الركيزة الأولى هي
التصميم النمطي: لتربينة بخارية ذات كفاءة عالية لتأمين توافق الشبكة مع التربينات الهيدروليكية للسد العالي وخزان أسوان بجانب تمكين ربط حقول الرياح والخلايا الضوئية بأمان
طبعا بعد اعتبار أشعة شمس مصر الذهبية التي تحنو على كل أنحاء أرض الكنانة بدرجات مختلفة
للاختصار نبدأ برؤوس الموضوعات
• خميسة تبدأ بوحدة واحدة وتنتهي بأكثر من ألفي وحدة لذلك يجب التفكير في أفضل الطرق لخفض التكلفة من هذا المنظور وليس بالتركيز على الحاضر وهو وحدة واحدة
• الحاجة الملحة للكهرباء تفوقها الحاجة الملحة للماء العذب.
إذن يجب التخطيط للإثنين معا لتفادي تعارض المصالح والأماكن أثناء التنفيذ
• تصورنا في حاضرنا الحالي عن مستقبل الطلب على الكهرباء يظلله قطع الكهرباء اليومي في الأسابيع الماضية والحديث المستمر عن تصاعد أسعار الوقود الذي يجر وراءه أسعار كل السلع، حتى المأكل، فنحجم عن مجرد التفكير في زيادة القدرات الكهربائية.
• لو تخلصنا فكريا من هذا الكابوس سنجد أن الطلب على الكهرباء في زيادة تفوق تصورنا؛ فمن السيارات الكهربية إلى المونوريل ثم القطارات السريعة وأولها خط العين السخنة – مرسى مطروح ثم تتواتر أخبار الطلب الشاهق للذكاء الاصطناعي مقترنة بأنه ضرورة حتمية للتقدم التكنولوجي والعسكري.
• كل هذا يقودنا إلى حتمية التخطيط المستقبلي للكهرباء لأن كل شيء قابل للتغيير في المستقبل إلا الكهرباء فهي ستحل محل كل الطاقات الأخرى أو تكون المكون الرئيسي في غيرها من الطاقات مثل الهيدروجين وأخواته وهذا معناه أن يكون مخططنا مرنا لتقبل الزيادة المفرطة
• الجملة الأخيرة تعني الاستغناء كلية عن الطاقات الحفرية لإنتاج الكهرباء حتى لا يتكرر سيناريو حقل ظهر. والبديل هو الطاقات المتجددة ولكنها ليست موزعة بالتساوي في أنحاء العالم. فمن حباه الله بثلاث عظام وهي الشمس والرياح ومساقط المياه بالإضافة للأراضي الصحراوية فليشكر ربه ويحاول استخدامها أفضل استخدام ليضمن لأحفاده حياة كريمة تعوضه عن مشقة حياته الحالية.
• حسب علمي لم تخطط أي دولة للتحول التدريجي الشامل إلى أكثر من ٩٠٪ طاقات متجددة. لذلك لو بدأت مصر بهذا التخطيط فلن تجد “سابق خبرة” ولا “مستشارين عالميين” بل ستجد
*أفضل من ذلك وهو عقول وسواعد أبنائها*
مثل أجدادنا عندما قرروا بناء الأهرام.
فهي مازالت صرحا يتحدى قدرة الآخرين على بناء مثلها وهي تبين المحاولات المتتابعة للارتفاع إلى ما يعجز الآخرون عن الوصول إليه.
عودة لموضوعنا الأصلي وهو التربينة البخارية النمطية بقدرة ٥٠ ميجاوات وهي تربينة عادية تصنعها شركات كثيرة تتميز بأن تبريد مكثفها هوائي ودرجة حرارة عادمها البخاري يسمح بتحلية المياه المالحة بتقنية التقطير المتتابع MED.
إن طلب عرض لتربينة واحدة مع رؤية مستقبلية لشراء أكثر من ألف تربينة في السنوات القادمة لو أثبتت صلاحيتها لكفيل بأن يشجع العارضين على إنشاء معهد دراسي مجهز بأفضل وجه. وهذا أساس بنية الانسان لأن العاملين المؤهلين هم ضمانة الاستمرار دون أعطال ثم توطين هذه الصناعة.
لا يخفى أن كل الشبكات الكهربائية في العالم تغذيها تربينات سواء بخارية أو غازية أو مائية، وكلها تضبط توافقها synchronized مع الشبكة، بمعنى أنها تدور بنفس السرعة ونفس زاوية الدوران بفضل التربينات الدوارة، مثل طابور الجنود الذي يخطو بوتيرة موحدة وخطوة موحدة.
عند ربط عدد من مولدات الطاقات المتجددة المتقطعة – وهي بطبيعتها لا تخضع لتوافق الشبكة لأنها متقطعة – ستجد نفسها منساقة تلقائيا لتوافق الشبكة عندما تغذي كهربائها لهذه الشبكة إلا إذا زادت قدراتها الفعلية عن قدرة تحكم التربينات العاملة في الشبكة.
لهذا السبب تبقي ألمانيا تربيناتها الفحمية في دوران دائم لتأمين توافق شبكتها وتعمل على استبدال المحطات الفحمية بأخرى غازية تعمل بالغاز الطبيعي المستورد لتحافظ على توافق الشبكة مع زيادة تغذية الطاقات المتقطعة من الخلايا الضوئية والرياح، حتى لا تطغى هذه على استقرار الأجزاء الحرجة من الشبكة فتتسبب في إظلام عام كما حدث في ٤ نوفمبر ٢٠٠٦ في شمال ألمانيا عندما قطع خط الكهرباء من الشمال إلى الجنوب لمرور سفينة في وقت كانت فيه طواحين الرياح المتمركزة في الشمال تغذي الشبكة الشمالية بغزارة بينما القدرات الدوارة قليلة نوعا، فحدثت زيادة في كهرباء الجزء الشمالي أدت لفصل الكهرباء عن أجزاء من بلجيكا وفرنسا وشمال ألمانيا لعدة ساعات تعطلت فيها القطارات وتأزمت أفران صهر المعادن.
إن تواجد التربينات البخارية في كل شبكة فرعية من شبكات خميسة يضفي الأمان على استقرار الشبكة الفرعية وهو الضمان لجودة الإمداد الكهربائي على مدار السنة وكذلك يحمي الشبكات من الهجمات التخريبية كالتي تحدث هذه الأيام أثناء أوليمبياد فرنسا.
هانئ محمود النقراشي
https://en.wikipedia.org/wiki/Steam_turbine