الطاقة لها صور مختلفة … واستعمالها لخدمة البشر يتوقف على عوامل عدة منها الكمية المراد تخزينها (وات ساعة، كيلووات ساعة، جيجاوات ساعة، تيراوات ساعة أو پيتاوات ساعة)هنا قد يكون العدد المنشود كبيرا بحيث أنه لا يسمح باستعمال التقنية المستهدفة.
مثال ذلك سد أسوان بُني أساسا لتلبية احتياجات المصانع البريطانية من القطن أي أن الكهرباء لم تكن مستهدفة ولا رخاء شعب مصر، بل فقط زيادة أرباح المستعمر.
وبعد إدراك أوروبا وأمريكا للمميزات الاستثنائية للقطن المصري – وأهمها بجانب طول التيلة هو نعومتها بسبب تقنية الري التي تراعي النمو المنتظم للنبات فلا تحدث عقدة بسبب تعطل النمو – أي هنا تكاملت خبرة الفلاح وإدارة الموارد المائية مع الظروف الجوية وخصوبة التربة لإنتاج خيوط ذات خواص ممتازة لا تتوفر مجتمعة إلا في مصر.بعد إدراك المستعمر أن هذا المنتج الفذ حاز القبول – بل الإعجاب – بين أفراد شعبه (لأن ملمسه يشبه الحرير ويتميز عنه بتهوية الجلد)، طمع في زيادة أرباحه … فكانت التعلية الأولى لسد أسوان ثم التعلية الثانية.
ومع كل تعلية تزداد مساحة مسطح بحيرة السد إلى أن وصلت لدرجة لا تسمح بالزيادة بسبب تصميم أساس السد (هذا ما نشر وقتها).
ولم يبدأ التفكير في استغلال تدفق الماء المختزن لإنتاج الكهرباء إلا بعد الانفراجة الجزئية لقبضة المستعمر على الاقتصاد المصري.تخزين الطاقة بصورها المختلفة يعتمد أيضا على المكان الجغرافي – تماما مثل الطاقات المتجددة – لهذا السبب، عندما نبدأ التفكير في استخدام الطاقات المتجددة كبديل للطاقات الحفرية التي تسببت في تلوث بيئة كوكبنا، يجب أن نكمل إطار التفكير إلى:
• تخزين القدر المناسب للطاقة لعبور الفجوات (وهي من خصوصيات الطاقات الطبيعية)
• الصورة المناسبة للطاقة المختزنة من حيث السعر والتعامل معها
• الفاقد في تحويل صورة الطاقة المختزنة إلى الطاقة المستهدفة للاستعمال البشري وهي عامة الكهرباء
• المسافات بين إنتاج الطاقة وتخزينها واستخدامهاالخلاصة هي أن الطاقات المتجددة وتخزينها مرتبطتان ببعضهما البعض وكلاهما مرتبطتان بالموقع الجغرافي وأخيرا بتكلفة إنتاج الطاقة وتخزينها ونقلها لمستخدم هذه الطاقة.النتيجة (أو المحصلة)، مصر فيها كل من:
• الرياح ، متقطعة بطبيعتها
• الشمس ، تنقطع ليلا و عند الخماسين• المياه ، تنقطع أيام السدة الشتوية• الأمواج ، متقطعة بطبيعتها• المد والجزر ، غير منتظم ويتداخل مع الأمواج • حرارة باطن الأرض ، غير كافية*النتيجة النهائية**”خميسة”* خلصت إلى أن المخطط السليم يضمن استبدال الوقود الحفري تدريجيا دون انقطاعات للإمداد الكهربي وبأقل تكلفة عن حرق الحفريات.
لأنها تستعمل تركيز أشعة الشمس من الصحاري الممتدة وتخزين حرارتها لعبور الليل والاستعانة بالنفايات الزراعية لعبور فجوات الإمداد الكبيرة.
وبذلك تنتج كهرباء نظيفة ولا يشوبها ذبذبات توافقية تفسد جودة الإمداد فتصلح للتصدير التنافسي مثل القطن المصري الذي يتفوّق على الامريكي والهندي لتكامل عناصر الجودة فيه دون غيره.
هانئ محمود النقراشيعضو المجمع العلمي المصريرئيس شرفي لجمعية البيئة العربية































