وصلنى نبأ وفاة الصديق الكريم المهندس شامل حمدى وكيل أول وزارة البترول الأسبق وانا فى مستشفى القصر العينى الفرنساوى حيث أجرى نجلى فارس عملية بالمستشفى منذ اسبوع وبينما كنت افكر فى ابنى فارس إذ أتلقى نبأ وفاة المهندس شامل بصدمة بالغة حيث جمعتنى صداقة سنوات طويلة مع هذا الرجل النبيل الكريم المؤدب الخلوق .. منذ أن كان بشركة بترومنت إلى أن انتقل لوزارة البترول.
للأمانة وللتاريخ عمل هذا الرجل مع المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق وكانت تجمعه به علاقة وثيقة وهى علاقة الأخ بأخيه وكنت أشاهد بنفسى خصوصية هذه العلاقة ومثلها أيضا كانت مع وكيل أول وزارة البترول لشئون الغاز الراحل المهندس شريف إسماعيل إذ عمل هذا الثنائى فى ملفات بالغة الصعوبة أبرزها ملف تصدير الغاز وزيادة إنتاج البلاد من الزيت والغاز ومستحقات الشركاء الأجانب واحتياجات السوق المحلى من المشتقات وزيادة الدعم.
وذات مرة من المرات واعتقد كان فى عام 2010 نقلت تصريحا للمهندس شامل حمدى عن مستحقات وزارة البترول لدى وزارات النقل و الطيران والكهرباء بجريدة المصرى اليوم وفى الصباح وجدت الهاتف يرن وإذ بالمهندس شامل المؤدب الخلوق يقول لى مبتسما ربنا يستر من هذا التصريح لو اتفصلت يبقى بسببك لأن المصرى اليوم نشرت برفقة التصريحات صورة للمهندس شامل حمدى ولم اتحسب اطلاقا لتداعيات نشر التصريحات التى اخذت منحى آخر لم أكن أتوقعه بالمرة فبالتزامن مع التصريحات التى نشرت والتى كان الهدف منها توعية الرأى العام بالاعباء التى يمر بها قطاع البترول وقتها كان المهندس شامل على الخط مع أحد الجهات الرسمية للاستفسار عن موضوع ما وللاسف تم الربط بين التصريحات وبين مكالمة الجهة الرسمية واعتقد البعض أن المهندس شامل يحاول تلميع نفسه ليكون وزيرا وهذه والله واشهد الله انها كانت فرية و تجن على المهندس شامل الذى كان بعيدا كل البعد عن الإعلام والصحافة وليس من هوايته الظهور ولا يحمل فى قلبه الا الحب لمن حوله.
للأسف انقلبت العلاقة بين المهندس شامل ومن حوله إلى توجس وخيفة وعدم ثقة فما كان من الراحل الا وان طلب نقله إلى أية شركة بالإسكندرية فاختار له المهندس سامح فهمى شركة سوميد ليتولى رئاستها فى ظروف بالغة الدقة حيث شهدت بعض مناطق الشركة عقب أحداث 2011 تظاهرات من عمالة المقاول واستطاع المهندس شامل حمدى أن يحتوى بفطنته الموقف المشتعل.
كان المهندس شامل حمدى انسانا يعتز بالصداقة و بعشرة العمر وكنت أزوره انا واخي وليد في سوميد وفى الشركة الخاصة التى عمل بها بعد أن غادر سوميد وظل كما هو إنسانا لطيفا خلوقا لم يتغير .. لقد فقدنا قيمة عظيمة من رجالات قطاع البترول العظيم وأعتقد أن نموذج وأخلاقيات الإنسان والمسئول شامل حمدى لن تتكرر .. شامل لن يكرره الزمن .. عادل البهنساوي