أحمد أبو هجرس
لا شك على الإطلاق ان هناك مجهودات كبيرة وانجازات لا يمكن ان نغفل عنها فى قطاع الكهرباء والطاقة ودائما ما نتحدث عنها ونثني عليها وفى نفس الوقت يجب ان ننبه الى بعض السلبيات التى قد تعصف بكثير من هذه الانجازات ومن هذا المنطلق فان منطقة حدائق الأهرام بطريق مصر الفيوم أمام المنطقة الأثرية تعيش حالة من الرعب وانتظارا لحدوث كارثة بكل ما تحمله الكلمة فمنذ أكثر من شهرين حدث ارتخاء شديد لخطوط كهرباء الجهد العالي التي تمر بمنتصف مدينة حدائق الأهرام وعلى الرغم من الاستغاثات الكثيرة التى أرسلها العديد من سكان المنطقة لكافة قيادات الشركة المصرية لنقل الكهرباء للقيام بعمل اللازم وشد الوير او خطوط الكهرباء التى قاربت إلى حد كبير من مستوى سطح الشارع لأقل من 6 أمتار مما أدى الى دخول احد سيارات الإطفاء والتي كانت تمر أسفل الخطوط فى المجال الكهربي لخطوط الجهد العالى مما أدى إلى خروج الدائرة الكهربائية من الخدمة وتعرض من فى السيارة لخطر جسيم لولا عناية الله.
إلا انه ورغم ما حدث لم يحرك ساكنا قيادات الشركة المصرية لنقل الكهرباء للقيام بعمل اللازم وصيانة خطوط كهرباء الجهد العالي ليتكرر المشهد مرة أخرى بشكل اخطر حيث كانت تمر مقطورة محمل عليها احد الأوناش التى تستخدم فى عمليات الحفر وأثناء مرور المقطورة أسفل خطوط الجهد العالي ونتيجة لانخفاض خطوط الكهرباء عن المستوى الآمن الذى يجب ان تكون فيه دخلت ايضا تلك المقطورة فى حيز المجال الكهربائي مما أدى أيضا إلى خروج الدائرة الكهربائية.
ولم يكن أمام جمعية تعمير صحراء الأهرام المشرفة على المدينة سوى القيام بعمل حاجز بالرمال فى المنطقة التى تعرضت لها الخطوط للانخفاض وغلق الطريق أسفلها لعدم مرور اى سيارات مرتفعة لتحدث مشكله أخرى إلا أن اغلب السكان وبعض السيارات قد قامت بإزالة جزء من هذا الحاجز لإمكانية المرور مما قد يعرضهم للخطر خاصة مع اقتراب دخول المدارس ووجود عدد كبير من باصات المدارس ومع ارتفاعها قد تدخل هى الأخرى فى المجال الكهربي مسببة كارثة قد لا يحمد عقباها.
فهل سوف ننتظر حتى تحدث كارثة ام يتم التحرك السريع وعمل الصيانة اللازمة لتلك الخطوط وبسؤال المهندس جمال عبد الرحيم رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء أفاد بأنة سوف يتم عمل اللازم فى اقرب وقت ممكن حيث ان تلك الصيانات خاصة على الجهد العالي تتطلب بعض الإجراءات المتعلقة بتأمين التغذية الكهربائية وتأمين فرق الصيانة العاملة على تلك الخطوط خاصة مع ارتفاع الأحمال وارتفاع درجات الحرارة.
وقال المهندس جمال عبد الناصر العضو المتفرغ للمنطقة الشمالية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء ان الحى وجمعية تعمير صحراء الأهرام هى السبب الرئيسي فى تلك المشكلة حيث أننا نقوم بعمل محاضر مستمرة للمعتدين على حرم الضغط العالي دون اتخاذ اى إجراءات من جانب الحي أو الجمعية علما بأن خطوط الكهرباء قد أنشأت من قبل إنشاء المدينة بالكامل وان البناء العشوائي وعمل محاور مرورية أسفل خطوط الجهد العالي دون التنسيق المسبق مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء هو احد الأسباب الرئيسية لتلك المشكلة اذ انه يجب ان يكون هناك نقاط محددة لإنشاء مثل هذه المحاور المرورية ولا يتم إنشاؤها فى اى مكان وبطريقة عشوائية وبمناطق منحدرة من الطريق نظرا لاختلاف مناسيب ارض هضبة الأهرام بين ارتفاعات شاهقة ومناطق منحدرة بشكل كبير علما بأن القانون قد اقر بوجود حرم يجب الالتزام به وعدم الاعتداء علية خاصة لمثل هذه الخطوط .
وقال ان الجمعية والبعض من أصحاب المصالح تعمد عدم إجراء شيء لإجبار الشركة المصرية لنقل الكهرباء من تغيير تلك الخطوط إلى كابلات أرضية وهذه تكلفة باهظة الثمن لا يمكن ان تتحملها الشركة أو الدولة وقال ان الشركة ليس لديها اى مانع من القيام بتحويل تلك الخطوط إلى كابلات أرضية بناء على مقايسة تتحملها جمعية تعمير صحراء الأهرام والاستفادة من مساحة الأرض الشاسعة أسفل هذه الخطوط وقال ان تكلفة ال 1 كم من تلك الخطوط فى حدود 80 مليون جنية للدائرتين وان هناك عدد 6 دوائر لمسافة قد تزيد عن 5 كم بتكلفة إجمالية تصل الى 1.5 مليار جنية لعمليات فك الأبراج وتحويل تلك المسافة إلى كابلات أرضية وإننا على استعداد تام لتنفيذ تلك المقايسة إذا تم سدادها من الجهات المعنية.