وزير البترول رجل وطنى هادئ الطباع لا يتحدث كثيرا إلا فى الوقت المناسب وكعادته دائما يستمر هذا القطاع الحيوى فى إدارته بنفس المنظومة القديمة التى لا تعرف التهريج الموجود بكثير من القطاعات الحكومية وقد تأكدت من استمرار هذا المنهج خلال الزيارة الأخيرة التى رافقت فيها عددا كبيرا من زملائى الصحفيين مع الوزير وعدد من القيادات الى حقول شركة بترول بلاعيم بمنطقة أبو رديس بسيناء.
سعدت بهذه الجولة لأنها أعطتنى الأمل فى عودة العصر الذهبى لمصر فى انتاج البترول والغاز ولمست التفاؤل على وجه كل القيادات البترولية وعلى رأسهم الوزير الوطنى المبتسم الهادئ ومحمد المصرى الرئيس التنفيذى للهيئة الذى أصاب كثيرا عدة أهداف فى ملعب بى جى وبتروناس.. وقلت للوزير إن هناك تقصيرا هائلا فى نقل حجم العمل العملاق الذى قامت به شركات قطاع البترول مؤخرا الى صعيد مصر رغم الجهد الذى يبذله حمدى عبدالعزيز وكيل أول الوزارة صاحب الخبرات المتراكمة إعلاميا داخل الوزارة منذ عشرات السنين وبدأت كلمتى بأننى لم أكن فى يوم من الأيام «صحفى ملاكى» لأى مسئول حكومى سواء كان وزيرا أو رئيس مصلحة الا أن الواجب الوطنى يدعونى لأن أقول كلمة حق فى مناخ يوحى للعالم بأن مصر محبطة ويائسة حيث أشدت بالقطاع فى اهتمامه بإقامة مشاريع عملاقة لأبناء الصعيد الذين ذاقوا الظلم طويلا من إنشاء خطوط نقل للمنتجات لفك الاختناق والقضاء على مواسم العجز وضرب السوق السوداء وإقامة مستودعات للبوتاجاز الى مشاريع انتاج البنزين عالى الأوكتين الى ضخ استثمارات لتطوير معمل تكرير أسيوط الى مشاريع توصيل الغاز للمصانع والوحدات لطرح مزايدات للتنقيب عن البترول والغاز فى جنوب الوادى ورفع كفاءة حقل البركة الذى كان ينتج 20 برميلا يوميا والآن وصل إنتاجه الكلى الى مليون برميل الى حفر 500 بئر جوفية ضمن مشروع المليون فدان الأولى بالمنيا وقنا.
قلت للوزير وبدا وكأن كلامى قد استهواه جيدا قلت له مبتسما انت مقصر فى حق نفسك ونظرت لحمدى عبدالعزيز قائلا: «حرك الكاميرات لتنقل تعب الشركات فى الصحراء القاحلة الى أبناء الصعيد حتى يستعيدوا روح الأمل».
أكثر ما آلمنى فى هذه الرحلة هو غياب عدد كبير من قيادات قطاع البترول البارزين التقليديين وآلمنى أكثر وأقولها بنية خالصة هو استحواذ المهندس شريف سوسة وكيل اول الوزارة على الوزير طوال الرحلة. وهو يأكل وهو يدخل استراحته وهو يتفقد مترجلا معامل الحقل وهو يهم للجلوس على منصة المؤتمر الصحفى وأعتقد أن الوزير لم يتكلم مع أحد طوال الر حلة الا مع شريف سوسة ونسى أن هناك قيادة محترمة تستحق الاهتمام والعناية وهو رئيس هيئة البترول الذى ظل خلف الصورة دائما سيدى الوزير ازرع الحب لأن الكل يحبك بالفعل ويتمنى لك التوفيق تحياتى..