مصنع النظائر المشعة يلبى احتياجات البلاد فى المجالات الطبية والصناعية والزراعية ولدينا فائض للتصدير
رئيس هيئة الطاقة الذرية يطمئننا على مستقبل محطة الضبعة النووية ويقول : لدينا خبرات كبيرة ومتراكمة منذ عشرات السنين
تقرير – محمد سعيد
يوماً كاملاً قضاه موقع “باور نيوز” أمس داخل هيئة الطاقة الذرية بمنطقة انشاص هذا الصرح الوطنى الكبير والذى يشبه العمل به خلية نحل منتظمة لا يمكن لها الخروج عن سربها المحدد وهو ما يجعلنا اكثر اطمئنانا على مستقبلنا فيما يتعلق بالتوسع فى القدرات النووية السلمية والتعاون البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى دائما ما تشيد بمصر فى كل المحافل العالمية وقد زار الموقع ضمن وفد اعلامى مصرى كبير معامل المنطقة ومفاعل الابحاث الثانى الذى بنته الارجنتين عام 1998 وكان الموقع برفقة الدكتور عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية والدكتور ايمن حمزة المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء
ونستطيع ان نرصد نتائج هذه الزيارة وهذا الصرح الوطنى الذى يخدم المجتمع المصرى ليس فقط فى المجالات العلمية والبحثية ولكن تسخر امكانيات هذه المؤسسات الانتاجية للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية فى المجالات الطبية والزراعية والصناعية والتعليم وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة والكشف عن واردات مصر الغذائية فى المطارات والموانئ حيث يتم الكشف عنها بواسطة هيئة الطاقة الذرية لضمان خلو الاغذية المستوردة من التلوث الاشعاعى
كما تقوم الهيئة كذلك الكشف على كل الصادرات المصرية مع اعطاءها الشهادة الدالة على ذلك لضمان خلوها من الاشعاع طبقا للمعايير الدولية وانتابنى وانا اتجول داخل اروقة هذا الصرح الكبير ان الطاقة الذرية لم تكن ابدا هدفها الدمار والحروب فى ظل هدف ارقى وأسمى وانبل لإستخدامات الطاقة الذرية هذا الذى يقدمه هؤلاء الباحثين بهيئة الطاقة الذرية
وفى المجال الطبى فان انتاج النظائر المشعة يخدم فى التشخيص والعلاج والتقدير المناعى الاشعاعى للهرمونات والكشف المبكر عن الاورام السرطانية وكشف وعلاج الغدة الدرقية وتعقيم المعدات والعبوات الطبية والادوات الجراحية واجهزة محاليل الدم والقسطرات وخامات تصنيع الادوية باستخدام اشعة جاما التى تستخدم للقضاء على مسببات الامراض كالبكتيريا والطفيليات الضارة
اما فيما يتعلق بالتطبيقات السلمية للطاقة الذرية فى مجال الصناعة فهيئة الطاقة الذرية تقدم استشارات وخدمات فنية فى مجالات عديدة اهمها توكيد الجودة وهندسة المواد التى تخدم مجالات الخواص الميكانيكية والتآكل واللحام واستخدام تكنولوجيا الاشعاع للاستفادة من المخلفات البلاستيكية والزراعية فى مجال البناء والتشييد
كما تقوم الهيئة بتحسين الاستفادة من مياه الرى والعناصر الغذائية لمحاصيل الخضر باستخدام النظائر الثابتة كما تعمل على توفير المكافحة المتكاملة لآفات الحقل عن طريق استخدام اشعة جاما
كما تساعد الهيئة الجامعات المصرية عن طريق تصميم أجهزة القياس النووية والاجهزة التدريبية للمعامل المختلفة كما تستخدم التقنيات النووية فى البحوث الزراعية لزراعة الاراضى الصحراوية وتطوير سلالات النباتات الملائمة للظروف الصحراوية باستخدام الطفرات المولدة اشعاعيا واستخدامات اخرى كثيرة لا تتعلق اطلاقا بالمفهوم السائد عن التكنولوجيا النووية
وقام الباحثون فى هيئة الطاقة الذرية بتوضيح شامل عن طبيعة اعمالهم الدقيقة حيث استمعنا الى شرح مفصل من الدكتور ياسر توفيق مدير مصنع انتاج النظائر المشعة واعقبه شرح الدكتور محمد اسماعيل مسئول الانتاج بمصنع انتاج النظائر المشعة ثم الدكتور ثروت فصيح مدرس الكيمياء الاشعاعية بمفاعل مصر البحثى الثانى والدكتور ياسر فؤاد عبد الحميد لاشين استاذ بقسم الكيمياء التحليلية والرقابة بمركز المعامل الحارة
وعلى الجانب الاخر هناك خطر جراء استخدام التكنولوجيا النووية الا ان الباحثين المصريين على دراية كاملة بأخطار المصادر المشعة والمخلفات الناتجة عن التكنولوجيا النووية وكيفية التعامل معها حسب القواعد والمعايير الدولية بل انهم مدربون تدريبا قد تصل مدته الى 3 سنوات من التدريب الجاد لإدارة هذه الامور الدقيقة بقدر عال من الامان شأنها شأن كافة مصادر الطاقة المختلفة ويتم التعامل معها بالطرق الملائمة والمتعارف عليها دوليا وذلك لحماية الانسان والبيئة من اثارها السلبية وتنتج النفايات المشعة عن الانشطة مثل المفاعلات النووية وانتاج النظائر المشعة وجميع عمليات مراحل دورة الوقود النووى ، استخدام النظائر المشعة فى البحث العلمى والصناعة والتعدين والزراعة ،والطب النووى بما فيه التشخيص والعلاج وإنتاج وإستخدام المصادر المشعة
وقد استمعنا الى برنامج مصر لادارة النفايات المشعة الذى يهدف الي الوصول الي الوضع الذي يضمن حماية الانسان والبيئة من اضرار تلك النفايات ويعني ذلك معالجتها او حفظها او كليهما حتي ينخفض مستواها الاشعاعي الي حد يقل عن المستوي المسموح به وهو ما يعني حفظ وتخزين تلك النفايات لمدة قد تتراوح من ساعات قليلة وقد تمتد الي ايام او شهور او سنوات
حيث قال الدكتور عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية الذى كنا نستمع اليه باصغاء شديد الي انه يتم التخلص من النفايات المشعة حسب مستواها الاشعاعي حيث تنقسم الي قسمين نفايات ذات مستوي اشعاعي عالي يتم حفظها داخل براميل او مكعبات خرسانية ويتم دفنها داخل براميل او مكعبات خرسانية ونفايات ذات المستوي الاشعاعي المتوسط والمنخفض ويمكن التخلص من اثرها الاشعاعي حسب حالتها الفيزيائية سواء كانت سائلة او صلبة
فمثلا فى حالة النفايات المشعة السائلة تمر بخطوات ومراحل ، التجميع حيث يتم تجميع النفايات المشعة السائلة فى اوعية خاصة ذات احجام مختلفة ويتم بعد ذلك القياس الدورى لمستوى الاشعاع وعند وصوله الى المستوى المسموح به فانه يتم تصريف النفايات من خلال شبكة الصرف الصحى وهو ما يدعى المعالجة بالاضمحلال اما مرحلة المعالجة فيتم ذلك فى حالة احتواء النفايات السائلة على “نويات” عناصر ذات عمر نصفى طويل فانه يستدعى معالجتها قبل التخلص منها والمعالجة الكيميائية هى الاكثر شيوعا وتستخدم فى معالجة المياه مثل الترسيب والتبخير ثم استخدام المبادلات الايونية وتتميز هذه الطرق بكلفتها القليلة وامكان معالجة كمية كبيرة من النويدات المشعة
اما فيما يخص النفايات المشعة الصلبة فانها تمر بمرحلتين التجميع والفصل وفيها يتم تحديد مركز لتجميع وفرز وتصنيف النفايات الصلبة من حيث قابليتها للاحتراق من عدمه ومن حيث قابليتها لتقليص الحجم وذلك لتسهيل المعالجة والتخلص ، كما يتم فرز تلك التى لا تزال نشطة اشعاعيا من غيرها
اما المرحلة الثانية والاخيرة فهى مرحلة معالجة النفايات المشعة الصلبة وتشمل الحفظ للاضمحلال فى حالة النفايات التى تشمل نويدات عناصر مشعة ذات عمر نصفى قصير او الحرق او الدفن ويعد من اكثر الطرق شيوعا بالنسبة للمواد الصلبة التى يصعب اعتبارها او تحويلها الى نفايات عادية ويتم الدفن فى مدافن مغلقة قريبة من سطح الارض
نفايات مشعة عالية الخطورة