قطاع البترول فى مصر يدرك تماماً أهمية ظاهرة الصدأ والتآكل لكنها تصطدم بإشكالية التطبيق الصحيح للمنظومة
أرامكو تنفذ مشروعاتها بالمليارات ولا تحيد عن تطبيق الحماية الكاثودية لايا من هذه المشروعات حماية لإستثماراتها
ننفذ برامج حماية كاثودية وصيانات دورية وقياسات لمستوى التآكل لتفادى مثل هذه الأخطار .. وهذا التقييم نقدمه مجاناً للشركات المحلية مع ان تكلفته خارج مصر مرتفعة جداً
رفعنا تقريرا للمسئولين بالشركة القابضة لكهرباء مصر عن محطة كهرباء عتاقة والتى تعمل منذ سنوات طويلة تضمن التقرير حجم المخاطر بالمحطة
لا بد من تجريم كل الحوادث الخاصة عن الإهمال والتقصير ايا كان المتسبب
باور نيوز – محمد سعيد .. واسماء مؤمن
قال المهندس أشرف عبد البصير رئيس شركة ميكور للخدمات البترولية والمقاولات العامة والمتخصصة فى توفير النظم الهندسية والحمائية للمنشآت وحمايتها من التآكل والصدأ فى تصريحات خاصة لــ “باور نيوز” ان مجموعة شركاته تشمل فروعا فى عدة دول منها ميكور مصر والسعودية والبحرين مشيراً الى انه تم إطلاق مجموعة ميكور العالمية منذ عدة أشهر فى كازاخستان والمجر وكذلك يتم إنشاء فرع آخر للشركة بجنوب السودان.
وارجع الخبير الدولى المهندس أشرف عبد البصير السبب فى تأسيس فروع لميكور فى هذه الدول الى ان النشاط البترولى فى هذه الدول متقدم جدا وفكر الأمن الصناعى وحماية المنشآت من اخطار التآكل والصدأ واخطار الرعد والبرق وأنظمة موانع الصواعق التى يتم تركيبها على التنكات والاسطح العالية وأنظمة الأرضى لتفريغ الشحنات الاستاتيكية التى تسبب الحرائق كل هذا جعلنا نفكر فى إنشاء شركة متخصصة وذلك بسبب اهتمام العالم كله بهذا المجال.
وقال عبد البصير ان السوق المصري يفتقد الى التعريف بأهمية الحماية الكاثودية كما يعرفها العالم الحديث والى وجود تصميمات حمائية لقطاعي البترول والغاز والآبار وخطوط الانابيب والتى تحمل منتجات بترولية مشتعلة او مستودعات او تنكات او مواد غير بترولية كالمياه لان هذه منشآت معدنية وقد يتسبب عدم الاهتمام بظاهرة التآكل بها فى حدوث خسائر كبيرة .
وتابع قائلا فى حديث خاص لموقع باور نيوز “لو افترضنا مثلا وجود ثلاجة او اى جهاز كهربائى على الأرض لفترة طويلة سيتأكل بالتأكيد، واردف قائلا “فما بالنا بالمنشآت والخطوط التى تكون فى باطن الأرض لعدة عقود ومعرضة كثيرا للاملاح والمياه فى التربة بالتأكيد ستتسبب فى صدأ وتآكل وتسريب للمنتج سواء كان منتجات بترولية او غاز او مياه ايا كان مما يعرض حياة الآمنين والبيئة وارواح من يقطنون بجوار مناطق عمل هذه المشروعات للخطر هذا بالإضافة الى تكبد الشركات وتعرض الاستثمارات التى تم انفاقها على هذه الخطوط والمشروعات الى خسائر كبيرة لذا تهتم الشركات العالمية الكبرى كثيرا بهذا النشاط” .
وأسرد عبد البصير لنا جزءا من سجله المشرف قبل إنشاء ميكور حيث قال كنت ولا ازال اعمل مديراً لإدارة الحماية الكاثودية للمكتب الاستشارى الكندى وهذه الإدارة هى المسئولة عن تقديم كل التصميمات والدعم الفني لشركة أرامكو السعودية باعتبار ان الشركات هناك تمتثل لتشريعات مُلزمة والذى تمنع تنفيذ اى مشروع بدون اجراءات وقاية للحماية من التآكل والصدأ.
مضيفا ان أرامكو تنفذ مشروعات سنوية بمبالغ طائلة تقدر بالمليارات وأصبحت الشركة لا تقوم بأى من هذه المشروعات إلا بعد اشتراط عملية التأمين حماية للأرواح البشرية والاستثمارات أيضا لتقليل الخسائر وتتوقف هذه المشاريع ايا كان حجم استثماراتها ما لم تنفذ طبقا لبرنامج الحماية الكاثودية وبالتالى امثل المدير الفنى المعنى بهذه التصميمات من خلال شركة الهندسة والإنشاءات الكندية إس.إن.سي-لافالين المصنفة ضمن اكبر 10 شركات فى العالم فى الهندسة والمتعاقدة مع شركة ارامكو السعودية لتقديم التصميمات على مستوى جميع القطاعات “هندسة مدنية وكهرباء وحماية كاثودية “.
وتابع .. وقبل ذلك عملت مديرا لنفس التخصص فى شركات عالمية متخصصة فى الهندسة مثل شركة جاكوبس وتأتى فى المرتبة الثانية فى التصنيف العالمى وشركة وورلى بارسونز “Worley Parsons” لمشروع كبير بمنطقة ينبع تبلغ تكلفته عشرات المليارات ومع توتال الفرنسية فى مشروع لإسالة الغاز فى اليمن كما عملت مدير اقليمى لتخصص الحماية الكاثودية لعدد من الدول والشركات.
وأشار إلى ان المؤسسة الدولية الأمريكية ناشيونال اسوسيشن وهى المنظمة الدولية المعتمدة التى تصدر المواصفات العالمية لكيفية مكافحة التآكل والصدأ وكيفية التصدى له من خلال برامج تصميمية تمنع هذا الخطر من مداهمة الاستثمارات وبالتالى التأثير على المنتج وهذه المواصفات متوافرة فى شركات البترول المصرية المشتركة ويرجع ذلك الى ان الشركاء الاجانب لديهم خبرات لإبعاد مشاكل الصدأ والتآكل فبدأت هذه الشركات تطبيق المواصفات القياسية التى تأتى من المؤسسة الأمريكية.
واستدرك عبد البصير .. قطاع البترول فى مصر يدرك تماماً أهمية ظاهرة الصدأ والتآكل لكنها تصطدم بإشكالية التطبيق الصحيح للمنظومة او تطبيقها جزئيا او عدم تطبيقها على الإطلاق ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك كحريق مستودع النافتا بشركة الإسكندرية للبترول وحريق محطة جابكو بحقل أكتوبر منذ عدة سنوات.
وأوضح أن عمليات اجراء إعادة هيكلة المنشآت البترولية يوفر المزيد من الموارد المالية و التي تقدر بمليارات الدولارات وذلك اذا ما طبقت برامج الحماية الكاثودية.
وعن مساعى ميكور للتوعية بأخطار التآكل فى قطاعات البترول والكهرباء والمياه أشار المهندس اشرف عبد البصير الى القيام بعمل دورات تدريبية مجانية وزيارات تتم لتوعية الشركات بمدى خطورة عدم اهتمامها بالحماية الكاثودية.
وتابع “فى عام 2001 طلب المهندس محمد طويلة رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول ورئيس جمعية المهندسين الميكانيكيين آنذاك القيام بسلسلة من البرامج التدريبية وورش العمل وكنت احد المحاضرين بها لتوعية العاملين بتفادي آزمات التآكل والتحكم فيها باعتبارها أحد معوقات تنمية القطاعات وأحد أسباب زيادة تكلفته مشيراً الى انه ما يمتلكه هو التوعية بصفته ليس من صناع القرار وهذه الاجراءات الوقائية أساس برامج السلامة والصحة المهنية لحماية العاملين بالقطاعات المعنية للحفاظ على أرواحهم وشركاتهم دونما إبطاء .
وضرب عبد البصير بذلك مثلا ان المواطنين والعمال بشركات التوصيل يسيرون بجوار خطوط الغاز بالتأكيد لا يدركون حجم الصدأ والتآكل بها وذلك كونهم غير مؤهلين للتعامل مع مشاكل الأمن الصناعى ما لم تكون هناك برامج حماية كاثودية وصيانات دورية وقياسات لمستوى التآكل لتفادى مثل هذه الأخطار وهذا التقييم نقدمه مجاناً للشركات مع ان تكلفته خارج مصر مرتفعة جداً.
وعن كيفية استفادة قطاعات البترول والكهرباء ووزارة الري ومرافق المياه والصرف الصحي وغيرها من وجود شركة مصرية تمتلك سابقة خبرة كبيرة فى هذا المجال وكون رئيسها المهندس أشرف عبد البصير من أهم الخبراء العالميين فى برامج الحماية الكاثودية فقد تعاونت ميكور مع وزارة الكهرباء فى محطة حلوان ومحطة كهرباء عتاقة.
وكانت ميكور قد رفعت تقريرا للمسئولين بالشركة القابضة لكهرباء مصر حول محطة كهرباء عتاقة والتى تعمل منذ سنوات طويلة تضمن التقرير سرداً للمخاطر الموجودة والخطر الدائم الذى لا يكاد ينفك عن المحطة وغياب نظم الحماية بها، وجاءت التوصية بسرعة إجراء عمليات الحماية الكاثودية وتابع رئيس الشركة ” الوضع خطر وقدمنا برنامجا للحماية منذ عامين ولا نزال ننتظر”.
وأضاف عبد البصير ..” التقيت مؤخراً بالمهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر وهو من الشخصيات التى تمتلك رؤية ثاقبة وفكر راقى حقا وقد استهل اللقاء بيننا بتأكيده علي حرصه منذ ان كان مهندساً على وجود أنظمة لحماية محطات الكهرباء”.
وقال طرقنا الباب وابدينا استعدادنا لتقييم المخاطر الموجودة بمحطات الكهرباء وقد رحب رئيس القابضة وأعطى توجهيات لنوابه بالتعاون معنا من أجل تنفيذ مسح لهذه المحطات وتقييمها للوقوف على مستوى الخطر بها وتابع “يا ليت كل المسئولين فى مصر مثل المهندس جابر دسوقى”.
ونتيجة لذلك فقد أصدر المهندس محمود النقيب قراراً بإنشاء إدارة مركزية تكون مهمتها الأساسية هى التفتيش المستمر علي محطات الإنتاج وعمل تقرير الحماية لها لكن التطبيق الفعلى لم يتم حتى الآن.
وطالب بضرورة تجريم كل الحوادث الخاصة عن الإهمال والتقصير فحدوث تسريب فى خطوط الانابيب والمستودعات لا يعد قضاءً وقدر ولا بد من معاقبة المسئولين بدءا من رؤساء مجالس الإدارات وكل المديرين المختصين لغياب اجراءات الحماية من التاكل.
وطالب رئيس ميكور بضرورة وجود تشريع مُلزم للشركات المُنفذة للوقاية ضد التأكل قائلا :” مصر بحاجة لإعادة نظر في تشريعاتها لمنع انهيار المنشآت البترولية وغير البترولية والسكنية بسبب التآكل هذه ضرورة مُلحة وسيوفر التشريع غطاءاً يحمى العاملين والمواطنين القاطنين الى جوار محطات الكهرباء او البترول من الخطر وبالتوزاى سيحمى الدولة من اهدار المال العام.