مدينة شرم الشيخ، مدينة السلام والجمال والمؤتمرات والتجمعات الدبلوماسية الدولية..على موعد جديد مع تجمع مصرى افريقي لرسم صورة حديثة لربط أطر التعاون الوثيق بين أبناء القارة السمراء..واعلان حقبة جديدة من الاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية تزيد من روابط الدول بالقارة.
تستضيف مدينة شرم الشيخ منتدى”الاستثمار فى افريقيا 2016″ يومى 20و21فبراير الجارى برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى بهدف دفع مشاركة القطاع الخاص والاستثمار فى إفريقيا،وتطوير العلاقات والشراكات الجديدة، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار فى القارة.
وسيركز المنتدى على المشروعات الاستراتيجية، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والبنية التحتية، والفرص المتاحة للشراكة مع القطاع الخاص في التخطيط والتنفيذ لتلك المشروعات.
وعن أهم المحاور التي يرتكز عليها المنتدي هي:الطاقة، البنية التحتية، الصحة والدواء، تكنولوجيا الاتصالات والتكنولوجيا المعلوماتية، والزراعة.
وأكد خبراء الاقتصاد لموقع أخبار مصر أن المنتدى سيعد فرصة واعدة لمصر للاستفادة من مقومات الاستثمار العالية فى افريقيا،وعودة الى الامتداد الافريقي لمصر مما سيفيدالبلاد سياسيا واقتصاديا.
فرص استثنائية للنمو
وقال الدكتور محمد عبدالغفار، رئيس المجلس الاقتصادى الإفريقي -لموقع أخبار مصر – إن بلدان القارة الأفريقية تنبض بمقومات للنمو الاقتصادى، وبها فرص استثنائية،بالإضافة إلى أن القارة الأفريقية فى طريقها لتصبح أكبر مركز للقوى العاملة حول العالم خلال العقود المقبلة لاحتوائها على كتلة استهلاكية ضخمة تتجاوز المليار نسمة تقريبا.
وأكد أن المنتدي يمثل خطوة نحو تحقيق بنية تحتية للتكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية،كما يعد المؤتمراستكمالا للقمة الإقتصادية التي عقدت في يونيو الماضي بمدينة شرم الشيخ،ويهدف للتوصل لخطوات لإنشاء أكبر منطقة تجارة حرة علي مستوي القارة الأفريقية حيث يتم التفاوض علي إنشاء منطقة حرة موحدة بالقارة السمراء بحلول عام 2017.
وأوضح عبد الغفار أن عودة مصر مرة أخرى لنشاطها الاقليمى والاهتمام بعلاقاتها الإفريقية،أدى لغزو هذه الأسواق بمنتجات مصرية جديدة، وغير معتادة لهم، لتنافس المنتجات الصينية والأوروبية،مؤكدًا أن المنتجات المصرية تنافس بقوة هناك،لارتفاع جودتها وانخفاض أسعارها.
وأشار إلى أن تنظيم مصر لهذا المنتدى يعد فرصة ذهبية، للحوار مع عدد كبير من مسئولى ومستثمرى افريقيا لمناقشة التعاون الاقتصادى.
اتفاقيات التبادل التجارى
وأضاف رئيس المجلس الاقتصادى الافريقى أنه يجرى حالياً التفاوض مع عدد من الدول الأفريقية لزيادة صور التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين مصر والدول الأفريقية مشيرا الى أن الاستثمارات المصرية فى أفريقيا تضاعفت خلال الفترة الماضية وخاصة فى قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والزراعة والتصنيع الزراعى والثروة الحيوانية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعدين.
وقال إن حجم الاستثمارات المصرية فى أفريقيا بلغ 7.9 مليار دولار خلال الفترة من يناير 2003 إلى ديسمبر 2015 موزعة على أكثر من 62 مشروعا بحجم عمالة يزيد عن 21 ألف عامل.
وأضلف أن قطاع التشييد ومواد البناء من أكثر القطاعات التى يستثمر بها رجال الأعمال المصريون فى أفريقيا بنحو 2.5 مليار دولار ويليه قطاع الصناعات الكيماوية باستثمارات تقدر بنحو 2.2 مليار دولار،وأضاف أن نمو الاقتصاد الأفريقى فى حدود 5%،وهو قابل للزيادة فى ظل ما تمتلكه القارة من إمكانيات كبيرة.
السوق الافريقية..جاذبة للاستثمار
ومن جهته قال الدكتور فرج عبدالعظيم استاذ الاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الافريقية إن هذا المؤتمر سيعمل على زيادة معدلات التبادل التجاري بين مصر والدول الإفريقية وزيادة موارد البلاد من النقد الأجنبي.
وأكد أن عقد مؤتمر”الاستثمار في إفريقيا”يعد وسيلة هامة للخروج من الاستثمار الضيق إلى أوسع مجالات الاستثمار خاصة وأن السوق الإفريقية من أكثر الأسواق الجاذبة للاستثمار في ظل توافر كافة مقومات الصناعة والاستثمار والدليل على ذلك نماذج مصرية مشرفة في إفريقيا.
واعتبر اتجاه الحكومة لاستثمار في إفريقيا عن طريق عقد المؤتمر لتعزيز أوجه التعاون بين أشقاء القارة الواحدة خطوة فى غاية الأهمية، خاصة وأن القارة الإفريقية تعاني من بعد مصر عنها على مدار السنوات الماضية،لافتا إلى أن الاستثمار في إفريقيا سيدعم العلاقات الدبلوماسية فيما بينا.
وقال د.عبد العظيم ان هناك أهدافا أخرى لمؤتمر الاستثمار في إفريقيا منها المساهمة في حل مشكلة سد النهضة العالقة بين مصر والجانب الإثيوبي خاصة بعد اتخاذ الحكومة الأثيوبية خطوات في بناء السد ورفض معظم مقترحات الجانب المصري في كافة الاجتماعات المشتركة بين الطرفين.
وتابع أن المنتدى سيسفر عن الاتفاق على استراتيجية تنموية متكاملة للقارة بالتعاون مع مؤسسات الاتحاد الأفريقي،كما يهدف إلى ربط الاستثمارات الخارجية بخطط التنمية المحلية للاستفادة منها بصفتها موارد تمويلية،وتوظيف تلك الاستثمارات للمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة.
وأوضح أن الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحتل مكانة رائدة في مجال الاستثمار فى افريقيا،وأكد ان ظروف الوضع الداخلى فى التفاف الشعب حول القائد مناسبة جدا لتقديم جبهة واحدة امام المستثمرين.
وأضاف الدكتور فرج عبد العظيم ان تفعيل الانتاج العربى الافريقى بات غاية فى الاهمية لأن كل دول المنطقة العربية والافريقية تستورد بضائع باسعار مرتفعة من الغرب والخارج وتورد لها المواد الاولية ويجب ان يكون هناك حل بالتصنيع فى المنطقة لحمايتها من ارتفاع نفقات الاستيراد.
وقال إن هناك خمسة قطاعات أساسية سيتم التركيز عليها، كلها هامة وحيوية لدفع قاطرة النمو في أفريقيا،هي قطاع البنية التحتية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية والزراعة والطاقة والصحة، وهي قطاعات واعدة جدا.
وأكد أن مصر لديها امكانية تطوير آليات معلوماتية تتيح للقطاع الخاص التعرف على القوانين المنظمة لاقتصاد كل دولة من دول القارة كي يعرف المستثمر ما يريده ويستطيع تحديد ما يتوقعه،وتطوير آلية معلوماتية أخرى،خاصة بفرص التمويل والتأمين ضد المخاطر،سواء الاقتصادية أو السياسية.
موارد رخيصة
وقال الدكتور رشاد عبده -أستاذ الاقتصاد ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية-لموقع أخبار مصر – إن أى دولة تبحث عن فرص الاستمار فى الخارج ومستثمرين فى الدولة خاصة مع اللعب الذى يشهده الدولار بالاضافة الى وجود موارد رخيصة فى افريقيا تحقق لمصر كل ذلك لأن أفريقيا هى أول دائرة العرب ولكن أهم دائرة لنا هى افريقيا.
وأضاف أن التاريخ اثبت ذلك حين قام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتعزيز علاقاته بافريقيا مما جعل الدول الافريقية تقطع علاقاتها باسرائيل فى العدوان الثلاثي لكن حين بعدنا عن افريقيا اثيوبيا أنشأت سد النهضة بمساعدة اسرائيل.
وأضاف أن افريقيا سوق واعدة ولذلك زادت الاستثمارات الصينية والهندية والاسرائيلية فى افريقيا وكل من الصين والهند تنظم كل عامين منتدى”افريقياو الصين”أو”افريقيا والهند”.
وأوضح أن الاستثمار مع افريقيا له عدة مزايا أولها قلة تكاليف الانتاج والنقل وسينتج عنه زيادة الصادرات وجلب عملة اجنبية وخلق فرص عمل وعمل خطوط انتاج جديدة.
وعن تأثير التعاون الاقتصادى على القضايا السياسية أكد الخبير الاقتصادى أنه بلاجدال حين ابتعدنا عن افريقيا ..اثيوبيا واسرائيل لعبتا دورا سيئا بشأن سد النهضة،ودول حوض النيل تعاطفت مع اثيوبيا ضد مصر-حسب كلامه.
وقال أن المنتدى سيشهد مشروعا محترما فى هذا المؤتمر وهو عبارة عن خط ملاحى يربط بحيرة فكتوريا بالبحر المتوسط عن طريق قناة السويس مما سيعمل على ربط افريقيا بأوروبا عن طريق قناة السويس.
وأضاف أن مصر تقدم خدمات وليس استثمارا فقط حيث ستقوم مصر بمد خط سكة حديد تربط القارة الافريقية كلها، وقال ان السوق الافريقية مهتمة بالاستثمار فى مصر لأن مصر متقدمة فى العديد من المجالات، سينتج عنه زيادة الصادرات وإقامة المشروعات التنموية لتحويل عملة اجنبية ومواد خام بسعر رخيص.
وطالب الدكتور رشاد عبده بتبسيط اجراءات الاستثمار للمستثمرين الاجانب بشكل جاد ونسف القوانين المعرقلة لجميع الجهات.
وقال الخبير الاقتصادى خالد الشافعى إن استضافة مصر لمنتدى أفريقيا 2016 تأتى استثماراً للنجاح الذى حققته مصر فى استضافتها لفعاليات القمة الثالثة للتجمعات الاقتصادية الثلاثة(الكوميسا، السادك، اتحاد شرق أفريقيا)والتى شكلت نقطة هامة فى تاريخ التكامل الاقتصادى لأفريقيا،والتى كان من أبرز نتائجها تأسيس منطقة للتجارة الحرة والتى تضم فى عضويتها 26 دولة،يبلغ العدد الإجمالى لسكانها نحو 625 مليون نسمة،ويبلغ الناتج المحلى الإجمالى لها1.2 تريليون دولار أمريكي،وهى خطوة هامة نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لأفريقيا بحلول عام 2063.
وأضاف أن مصر من خلال استضافة هذا المنتدى ستعمل على مناقشة فرص الشراكة والتعاون بين الحكومات ورجال الأعمال لتحقيق التنمية الاقتصادية واستثمار الفرص والإمكانات المتاحة فى القارة،من خلال دفع تنمية الاستثمارات المصرية فى الدول الأفريقية.