لحظة من لحظات السعادة فى حياتى وانا أرى مشروع الضبعة النووى لتوليد الكهرباء يخرج إلى النور وارى بنفسى الشركات الروسية والمصرية وهى تبنى المشروع على أرض الواقع و انا شخصيا كنت الحارس الأمين للمشروع ودافعت عنه منذ عام 1990 وحتى قرر الرئيس المناضل عبد الفتاح السيسى أن ينفذ المشروع الذى طال انتظاره سنوات طويلة منذ الستينات وحتى قرار الرئيس السيسى بالتفاوض مع الروس لتنفيذ المشروع.
خطوة كبيرة لم يتخذها إلا رئيس قوى وطنى شريف .. عندما عملت صحفيا فى جريدة الشعب المعارضة وجهنى الأستاذ عادل حسين رئيس التحرير رحمه الله ببدأ حملة إعلامية لمساندة مشروع الضبعة النووى لتوليد الكهرباء واخترت ساعتها عنوانا للحملة ” لا لإجهاض مشروعنا النووى ” واستمرت هذه الحملة حتى مايو 2000 ومن بعدها انتقلت الحملة إلى المصرى اليوم.

أول حوار مع المهندس ماهر أباظة .. “إسرائيل تفعل ما تريد .. ولا أعرف أن لديها مفاعل نووى”
توجهت فى البداية إلى السيد أمين شاكر وكيل شركة موتوركولومبس ومدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر وزير السياحة عام 1967 لانه كان مطلعا على دور الأمريكان فى الضغط لوقف المشروع وزرت الرجل فى منزله بالزمالك واطلعنى على تقرير رد الرئيس التنفيذى لهيئة المحطات النووية الدكتور على الصعيدى الذى رد على تقرير للبنك الدولى سلم إلى الدكتور على لطفى رئيس الوزراء آنذاك فى 5 ديسمبر عام 1985 كان يحذر مصر من الدخول فى مشروع الضبعة وإلا سيمنع التمويل عن مشروعات الطاقة ودعاها بدلا من مشروع الضبعة إلى الدخول فى مشاريع الفحم وفند الصعيدى كل ما جاء من مغالطات بل وأشار إلى أن أمريكا التى تساهم بنسبة 70% من رأسمال البنك قد تكون وراء هذا التقرير ونشرت أنا تقرير الصعيدى فعاتبنى المهندس ماهر أباظة رحمه الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته عتابا بسيطا وبرر توقف المشروع وقالى لى انت تدرك يا عزيزى أن انفجار مفاعل تشيرنوبيل السوفيتى فى أبريل عام 1986 تسبب فى كوارث فى البيئة إضافة إلى التكلفة العالية لإنشاء المحطات النووية وهو ما دفعنا إلى إلغاء المناقصة بجانب هجوم نائب الوفد علوى حافظ على المشروع ولكننى قولت له أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية برأت مفاعل تشيرنوبيل وادانت طاقم التشغيل بعدما قامت لجنة تحقيق بمعاينة المفاعل فترة طويلة واعدت تقريرها .. كما قولت أن نائب الوفد لا يفهم فى الأمور العلمية هل هو عالم أو خبير نووى حتى يهاجم المشروع ؟!

تحقيق بعنوان ” تصريحات مفاجئة لرئيس الدولة عن وقف المحطات النووية .. وقف البرنامج النووي تسليم خطير”
وتواصلت سنوات وسنوات فى الدفاع عن المشروع وكنت أستعين بكوكبة من علماء الطاقة النووية منهم الدكتور على الصعيدى والدكتور حافظ حجى والدكتور عزت عبدالعزيز والدكتور فوزى حماد والدكتور محمد منير مجاهد والدكتور إبراهيم العسيري والدكتور ياسين ابراهيم والدكتور سيد بهى الدين والدكتور هشام فؤاد والدكتور خليل ياسو والدكتور سامر مخيمر الوطنى الثائر والدكتور اكثم أبو العلا وأستطيع أن أقول أننى فنيت عمرى دفاعا عن مشروع الضبعة بشهادة كل هؤلاء ومن لم تسعفنى الذاكرة لذكرهم حتى عندما عملت فى جريدة المصرى اليوم والشرق الأوسط اللندنية خضت حملة ضخمة ضد زاهى حواس وزير الآثار آنذاك بسبب الاعيبه فى الضبعة عندما قررت مصر عام 2009 عمل مناقصة للمشروع فقرر حواس فجأة بدء التنقيب فى الموقع لتعطيل المشروع وكان ابراهيم كامل رجل الأعمال يسعى جاهدا لشراء قطعة الأرض لتنضم إلى مشروع غزالة السياحى الذى يمتلكه وكان رجاله يعتدون دوريا على الموقع ولكننى فضحت الجميع ودخلت وكر التماسيح بشهادة منير مجاهد والدكتور ياسين ابراهيم.

تحقيق بعنوان ” تفاصيل المخطط الغربي لإجهاض المشروع النووى المصرى ”
أستطيع أن أقول وأنا فى قمة السعادة أننى قمت بدورى الإعلامي العظيم فى مساندة مشروع الضبعة النووى وكشف ألاعيب إسرائيل فى مفاعل ديمونة.
كانت علاقتى بالخبراء والعلماء علاقة لا تنفصل وكنا على الخط سويا لاننى كنت الذراع الاعلامى للمشروع فالهيئة كانت تصدر نشرة ورقية لا تغنى ولا تسمن من جوع .

في عدد سبتمبر 1991 بجريدة الشعب بعنوان “توقف البرنامج النووي تنفيذاً لأوامر البنك الدولي وامريكا”
وعندما عين الصعيدى مدير فنيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كان يتواصل معى دورياً للإطلاع على كل ما هو جديد وعندما عين وزيراً لاحظت أن اهتمامه بالمشروع بدأ يقل فكتبت فى جريدة الشعب من نصدق على الصعيدى الوزير أم على الصعيدى رئيس الهيئة ؟! لانه قال وأنا اسأله ” الان اصبحت وزيرا يمكنك فعل شيئ ما على الأرض للمشروع ” فقال لى لا أستطيع أن أقول الان وانا وزير ما كنت أقوله وانا رئيساً للهيئة .
التاريخ لا ينسى من ساندوا الصرح الوطنى … يعيش الرئيس السيسى الذى حقق حلمى كمواطن وكصحفى .. يعيش السيسى العملاق ذخرا لوطنه ويحيا مشروع الضبعة النووى درعاً وسيفا لمصر.