في ظاهرة الدخلاء علي الصحافة والمشوهين لصورة بلاط صاحبة الجلالة يجب وضع حد لكل المسيئين ممن اعتقد ان غالبيتهم ليس لديهم القدرة حتي على تحرير خبر او كتابة سطرا من مقالة دون أن تجدها مليئة بالاخطاء الاملائية والسطحية الفكرية.
التطاول والهجوم مؤخرا السبب الرئيسي في تسليط الضوء علي هذه الظاهرة التي تنسب للصحفيين
وما دعاني لتسليط الضوء علي هذه الظاهرة هي الغيرة علي مهنتي التي امتهنها منذ اكثر من ثلاثة عقود وبلغت هذه الغيرة اوجها عندما قرأت تصريحات لنقيب المهن التمثيلية تتشابه مع سطحية الدخلاء علي الصحافة حيث صرح انه تواصل مع نقيب الصحفيين لوضع حل لأزمة التصوير في الجنازات.. انتابي شعور ممزوج بالضحك مع الاستنكار وما وصلت اليه النقابة والتصق بها الكثيرون.
التصاق هذه التهمة بالصحفيين بعيد كل البعد عن الحقيقة
وهنا اردت فقط أن أوضح بعض الأمور للاخ النقيب أن كان لا يعلم فأين الصحافة في تغطية اخبار الجنازات ونجوم الفن وما الذي يقدمه هؤلاء بالأساس للمجتمع وخدمة الناس حتي تتهافت عليهم الجماعة الصحفية .
و للعلم ان اخباركم لا تهم اي عضو في جماعة الصحفيين اقسم لك علي هذا عن علم وما دعاك تقول ذلك الا انك شاهدت جماعة من الناس ومعهم كاميرات توهمت ان هذه هي الصحافة.
فقانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018 نص في مادته الرابعة علي الالتزام بميثاق الشرف المهني وفي مادته الثانية عشر منح الحق للصحفي في حضور المؤتمرات والجلسات العامة واجراء اللقاءات مع المواطنين والتصوير في الاماكن العامة غير المحظور تصويرها وفي الفصل الثالث الزم القانون الصحفي بالالتزام بالأداء المهني والقيم وجموع الصحفيين يعرفون ذلك بل نابع في وجدانهم تلك المبادئ وهذه القيم.
دعني اخبرك اولا ان هؤلاء ممن تقصدهم ليسوا بصحفيين بل ما يسموا رواد مواقع التواصل الاجتماعي او الدخلاء علي المهنة غير مقيدين بالنقابة ولن يفلحوا في ذلك نظرا لرداءة المحتوي وسطحية الفكر كما قلت لان النقابة لا تمنح عضويتها لمن يتسكع هنا وهناك او يأتي بأخبار لا تساوي ثمن الورق الذى كتبت عليه بل لا قيمة لها بالكلية.
فما الذى تضفيه اخباركم او جنائزكم حتي تشغل الدنيا ويتهافت عليها الناس خاصة وأنها شئ اعتيادي لا يعد حدثا او خبرا يستدعي ذلك هذا للتوضيح حتي نضع الأمور في موضعها الصحيح ونرد علي اولئك ممن يتوهمون أنهم ذو قيمة تضفي أهمية وهم بالأصل لا قيمة لهم.
الإلتزام بميثاق الشرف المهني هو الأصل والبعد عن التدليس والاختلاق أهم الواجبات
لننتقل بعد ذلك الي أزمة الصحافة نفسها وما أحدثه الدخلاء وقد رحبنا بولادة وسائل إعلام جديدة وهنأنا انطلاق المواقع الإخبارية المتخصصة وغير المتخصصة ايمانا بمبدأ المنافسة الشريفة التي دائما نري انها الوسيلة الأفضل لجودة الأداء والمحتوى معا.
بيد أن مهنـة الصحافة كثيرا ما يخالطها هوي النفس لذا وجب القول ان من أبرز قواعدها وثوابتها الراسخة البعد عن التدليس او الاختلاق.
كما أن الصحافة بسلطتها حلم يتهافت الكثيرون للوصول اليه ويحلمون به وهم يتناسون انها تحتاج الى صحفي يجيد صنعة الكلمة قوي الملاحظة سريع البديهية ضليع بأمور المجتمع والسياسة والفكر غير انك تجده في النهاية يطالعنا باخبار ما هي الا إعلان لافلاس القلم مع الحال.
هل الصحافة جعلت لتشويه سمعة الناس والدخول فى منطقة الأعراض ومحاولة احداث ارتباك فى قطاعات الدولة التنموية التى تقود قاطرة التنمية والتلاسن بالالفاظ ومحاولة الوقيعة عبر صفحات مجهولة لا يعرف صاحبها ومن الواجب البحث عن هؤلاء واكتشاف حقيقتهم وتقديمهم للعدالة جزاء ما يقترفونه من افتراءات وابتزاز فالقوانين المعمول بها واداب المهنة تعطي الحق للصحفي ان يكون مستقلا في أداء عمله لا سلطان عليه قي ذلك لغير القانون من جهة وتجرم الخوض في الاعراض والابتزاز علي الجانب الآخر.
أن هؤلاء ظهروا كالجراد فى الارض فى وقت تمر به البلاد بظروف استثنائية تحتاج إلى جموع الصحفيين الحقيقيين وليس المزيفين الجهلة والدخلاء ومن لا مهنة له.
لعل المشكلة تكمن فى أن تيار تخريب الصحافة صار أكبر من تيار الإصلاح لان المشهد يقوده الوجوه السفيهة والتافهة وغيرهم لا تريد نهوض الصحافة المحترمة المتزنة.
وهنا اتساءل أين نقابة الصحفيين التى لا تحرك ساكنا وقد تفرغت فقط للخدمات ونست المهنة .. بل أين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من هذه الإشكالية وهذا الخطر الداهم للمهنة والمخالف للقانون بداهة وعرفا.
وهنا اقول لنقيب الصحفيين يجب تصحيح المسار خاصة في ظل أزمة الصحافة التي نراها حاليا مع التدني الاخلاقي والهجوم من بعض الفئات علي الصحفيين وانعکاسات ذلك على التغطيات الصحفية والرأى العام.
وعلاج هذه الأزمة لن ينجح الا من خلال نقابة الصحفيين والتنظيم النقابى وانت الأمين علي ذلك ولقد نصحتك ان قبلت نصيحتي والنصح اغلي ما يباع ويوهب.