رحل الأب الغالى الكيميائى ” عبد الهادى قنديل ” رئيس أركان حرب قطاع البترول المصرى فى حرب أكتوبر 1973 الهرم الثانى فى قطاع البترول بعد الراحل ” أحمد عز الدين هلال ” وزير البترول الأسبق والراحل الدكــتور” حمــدى البنبى ” وزيــر البتـرول الأســبق .
أختار “عبد الهادى قنديل ” شهر مارس فى ميلاده ومماته ولد 2 مارس “1935 ” ورحل 23 مارس “2019 ” .
” عبد الهادى قنديل ” .. قنديل لا ينطفأ نوره لأن زيته من شجره الزيتون والتى باركها الله فى كتابه العزيز .
رغم أنى فقدت الشهية للكتابة … وكاد الجهاز العصبى أن يتعطل ولكنى سأحاول نقل وكتابة جزء من مشاعرى أثر وفاة الغالى والهرم البترولى الكبير” عبد الهادى قنديل ”
أسمحولى أن أستعير بعض كلمات الرئيس ” محمد أنور السادات ” فى اذعتة البيان فى وفاه الرئيس ” جمال عبد الناصر ” .
حقاً لقد فقدت مصر رجل من أغلى الرجال .. رجل من أعز وأشجع الرجال هو الكيميائى ” عبد الهادى قنديل ” وزير البترول الأسبق .. أستاذ الأجيال.
دعونا نبكى فى صمت ..
أنى ادعو جميع العاملين بقطاع البترول المصرى أن يزرفوا الدمع على هذا العملاق الكبير.. نعم أننا نبكى عليك يا ” عبد الهادى بك .. فلو لم نكن نبكى عليك على من نبكى ؟
نعم نبكى عليك .. تبكيك منا العيون والقلوب والجوارح والعروق .. فهل تكفيك ؟
تبكيك .. نعم أرواحنا كلها كانت تحوم حولك ونتسابق لنفديك وتدعو الله أن يبقك .
نبكيك .. نعم فقلوب الأحباب تتوجه إلى الله تستقيه الرحمه عليك والمغفره .. فأنت المؤمن الذى حظى برضاء ربه وأحبابه ..
أنت لم تمت ياسيدى ، لقد غادر جسدك فقط …أما روحك الطاهره فقد أنطلقت من جسدك لتسكن ملايين الأجساد وتبث فيها روح الصمود والنضال وكأنك بموتك وهبت الحياه للأخرين
ومن يهب الحياه لغيره فهو لا يموت الملايين باكيه عليك ..هاتفه بأسمك معاهده أياك على الوفاء لك وبمبادئك وأهدافك التى عشت لها .
ستظل صورتك من العيون فى كل زمان ومكان .. ألاف مؤلفه من المقالات والرسائل والخطابات تتحدث عنك .
لقد فقدنا برحيلك .. قامه كبيره المستوى الأنسانى والمهنى يصعب أن نعوضها لكن مانملكه أن ندرس كيف نهضت تلك القامه فصارت باسقة كنخيل القرية المصرية التى ولد بها أستاذنا الكبير الذى.
الكميائى الكبير الراحل ” عبد الهادى قنديل ” حضره المحترم ” هكذا كان حضره المحترم بحق كأننا مشعاً تسبقه أستنارته أينما ذهب لتفسح له المكان وتجذب إليه النفوس الطواقه إلى العلم والمعرفه .
ما أن يحل فى مكان حتى يتخلق مجلس علم وتلاميذ وأنداد وأفكار كثيره كالنجف يبعث الروح والبهجة فعز الكبار قائم على أختيار الناس ومحبتهم وأقبالهم دون فرض ولا إرغام وهذا هو العز الحقيقى لأنه نابع من القلوب المتحرره من الضغوط
الكيميائى ” عبد الهادى قنديل ” هو الوزير المثقف فالمثقف ليس من مهمته ولا فى قدرته أن يقدم الدواء لكل داء أو أن يصلح الدنيا بلمسه سحرية أو أن يكشف حلاً لكل مشكلة فهذا كله مستحيل وخطأ فى التقدير فالموهوب الصادق مهمته أن يضع يده على المشكلة وأن يسبحها من الظلام أو الضباب ليضعها أمام كل العيون
رحل كبير المقام يملىء الاسى قلوبنا على رحيله ليس فقط لما يتمتع به من كفائة مهنية رفيعة وإنما كذلك لما يمثلهم الوزير ” عبد الهادى قنديل ” من قيم سامية وصدق فى التعامل .. كان ميثاق الشرف بداخلة .. لقد صدق مع نفسة وصدق مع أصدقائة وأبنائة ولا يعرف النفاق ولا المزايدة .
صوتك الأبى يضوى فى أذاننا وإرادتك الصلبة تعضد من صمودنا ورؤيتك الثاقبة ترسم لنا ملامح الطريق .
قال لى أحد الأصدقاء عندما علم بوفاه الوزير ” عبد الهادى قنديل ” قل لى كيف مات .. قلت له سأقول لك كيف عاش ؟ فلحظات الموت أو الأيام الأخيرة التى يعيشها الأنسان على الأرض تعكس شخصيتة وتخرج أفضل ما فيها ولقد رحل الوزير ” عبد الهادى قنديل ” بعد رحلة من المرض عنيفة . ونحن نسأل أنفسنا كيف نحب الدنيا التى تغدر بنا فى كل لحظه .. الدنيا المليئة بالسخف والبلاهه والعبث والتفاهه .
الموت حقيقة ويحدث ونعرفه ونحذر منه وأحيانا نشتهيه كما أشتهاه أخيراً ” عبد الهادى قنديل ” وليس هناك من جديد أن نكتب عن الموت ذلك الموت الذى حير الفلاسفة والكتاب والشعراء .
مهـندس /” محمـــد كمــــال عليـــم “
رئيس مجلس إدارة جمعية البترول والثروة المعدنية
” أنا لله وأنا إليه راجعون “