“لا نعرف ما سيأتي به المستقبل، ولكن يجب أن نكون له مستعدين”
قال ذلك بيريكليس، رجل الدولة إغريقي (توفي سنة 429 قبل الميلاد)
وإذا تأملنا في حال الدنيا اليوم – ونحن المصريين جزء من هذه الدنيا – نجد أن أقرب تشبيه لها هو بقارب يمخر عباب البحار إلى وجهته المستقبلية ولكن حمولته لها خاصيتها وهي أنها تزداد يوما عن يوم بسبب الأوساخ التي ينتجها راكبي القارب وتتراكم في داخل القارب إضافة إلى زيادة عدد الركاب بسبب توالدهم …. إذن ليس من الصعب توقع غرق القارب بعد فترة …. ونحن بصدد رؤية شواهد اقتراب لحظة الغرق …. وندعو الله ألا يكون هذا الغرق نتيجة انقلاب القارب ….
وكما رأينا وسمعنا في مؤتمرات المناخ السابقة ونعيد سماعه ورؤيته في مؤتمر المناخ الحالي 2024 في آذربيجان – أننا نقترب من لحظة النهاية …. وسرعة اقترابنا لها تزداد وكأنها جرس تنبيه …. ثم إنذار …. ثم إخلاء المكان …. فهل ننتظر إلى وقت الإخلاء؟
والإخلاء إلى أين؟ هل يوجد كوكب بديل نهاجر إليه؟
نبتعد عن الخيال وننظر إلى امكانياتنا وما نستطيع عمله بسرعة تسمح لنا – نحن المصريين – لنتبوأ الريادة التي فرضها علينا الزمن منذ خمسة آلاف عام أو تزيد، لتكون خطوات إنقاذ الكوكب أعظم من محاولات الآخرين للتكسب من حرق ثروات الأرض المدفونة في سبيل جمع المزيد من المال.
كل المحاور تدور حول الانبعاثات الضارة بالمناخ ومصدرها الرئيسي اثنان : إنتاج الكهرباء و وسائل الانتقال
أما الأول فهو متاح حاليا واسمه *”خميسة”* لأن كهرباءها
• *ميسور تكلفتها* حيث أنها أقل من سعر الوقود الأحفوري وهي حاضرة ليل نهار حسب الطلب
• *نظيف استعمالها* حيث لا حوادث تسبب تلوث البحار بالنفط ولا رماد يتطاير ولا غازات دفيئة
• *مأمون استخدامها* حيث انها متوافقة مع باقي الشبكة فيكون استقبال الصور واضحا
• *مضمون إمدادها* حيث أن كل ما تحتاجه ينزل من سماء مصر أو ينبت من أرضها
• *مستدام مستقبلها* حيث أن أجزاءها تصنع بأيدي أبنائها وشمس مصر ساطعة دائما
نعم نحن مستعدون للمستقبل لو أسرعنا بتنفيذ *”خميسة”* لأنها – بجانب الخواص أعلاه، وهي الوحيدة التي تضمها كلها – الضامن لإنتاج الهيدروجين النظيف الذي نسميه *”الأخضر”* بأرخص الأسعار لأنها تضمن كهرباء مستمرة بدون انقطاع. والهيدروجين هو مفتاح تسيير السيارات والسفن والطائرات.
هانئ محمود النقراشي