قلت عندما قابلت الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء فجأة وهو ينتظر عند الأسانسير بالدور الأول وانا اهم للخروج منه متوجها لمكتب المهندس أسامة عسران .. قلت معالى الوزير كيف حالك رد بابتسامة ترحيب “الحمد لله وانت بنفسك استاذ عادل شايف الدوخة اللى احنا فيها .
وقد اصطحبنى الوزير لاستكمال الحديت عند مدخل الوزارة وهو يهم لركوب سيارته فتبادلنا الحوار حول بعض الأمور ورحلته الأخيرة للصين ولفت انتباهى وهذا ليس غريباً عنى بحكم صداقتى للرجل منذ عام 1999 انه يحمل كارت ماكينة الدخول والخروج من والى الأسانسير وهذا بلا أدنى مجاملة سمة من سمات شخصية هذا الرجل الكبير المتواضع حيث كنت فى زيارة لمكتبه عام 2005 ووجدت منشورا معلقا على مدخل عمارة مكتبه كتب عليه “لن يسمح بالدخول للعاملبن بالمكتب بدون استخدام البصمة حتى لو الدكتور شاكر نفسه” وذيل الورقة بتوقيعه .
وشدنى رده عندما سأله أحد الزملاء الأفاضل فى المؤتمر الصحفى الأخير عن قربه من الرئيس السيسى ومدى حب الرئيس له فرد الدكتور شاكر ان الرئيس يعامل جميع الوزراء معاملة واحدة وانه كلما يلتقى مسئولاً بمجلس الوزراء او الرئيس السيسى نفسه يبلغه عن إخلاص المسئولين بوزارة الكهرباء وكفائتهم العالية التى حققت هذه الانجازات الكبيرة وقال ” قلت – واقسم على القول – ان وزراة الكهرباء بها 10 من المسئولين الحاليين يصلحون ان يكونوا 10 وزراء وهذه حقيقة فانا اشكرهم من كل قلبى على ما يبذلوه من اجل البلد “.
وهذه العبارة بالذات فكرتنى بموقف لن انساه لهذا الرجل ففى عام 2005 قام الوزير أحمد المغربى وزير السياحة آنذاك بإفتتاح مشروع سيتى ستارز بمدينة نصر وكان الدكتور شاكر من بين الحضور وكنت انا اتحدث معه اثناء عملية التفقد للمشروع وقلت له انك فى الصفوف الخلفية وعليك ان تتقدم لتظهر فى الصورة فرد رداً لن انساه ” لا.. لا .. هذا أفضل ونحن بإتقاننا لعملنا وبحرفيتنا هو مصدر فخرنا واعتزازنا بما نقدمه وليس الصور “.
واثناء زيارة لوزير الطاقة الرومانى للقاهرة عام 2000 وفى خلال جلسة المباحثات مع الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء آنذاك وجدنا الوزير الضيف يشيد بالخبرات المصرية ويقول يكفى ان لديكم مكتب شاكر للاستشارات .. لقد نفذ لدينا فى رومانيا اعمالا بصورة مبدعة “.
واثناء حريق مجلس الشورى فى 19 أغسطس 2008 استعانت به الحكومة آنذاك لعمل شبكة متكاملة للكهرباء للمبنى ولم يتقاض مليما واحدا واصر مجلس الشورى على ان يحصل شاكر على كل مستحقاته بشيكات اخذها واحتفظ بها ولم يصرفها وقال هذا عمل وطنى .. قالت لى المهندسة العظيمة صباح مشالى ان هذا الرجل لا يتقاضى مليما من مرتبه ولا من البدلات التى يحصل عليها ويضعها فى حساب خاص للتصرف فيه عند الوقت المناسب … شخصية مصرية أصيلة انتقده انا احياناً فى أمور خاصة بالوزارة كى ينتبه واعلم انه يعلمها قبل ان اكتبها .. كل التحية للدكتور محمد شاكر المرقبى صديقى القديم.