شوقى : والدى غرس فى نفسى الاحترام والقراءة والبحث… وقال لى اهتم اولا بالصناعة قبل جمع المال
باور نيوز خاص
فى 25 مايو عام 2006 كتب عادل البهنساوى رئيس تحرير موقع باور نيوز مقالا بجريدة الشرق الاوسط اللندنية يروى فيه قصة نجاح المهندس عمرو شوقى رئيس الشركة المنظمة لمعرض اليكتريكس الدولى تناول فيه البهنساوى مشوار شوقى للنهوض بالمعرض الذى صار من اهم المعارض الدولية التى تستهدف توطين صناعة مهمات الكهرباء والحد من استيرادها خاصة فى ظل التوسع الضخم فى سوق الكهرباء … وتناول البهنساوى حياة شوقى ومراحل تعليمه واعتزازه بوالده المرحوم الدكتور جلال شوقى ونحيط علمكم ان هذا المقال كتب منذ ما يزيد عن 10 سنوات وهناك امورا قد تغيرت واستجدت :
” يسعى رجل الأعمال الشاب وخبير المعارض المصري، عمرو شوقي، إلى تحويل صناعة المعارض والمؤتمرات من مشاريع بيزنس وجمع مال وفير تحقق قفزة سريعة لأصحابها إلى دور هدفه خدمة الصناعة المحلية وتوفير فرص استثمارية للعارضين المحليين وتطوير المنتج المحلي الذي يمشي على ما يبدو كالسلحفاة في عالم الأسود الجبارة على حد تعبيره. يود عمرو شوقي خريج كلية الهندسة، جامعة ليستر بإنجلترا عام 85، أن يدعم هذه الرسالة في قلوب وعقول أصحاب شركات المعارض، وبالذات الشركات التجارية التي تسعى لملء الأجنحة والمساحات فقط وتقديم المنتج الأجنبي المتفوق على حساب المنتج المحلي المتواضع، وربما على حساب قلة استطاعت أن تجد لها مكانا وزاوية في سوق المبتكرين والمنتشرين في كل مكان.
وفكرة الدخول في بيزنس المعارض لها قصة يحكيها المهندس عمرو شوقي، رئيس شركة «إيجيبتك الهندسية» للمعارض في مصر، حيث يقول: «استكملت دراستي في الثانوية العامة في مصر ودخلت كلية الهندسة جامعة القاهرة، لأن والدي الدكتور جلال شوقي كان رئيسا لقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة القاهرة، وأخي كان معيدا في نفس القسم، ورغم هذا فإنني أخذت القرار باستكمال تعليمي الجامعي في جامعة ليستر بإنجلترا بعد أن قضيت عامين في جامعة القاهرة وبالفعل تخرجت في كلية الهندسة بجامعة ليستر عام 85 حيث حصلت على شهادة الهندسة الكهربائية الميكانيكية بالجامعة.
فور تخرجي عرض علي العمل في دول عربية عديدة، ولكنني فضلت العودة إلى مصر وذلك بعد فترة قصيرة من العمل في مجال مشروع تخرجي الذي كان مع أكبر شركة إنجليزية عريقة في هذا المجال، وهو مجال أنظمة الإنذار ضد الحريق، حيث كان المشروع ناجحا جدا لدرجة أن الشركة استخدمته صناعيا فيما بعد، وبعد فترة عملت مع شركة بلجيكية في هذا المجال لمدة قصيرة ولم أشعر بالراحة لفكرة العمل خارج مصر فقررت العودة في أواخر 85 لابدأ من الصفر، حيث عملت في شركة مصرية خاصة لمدة أربع سنوات، وللأمانة لم أجد نفسي في هذه الشركة حيث كانت لدي طاقات كثيرة جدا، ووجدت أن هناك انفتاحا في مصر وفرصا عديدة لأن أبدأ مشروعا مستقلا لي فقررت التوجه إلى مجال آخر».
استقل المهندس عمرو جلال شوقي بنفسه، حيث بدأ يترجم طاقاته إلى عمل حقيقي فقرر الانغماس في تخصصه الجامعي، وهو مجال الكهرباء عام 90 ليدخل في صناعة مكثفات تحسين القدرة الكهربائية وتعويض الفقد في الشبكة وتحسين الكفاءة. وحصل عمرو شوقي على توكيل من شركة في إنجلترا لتصنيع وتسويق «المكثفات»، ولكنه لم يستمر طويلا حيث كانت الظروف أقوى منه، ويتابع عمرو شوقي قائلا: «فعلا لم أستمر طويلا حيث وجدت نفسي في خضم منافسة شركة مع شركات كبيرة في هذا المجال لم أستطع مسايرتها ففكرت في أخذ النصيحة من اثنين من كبار أساتذتي في كلية الهندسة جامعة القاهرة، وهما الدكتور صلاح السبكي والدكتور محمد شاكر، حيث وجهاني إلى إقامة معرض للكهرباء سنويا وتمويل مشروع المكثفات من عائد هذا المعرض.
وكانت مفاجأة بالنسبة لي، فأنا غير متخصص في هذا المجال، ولكنني لم أستمر في التفكير طويلا، وقررت البدء في مشروع المعارض حيث استعنت بصديق متخصص في المعارض كان هو يعمل في التسويق والتنظيم وأنا بخبرتي الهندسية، وبالفعل أقمنا أول معرض للكهرباء في مصر عام 1991».
وعن هذه التجربة، يقول عمرو: «بدأنا بـ 26 شركة فقط حيث كانت صناعة المعارض في مصر عام 91 ضعيفة جدا، كانت هناك 4 معارض فقط، وهي سوق القاهرة الدولي، ومعرض الكتاب، ومعرض السيارات، والمستلزمات الفندقية. ونجحنا في جمع 26 شركة في فندق الماريوت بالقاهرة، ومن 26 شركة إلى 48 شركة عام 92، ووصلنا إلى 63 شركة عام 94، وأصبح من المستحيل أن نزود شركة واحدة عن هذا العدد في الماريوت وكان القرار الكبير الذي اتخذناه في نهاية عام 94 بالانتقال إلى مركز القاهرة للمؤتمرات الدولية، وكنا من أوائل من استغلوا في هذا المركز حتى يومنا هذا».
«ولعبت البلية»، كما يقولون في مصر مع المهندس عمرو شوقي، ومن فكرة وضعها له اثنان من خبراء كلية الهندسة، فمن 63 شركة محلية إلى 450 شركة العام الماضي، ومن معرض محلي إلى معرض إقليمي مرتبط بعدة ندوات عن الابتكار في مجال التصنيع، حتى أصبح معرض «الكتريكس لمعدات ومهمات الكهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا» واحدا من أكبر المعارض المتخصصة في هذا المجال.
وعن إضافات «الكتريكس» للاقتصاد الوطني، يقول عمرو شوقي: «نظرتنا لهذا المعرض نظرة وطنية بحتة، حيث نهتم باستقطاب الشركات العملاقة في هذا المجال والتي تستطيع توفير الخبرة والعلم والاحتكاك بالتكنولوجيا مع شركاتنا المحلية، وهذا هو هدفنا، وأبي كان يقول لي: اهتم بالصناعة قبل جمع المال. ولذلك، وبحسب آخر التقارير، فإن الكتريكس استطاع أن يدفع 39 شركة محلية من شركة مستوردة للمهمات إلى شركة مصنعة، وهذا هو الفرق بيننا وبين الشركات التجارية التي كان همها هو ملء المساحات فقط من دون النظر إلى العامل الوطني، فمثلا لدينا في مصر 7 شركات لتصنيع الكابلات متفوقة جدا ولديها عقود تصديرية إلى أوروبا وأفريقيا، وهذا ما جعلني أرفض وجود أي شركة كابلات خارجية في المعرض، فماذا ستفعل بوجود 7 شركات عملاقة وطنية، الشيء الثاني أنني أفتح المعرض لمشروعات الشباب الصغيرة ذات الإمكانيات المتواضعة كي نشجع المبتكر المصري، فالهدف هو تربوي قبل أن يكون تجاريا».
ويصل القطار بعمرو شوقي إلى محطة أخرى جديدة ومختلفة، فيقرر التوجه إلى المجال المكمل لدراسته، وهو تكنولوجيا المعلومات، ويختار موضوعا مختلفا وجديدا، وهو إقامة أول معرض ومؤتمر عن الكروت الذكية وكل ما هو مرتبط به. وعن هذا المعرض يقول: «بدأنا نفكر بفكر مختلف في معرض كاردكس للكروت الذكية عن معرض الكتريكس حيث تركيزنا أولا على المؤتمر أكثر من المعرض، لأن المؤتمرات بالنسبة لهذه التكنولوجيا المتقدمة وهذه الصناعة الوليدة في مصر تعتبر مدرسة متنقلة من خلال محاضرات العباقرة والعمالقة في هذا المجال من العالم كله، وهذه أعتبرها رسالة قبل أن تكون مشروعا تجاريا».
ويضيف عمرو شوقي: «بدأنا هذا المعرض منذ أربع سنوات، وبدعم من جمعية صناعة البطاقات الذكية التي أتولى بها منصب نائب رئيس مجلس إدارتها، وسيصبح هذا المعرض مستقبلا بؤرة يلتف حولها المتخصصون. وهذا المجال واعد بعد انتشار هذه التكنولوجيا على مستوى العالم، وبالذات مشروع جواز السفر الإلكتروني وبطاقات الهوية الشخصية والتوقيع الإلكتروني وبطاقات الائتمان الذكية وأنظمة الدفع الآلي في البنوك وبطاقات الدعم الإلكتروني».
وعن مفتاح نجاح عمرو شوقي، يقول: «سر نجاحي هو والدي الدكتور جلال شوقي الذي علمني النظام والبحث والقراءة واحترام النفس وكان يقول لي اهتم أولا بالصناعة قبل جمع المال».
وعمرو شوقي متزوج ولديه ولد واحد ويهوى عمرو شوقي رياضة المشي لمدة 45 دقيقة يوميا بدعم وتشجيع من زوجته بعد أن بعد كل البعد عن رياضات السباحة والتنس والاسكواش التي يهواها “