعلات من الجيل الثالث طراز -1200 VVER وهو نفس طراز المفاعلات الموجوده بروسيا مؤمن ضد الحوادث الضخمه كاصطدام طائرة بوينج وزن 400 طن مزود بشبكه تحكم كامله مؤهلة للتعامل مع كافه الاحتمالات والاخطاء البشرية لايقاف المفاعل في حاله حدوث خطا مزود باجهزة لسحب اي تسرب اشعاعى في حالة حدوث خلل بالمفاعل محاط بطبقة فولاذية تمنع خروج أي تسرب اشعاعي.
وجود حفرة عمیقة اسفل جسم المفاعل وفي حالة حدوث خلل كبير بالمفاعل يتم دفن جسم المفاعل بالارض
ويبقي التساؤل لماذا تبني مصر مفاعل نووي رغم وجود فائض في انتاج الطاقه ؟
اولا : وجود مفاعل نووي مصر يغطي لمصر وجود استراتيجي في المنطقه ويزيد من الدور الإقليمي لمصر ومن العيب جدا ان تسبقنا دول اقل من مصر في المكانة والاهمية و يكون لديها مفاعل نووي .. هذا بالنسبه للجانب السياسي.
ثانيا : محطات انتاح الكهرباء في مصر تتنوع من محطات دوره مركبة (بخارية – حرارية ) ومحطات طاقة شمسية ومحطات طاقه رياح ومحطات كهرومائية ولكي تصنف انك دوله رائدة في انتاج الكهرباء وللحصول علي شبكة كهربية مستقرة ومتزنة وقادرة علي مواجهة جميع الاحتمالات لابد من الاستفادة من جميع مصادر الطاقة لإنتاج الكهرباء.
وفي النهايه اود الي ان اشير الي انه علي مر العصور مصر زاخرة بعدد كبير من العلماء في الطاقة النووية واحتاج الي صفحات وصفحات ولكن هنا ساسرد بعض العلماء المصريين البارزين في الطاقة النووية.
سميره موسي أول عالمه ذرة مصرية وعربية ولقبت بميس كوري الشرق حيث وولدت في مارس 1917 بمحافظة الغربيه وكانت الاولي علي التوجيهية (الثانوية العامة الان) واختارت الالتحاق بكليه العلوم رغم مجموعها الكبير وحصلت على بكالوريوس العلوم وكانت الاولي علي دفعتها وحصل اعتراض كبير من جانب الادارة الانجليزية حينذاك ولكن استاذها العالم الكبير الدكتور مصطفي مشرفة اصر علي تعيينها وبالفعل تم تعيينها وكانت اول امرأة معيدة بالجامعة المصرية ثم حصلت علي شهادة الماجستير.
ثم تلقت دعوة من الولايات المتحده الامريكية وواصلت ابحاثها في مجال الطاقة الذريه ووصلت لنتائج متقدمة جدا وقبل رجوعها الي مصر تعرضت الي حادث سير مروع وقيل انه حادث مدبر وتوفيت بتاريخ 17 اغسطس 1952.
. يحيي المشد هو واحد من ابرز علماء الذره في العالم ومن ضمن عشرة علماء في تصميم المفاعلات النووية علي مستوي العالم وولد المشد في يناير 1932 بمدينة بنها بمحافظة القليوبيه وحصل علي بكالوريوس الهندسة قسم كهرباء جامعه الاسكندرية وحصل علي الدكتوراه في هندسه المفاعلات النوويه من الاتحاد السوفيتي وعاد الي مصر وانضم هيئه الطاقة النوويه المصريه واصبح رئيسا لقسم الهندسة النوويه بهندسة الاسكندريه عام 1978 واستطاع المشد نشر اكثر من خمسين بحثا علميا متخصصا عن تصميم المفاعلات النووية.
اختاره الرئيس العراقي صدام حسين مديرا لمشروع التسليح العراقي وكان المشرف علي تصميم المفاعل النووي العراقي وسافر الي فرنسا لاستلام شحنات اليورانيوم وتعرض لجريمه اغتيال في يونيو 1980 وعثر علي جثمان الدكتور يحيي المشد بفندق المريديان بباريس مهشم الراس وقيدت السلطات الفرنسية الحادث ضد مجهول وقيل انه حادث مدبر.