يا الله على هذا الرجل الصعيدى المخلص لوطنه وأمته، والله مهما يكتب القلم فلن يستطيع أن يوفى هذا الرجل سليل الأسرة العريقة ابن قرية أسطال حقه فى الثناء.. توقفت وأنا بصحبة الشيخ محمود عبد الحفيظ، وكيل الأزهر الشريف بالمنيا سابقاً، عند كلمة «القزق»، العبارة الشعبية المتداولة، والمقصود بها أعمدة الكهرباء.. عندما يوجه كلامه للأستاذ طارق عامر، رئيس البنك الأهلى المصرى، بمكتبه بالدور 35 بمبنى البرج، خلال لقاء جمعنا منذ 3 سنوات، وقلت للشيخ محمود، الذى كان يعطى دليلا لعامر على موافقة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على بناء جامعة البهنسا بالمنيا، عندما كان يحدثه أثناء تركيب أعمدة الإنارة “القزق”، وقلت للشيخ عبد الحفيظ أنت تخاطب رئيس البنك الأهلى، وماذا يعرف هو عن “القزق”، قلت له اذكرها بأعمدة الإنارة.. فوجئت برد أذهلنى من طارق عامر، قائلا: “إيه يا عم عادل، إنت فاكر إيه، أنا كنت باركب الحمار ورا أبويا لما كنا بنروح الغيط ونعزق الحياقة”، يا الله كم أنت عظيم أيها الرجل، لم تنسَ أصلك ولا فصلك.. لم تتوارَ أبداً من كونك صعيديًا شهمًا لا تنسى هذه الأيام الخالدة من العمر، كم لمست فيك وطنيتك وخوفك على البلد يا طارق بك..
وهل ينسى أبناء مصر طارق عامر، الرجل الذى تظاهر فى جمعة الغضب وهو يهتف «يسقط يسقط حسنى مبارك» وهو فى عز منصبه، وهل ينسى الناس طــارق عامــر عندما أرسل رسالة إلى البيت الأبيض، عقب زيارة أوباما الشهيرة إلى جامعة القاهرة: «سيادة الرئيس.. نرجو ألا تدعموا الحكومات والأنظمة الفاسدة»، وكان من الممكن أن يعتقل، وهل ينسى الشعب المصرى لطارق عامر وقفته اعتراضا على سياسات الإخوان، عندما قدم استقالته من البنك الأهلى المصرى حينما شعر أن الإخوان يتربصون به، ساعتها قال لى: «كرامتى وتاريخ عائلتى لا يسمح أن يقيلنى الإخوان».. وهل ينسى الشارع مشاركته جموع المصريين ثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعات الاستبداد..
يمتلك طارق عامر علاقات دولية وعربية ومحلية قوية ولديه حس قوى بروح التكافل فى المجتمع، عندما قام بالتبرع لمستشفى جامعة الأزهر بمبلغ 150 مليون جنيه، وجامعة الأزهر بالبهنسا بمبلغ 8 ملايين جنيه، لإيمانه الكامل بدور العلم فى نهضة أى أمة.. طارق عامر الرجولة والإخلاص وقاهر الفساد..
لم يقترب فاسد من مكتبه طيلة توليه مسئولية البنك الأهلى، واستطاع أن يحول خسارة البنك الأهلى إلى أرباح حقيقية، بعدما طعم البنك بعدد من ذوى الخبرة والإدارة الحديثة، وخلص البنك من الفاسدين عتاة الفساد الذين تربصوا به، ولكنه بفضل الله انتصر عليهم جميعًا، ليحمى أموال الشعب من العابثين..
ترك عامر البنك الأهلى ليدير فرع البنك الأهلى فى لندن، وخلال فترة إقامته فى لندن لم ينقطع عن بلده لحظة، وكان دائم التواجد بالقاهرة، ودائم التواصل مع المسئولين بالحكومة، ليقدم خبرته الكبيرة وكان محل ثقة الجيش والقيادات المسئولة ومحل ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يعرف طارق عامر ويعرف وطنيته وقوته فى الظروف الصعبة، ولذلك اختاره محافظاً للبنك المركزى فى ظروف استثنائية يمر بها الاقتصاد الوطنى، ولكننى واثق من نجاحه، ومن قدرته على أن يعبر بالبلد إلى بر الأمان.. أثق كل الثقة فى أنه سيكون فارس الاقتصاد الوطنى بفضل إدارته وحكمته وحزمه وإخلاصه لوطنه.. إنه طارق عامر أبو الرجولة وعمدة الصعايدة، الذى استلهم الرجولة من عمه المشير عبدالحكيم عامر، الذى باع أرضه وأملاكه ليصرف على الجيش، وفتح بيته لكل أهل المنيا، وسينصف التاريخ هذا الرجل الوطنى، الذى أنقذ مصر من استبداد الإقطاع والملكية… إن طارق يحتاج إلى دعوة كل مخلص، فلندعُ له جميعا من أجل وطننا المجروح.